From the bottom of my heart♦️

25 3 65
                                        



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


صَباح الاثنين|| الثَّامنة وسبعة عَشر دَقيقة.

كَانت يُوليان قد فرغت من إعداد حَقيبتها بعد تناولها الإفطار، رغبةً في الوصول بساعةٍ مُبكرة، ليتسنى لها زيارة المَّكتبة أولًا وتفحص أحد الكتب الذِّي أوصت به أستاذتها لحلّ أخر مهمةٍ أوكلتهم بها.

كَان ساي يَصفّ العربة أمام المَّنزل، مواصلًا انتظارها حتى تأتي، إذّ أنّ سيده قد أعلمه مُسبقًا أنَّه سيقود عربته ويذهب بمُفرده، لذا فليُركز على إيصالها في المَّوعد المَّطلوب.

حال بلوغها وجهتها، كَان ساي قد سألها في حال أرادت شيئًا من المَّتجر عند ذَهابه لإحضار أغراض المَّنزل، فتُدون بالورقة كل ما تُريده لئلا تُطيل الحديث عليه أو يَنسى هو جلب شيءٍ لها، ومن ثُم تترجل مُغادرةً العربة عقب حملها لكل أغراضها معها.

حال بُلوغها وجهتها، كانت مُمتنةً لخلو المَّكان من الكَثير، فتتجه على الفور ناحية الرَّف الذِّي أشار مُراقب المَّكتبة لها إليه، فتَجد مقصدها في الرَّف الرَّابع يسارًا، فتهرع لالتقاطه على الفَور، ومن ثُمَّ تتجه لتسجيل اسمها لدى المُّراقبة.

أخذت تتصفح الجُزء الذِّي أشارت إليه الأستاذةً سلفًا، بادئةً بجمع المَّعلومات المُّلائمة، حتى وصلها صَوت رنين منبه الهاتف، معلنًا عن اقتراب موعد الدَّرس الأول، فتهرع مُغادرة المَّكتبة عقب إعادتها لكل شيء مكانه.

حال ولوجها الصَّف، كَان مُعظم الطَّلبة قد أخذوا أماكنهم قَبل قُدوم الأستاذ، مِما كان شيئًا مُعتادًا بالنِّسبة لها، فلا يَرغب أحدهم بالوقوع بمشكلةٍ مُزعجةٍ مع هذا الأستاذ، وبالتَّحديد لكونه لا يُبقي أحدًا دُون الثَّرثرة على رأسه بكلماتٍ مُزعجة، فتتقدم للجلوس بمقعدها جِوار شَريكها، وتبدأ بترتيب أغراضها على الطَّاولة أمامها.

حال ولوج الأستاذ، أشار للجميع بفتح كُتبهم حَيث توقفوا في المَّرة المَّاضية، وتشغيل أجهزتهم لتدوين المُّلاحظات معه وحل الأسئلة، فلا يَرغب بتخلف أحدهم عنه أو إبقائه مُنتظرًا حتى يَنتهي، مِما كان شيئًا يَمقته جدًا.

أثناء استغراق يُوليان بالتَّدوين كحال أقرانها، كان الأستاذ قد اقتطع شَرحه بضرب الطَّاولة بكفه، مُظهرًا بذلك شُعور بالسَّخط من شيءٍ مَجهول، فتتجه أنظار الجميع إليه، فيتحدث عندها: كَانت كلماتي واضحةً جدًا ببداية الفصل الدِّراسي بشأنّ الأجهزة المَّسموح بإحضارها، لكنني أرى الكَثير من المُّخالفات على الرَّغم من تحذيراتي المُّتواصلة.

قُلت أنَّني لا أُريد رؤية شيءٍ عدا أجهزةٍ لوحية، لم أسمح بإحضار بالحاسب المَّحمول وإنّ كان مُتغيرًا، وبكل هُدوء بتَصرفون وكأنّ شيئًا لم يَكن، أعلي التَّصرف بطريقةٍ وقحة تُوافق هذا التَّمرد ليكون درسًا لا يُنسى أم ماذا؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن