What you don't know ♦️

57 3 38
                                    










* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


جُزءٌ من الأيام المَّاضية- مساء السَّبت|| الثَّامِنة ودقيقتين.

+

كَان يُوقي قد قَصّ على فِيرلا والثَّلاثة الباقين مَا جَرى معهم حَال عَودته إلى المَّنزل مَساءً بعد يوم عملٍ طَويل ومُرهق بمُفرده، مُنذ كَانوا قد افتقدوا كِليهما صَباحًا على الإفطار، واعتقدوا أنَّهما غادرا مُبكرًا، لكن عودته بمُفرده بساعةٍ مُبكرة تَسبق مَوعد مُغادرته للعمل، أوضحت لهم حُدوث أمرٍ ما بمُنتصف اللَّيل، وهو ما يُفسر عدم عودتها.

بهذه الأثناء، كَان الجَميع قد اتجهوا إلى مَنزل الزَّوجين لرؤيتهما وتَفقد الأكبر بعد أيامٍ عِدة دُون رُؤيته، فيَتقدم يُوكي مُقدمًا اعتذاره أمام الجَميع عمَّا بدر منه بالمَّشفى وحِدة حديثه وأسلوبه الذِّي استخدمه عند مُخاطبته ليُوليان، لكونه تَرك مَشاعره الغَاضبة تُسيطر عليه وتدفعه لمُعاملتها بطريقةٍ غير لائقة، لكنه وجدها تُومئ مُتقبلةً اعتذاره، بجانب إخبارها له بكونها تُدرك ما كان يعيشه من حُزنٍ وكَيف يَهتم بشقيقه، لذا لا لَوم عليه بنِهاية المَّطاف.

كَان مَالِك المَّنزل يَستلقي مُريحًا رأسه على قدميّ فتاته، والأصغر تكتفي بالمَّسح على رأسه كما اعتادت أنّ تَفعل، مُنصتةً كحال البَقية الى قَص يُوقي ما جَرى بيومه بنبرةٍ يُوصل بِها ما يُخالجه من ضَجر: لا أحب الطَّريقة التِّي يعبثون بها عندما نتأخر أو نَتغيب للحظاتٍ قليلة، مُعظمهم بقيّ يتنقل في المَّمرات ويُثرثر بلا فائدة، لكن ما أجده جَيدًا نوعًا ما هو تَغيّب يُوليان كذلك، تَوقفوا عن الثَّرثرة بشَّأنِّهما والتَّدخل بعلاقتهما وإزعاج كِين بهمساتهم الفُضولية، حَاولت إنهاء ما أستطيعه بما أنَّني لا أملك أحدًا للتحدث إليه كالعادة، لذا قَضيت فترة راحتي بالمَّكتب، تَبقت بعض المُّهمات استطعت تأجيلها وأُخرى ضِمن مسؤوليات يُوليان، أرجو ألا تَكون أيام العَمل القَادمة ثَقيلة عليهما، فبرؤيتي لجدول الأسبوع القَادم، يُوجد لدينا ما يَكفي من الاجتماعات واللِّقاءات، دُون ذِكر دِراستها وقُرب فترة امتحاناتها، سنُحاول التَّنسيق فيما بيننا لأداء الأجزاء العامة وإبقاء المُّخصصة لأحدنا حتى النِّهاية.

أومأ الجَميع له كَقبولٍ لحديثه، فيَتبع ذلك تحدث يُوتا: لقد مَررنا بالكَثير بالأيام المَّاضية حتى أنَّني نَسيت عددهم، متى كانت أخر مرةٍ اجتمعنا هكذا؟

أجابته شَقيقته: أظُّنها اقتربت من الشَّهرين؟، أتذكر مَشاعري لهم سابقًا عن كونها ثَقيلةً ومُحزنة، لكن بهذه اليَومين أشعر بكونها سَريعةً لا أكاد أعيّ ما يَجري بها من أحداث.

استنكر الجَميع صَمت الزَّوجين وعدم إجاباتهما رُغم أنَّهما كانا مِحور ما يُقال بمُعظم الأحاديث، فتتحول الأنظار إليهما، فيَكون تَوقع يُوقي صائبًا بكونهما قد سَقطا بنومٍ عَميق، تُسند أصغرهما رأسها على ظَهر الأريكة، وغُرابي الشَّعر باقٍ على حَاله، فتتساءل مِيساكي عمَّا بِهما، فيُجيبها أكبر أشقاءها: تَناول كِين وَجبةً حَامضة بالأمس دُون أنّ يُدرك أنَّها ستُحدث مُشكلةً له، تَعارض أحد الأدوية مع حُموضة الطَّعام وسَببت له تَهيجًا شديدًا جَعله يَتقيأ كل ما كان بمعدته، احتاج لوقتٍ لا بأس به حتى يهدأ ومن ثُمَّ يتناول شيئًا باردًا للتخفيف عنه، وكلُ هذا شَاركته يُوليان به، حتى تقلّب النَّوم كان لها منه نَصيب، واليَوم بالكَاد تحامل واستطاع تناول وجباتٍ كاملة دُون أنّ تتهيج معدته مُجددًا، لذا من الطَّبيعي أنّ يناما مُبكرًا بعد يومين مُرهقين لهما، ويُعوضا عن اللَّيلتين المَّاضيتين.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن