* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
جزءٌ من الأيام المَّاضية|| مَساء الإثنين- منتصف الخامسة.
*
كَان جَميع الفِتية قد اجتمعوا بغرفة جُلوسهم واحدًا بعد الأخر، تَبادلوا خلال لحظتهم هذه مُختلف الأحاديث عمَّا مَروا به خلال يومهم، باستثناء كِين النَّائم على قَدم الفتاة، لذا كّانت الأصوات مُنخفضة باعتدال لئلا يَتسبب أحدهم بإيقاظه...
كَان الأخوان الأصغر سِنًا وميساكي مُستنكرين للانزعاج الذِّي عاد به لأول مرةٍ منذ وقتٍ طَويل، طَالبين من الأخَرين أن يَقصّا ما حدث عليهم، ليُجيبهم يُوقي بقوله: لقد كَان يومًا إضافيًا للتحدث إلى المُّوظفين الجُدد وعَرض التَّغيرات التِّي قمنا بإحداثها، لكن كل شيءٍ قد جَرى بطريقةٍ غَير مُرضية، من المُّفترض أن يكون التَّركيز على ما نقوله لكن ماذا حدث؟ التَّركيز كله تحوّل لعدساته الرَّمادية، أظُنه شتم نفسه مئة مرة لارتدائه لها، كَان يَشعر بالحنق من النَّظارات لكن ما أتى إليه يبدو مُزعجًا أكثر، كلما أردنا التَّحدث نجد بعض الهمسات على شكله، لم تكن سلبيةً البتة، لكنكم تَعلمون جميعًا كيف يُصبح كِين عندما يتعلق الأمر بالعمل صحيح؟ إضافةً إلى همسات قُصدت بها يُوليان بسبب لون عيّنيها وشَعرها، وأخرهم أنا لأنَّني كعادتي لا أتحدث بمثل هذه المَّواقف، لأول مرة مُنذ استقر الحال يَرفع صَوته لثلاث مرات فقط ليُوقف هذه الفوضى، عندها استعادوا وعيهم وتَذكروا لمَ هم متواجدون بهذا المَّكان...
كُنَّا نظن أنَّه بعودتنا إلى المكتب لن نَعود لنرى ذات السُّلوكيات، لكن العَكس قد حدث وهذا ما جَعله يَرفض رؤبة أيّ شخصٍ لنهاية اليوم، الحَديث عني وعنها أصبح مُعتادًا لذا لم نُعطِ اهتمامًا بالغًا، لكنهم استمروا بالتَّحدث عنه بسبب شيءٍ لا يستحق لذا رأيتمّ كيف كان وجهه مُتهجمًا عند عودتنا...
حَدق الثَّلاثة أمامه بملامحَ مُندهشة غَير قَادرين على استيعاب ما جَرى دُفعةً واحدة، حتى نَمى شُعور الانزعاج لديهم بتَفكيرهم بالمَّوقف جيدًا بعد لحظات، ليُردف يُوكي: أيُّ انعدام احترامٍ هذا؟ لا أصدق أنَّهم تجاهلوا الأحاديث المُّهمة وبالتَّحديد حَديثو القُدوم لأجل شيءٍ لا يُعد ثانويًا حتى، اعتقد أنّ كِين قام بفصلهم أو وضع عقابٍ ما لهم بعد كل هذا، لكنه يَبدو غير مبالٍ بشدة تِجاه الأمر، وأيضًا بشأن تحدثهم عنك، ألا يُمكنهم إظهار بعض الاحترام ولو لمرة؟ ليس من الضَّروري يتحدث ثلاثتكم بمثل هذه المَّواقف ولا يُوجد سَببٌ يُبرر فِعلهم، أنَّتم حقًا صبورون جدًا يا رِفاق...
رَفع المُّخاطب بالحَديث كَتفيه بغير حِيلة، غَير عالمٍ بما يتوجب عليه إجابته، لتُقاطع يُوليان هذه الضَّياع بتحدثها: لأنَّه ليس أمرًا حديثًا يُوكي، مُنذ وقتٍ طويل وهم يتصرفون بذات الطَّريقة ويحبون التَّحدث بما لا يعنيهم والتَّهامس باللَّحظات الجادة وغيرها، لكنك تستطيع رَدها لهم بطريقةٍ واحدة وهيَ عند تقيمك لعملهم، فالبعض منهم رغم امتلاكه لفمٍ ثرثار، إلا أنَّه يُودي عمله بطريقةٍ صحيحة لذا يتمّ التَّغاضي عنهم، لكن من لا يَفعل، فإن يُوقي يبدأ بالتَّوبيخ بطريقةٍ مُلتوية، كأنّ يَنشغلوا بالعمل وتقديمه بالصُّورة المَّطلوبة بدلًا من إضاعة الوقت بأحاديث فارغة لا قيمة لها، منهم من يفهمها سريعًا ومنهم لا، فقط يستمرون بذات النَّهج حتى تنقلب الأمور على رؤوسهم...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح