Not as it appears pt4 ♦️

28 3 27
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


مَساء السَّبت|| الثَّامِنة وستٍ وعشرين دقيقة.

+

كَانت يُوليان تَسير في الطُّرقات بلا هدف بعدما انتهت من أداء مهامها لهذا اليوم سواءً ما تعلّق بالعَمل أو دِراستها، شاعرةً بكونها قد اعتادت تَجاهل البقية لها بعد بضعة أيام، فهي مُقتنعةٌ حتى هذه اللَّحظة بكونها لم ترتكب خطأً يدفعهم للتصرف بهذا الشَّكل معها.

لكن هذا السُّكون الذِّي كَان يَحفها أثناء سَيرها قد انقطع حَال سماعها هَتف فتاةٍ صَغيرة، تَرجو من أحدهم أنّ يتوقف عمَّا يَفعله بنبرةٍ باكية، فتقودها قدماها إلى مَصدره، فتجد طِفلةً مُقرفصةً أرضًا، تُحاول حَماية نفسها بوضع كَفيّها فوق رأسها، ورجلٌ يَقفّ أمامها يَركلُ ساقيها بلا رحمة، لم تتمكن من احتمال ما يجري أمامها، فتَركض ناحيته دافعةً إياه بما تَملكه من قوة حتى وقع أرضًا، اقتربت من الصَّغيرة مُتفقدةً حالها وما أصيبت به، فتَهمس لها بصوتٍ باكٍ: أرجوكِ أنقذيني، أبي لا يَتوقف عن ضَربي مهما هَربت، أمي ليست هنا ولا أحد يُريد مُساعدتي.

وِسّعت يُوليان عيّنيها بعد سماعها لشكواها، راغبةً بإجابتها بما لديها لولا تحدث المَّقصود بنبرةٍ حادة: أتَظنين أنّ مخلوقًا عديم القِيمة مِثلها سيُنقذك؟ ما أنتِ إلا حملٌ يُحاول الاختباء خَلف حملٍ أخر، لم يُقدم أيُّ رجلٍ على التَّدخل لاعتراف الجَميع بكونكِ كذلك، لذا أتُحاولين حماية نفسكِ بالاستعادة بها؟ سأُنهي عليكما إنّ لم تتنحى جانبًا وتدعني أُكمل ما بدأت.

كَانت هذه المُّحادثة وكلماته شيئًا ذا أُلفةٍ مُرةٍ على اليَافعة، مُعيدًا إياها إلى احدى اللَّحظات التِّي سَعت لتجاوزها لوقتٍ طَويل، لكن سُرعان ما نفضت هذه الأفكار فور رؤيتها له قد اقترب منهما، فتبحث بأنظارها عن أيِّ شيءٍ يُمكنه أنّ يُعثره، حتى وجدت زجاجةً فارغةً عن يمينها، فتلتقطها على الحال، مُصوبةً إياها على قدميه، مما جَعله يتعثر مكانه، فيسقط على وجهه، انتهزت يُوليان هذه الفُرصة للهرب، أخذةً الفتاة معها، مُستغلين ما سيستغرقه للنهوض واللَّحاق بهم، دون التَّركيز إلى أين يَقودهم هذا الطَّريق.

في النَّاحِية الأخرى، كانت العَائلة تستقر في صَالة الجُلوس العلوية كما اعتادوا، مُحاولين مُسايرة أنفسهم في ظِلّ غِياب أصغر الفتيات عنهم ومرور بعض الأيام عليهم دون جُزءهم الثَّمين المُّتبقي، حتى الأحاديث بينهم كانت قَصيرة ومُختصرة، كما لو كان اتصال الجُمل مَفقودًا.

قاطعهم رَنين هاتف يُوكي بلحظةٍ مُفاجئة، مُعلنًا عن ورود اتصالٍ طارئٍ بمثل هذه السَّاعة، مما دفعهم لإخفاض صوت التِّلفاز من أجله، فيقوم بالإجابة فاتحًا مُكبر الصَّوت كما اعتاد، فيكون الجميع على دِرايةٍ أين سَيذهب في حال تأخر، فيصلهم صَوت زَميله قائلًا: مَرحبًا يُوكي، أعتذر للتحدث إليك بهذه السَّاعة المُّتأخرة وبيوم عُطلتك، لكننا نَملك حالةً طارئة، أحدهم يُلاحق فتاتين في الجِهة الشَّمالية، إحداهما في السَّابعة والثَّانية تبدو في العشرين من عُمرها كما وصلنا، وبعد مُشاهدة تَسجيلات أجهزة المُّراقبة المَّوجودة في الطُّرقات استطعنا معرفة مكانهم وسأرسله إليك، والسَّبب الأهم لاختيار الرَّئيس لك أنّ اليَافعة هيَ زَوجة شَقيقك اعتمادًا على ما وردنا من تَسجيلات استطاع التَّعرف عليها من خِلالهم، لذا نحن بانتظارك في المَّوقع، احترس.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن