* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
جُزءٌ من الأيام المُّنقضية|| مَساء الثُّلاثاء- التَّاسِعة وسبعٍ وعشرين دقيقة.
*
كَان كِين ويُوقي قد عادا بعد يوم عملٍ طَويل مُنذ اعتذرت يُوليان عن الحُضور بسبب حُصولها على درسٍ في وقتٍ خارجٍ عن المُّعتاد، لقيا حال ولوجهما المَّنزل كُلًا من الشَّقيقين الأصغر سِنًا، مِيساكي وفِيرلا ويُوليان، بدا جَميعهم منغمسين بالحَديث إلا أصغر الفتاتين والتِّي بدت هادئةً بالنِّسبة لهما، حتى اقترب غُرابيُّ الشَّعر منها، فيجدها قد غَفت أثناء تَكورها على نفسها بزاوية الأريكة، ولا يَبدو أنّ احد الجَالسين قد انتبه إلى ذلك، لكن انتباهه قد تَشتت برؤيته لرسائل مُتعددة من ألما، مُعظمها كانت تسألها بها إنّ كانت بخير أو ثَمة خطبٌ ما بها، وبالتَّحديد بعد حُصولها على لا شيءٍ، مما دعاه ليلتقط الهاتف من بين كَفّ النَّائمة، مُقررًا الاتصال بها لإخبارها بما يَجري، ليأتيه صوتُ الفتاة المُّرتبك، فيَتحدث عندها: أوه مَعذرةً ألما لكنني المُّتصل وليس يُوليان، لقد نامت بمُنتصف حديثها معك، لذا لم أشأ إبقائك دون إجابة، أثمةَ خطبٌ ما لتَشعري بالقلق؟
تُجيبه: لا ليس كذلك، كانت هادئةً طِوال اليوم، لذا حاول ثلاثتنا التَّحدث معها وفهم ما بها، لكنها لم تُعطِ إجابةً واحدة.
أجابها حال فهمه لمَ أسلفت: لقد قالت الحَقيقة، ضغوطات العَمل المُّعتادة دائمًا ما تَجعلها هكذا، لا يُسمع لها صوت ولا تُحبذ الكلام حتى معنا، أظُنُّها طَريقتها في التَّحكم بمَشاعرها السَّلبية لذا...
نَفثت الفتاة أنفاسها باسترخاء، مُقدمةً كلماتِ الشُّكر له على إجابته لها وتوضيح ما يَحدث، سألها في حَال أرادت شيئًا إضافيًا قبل أنّ يُغلق، لكنها نَفت بهدوء، عائدةً لشُكره لمرةٍ ثانية قبل أنّ تَتمنى له ليلةً جيدة، فينتهي اتصالهما بذلك.
وجّه أنظاره إلى النَّائمة قريبًا منه، فيَصفها بالقِطة كما اعتاد، مما دعا والدتها للتحدث بعد سماعها له: لمَ تَصفها بذلك كِين؟
يُجيبها: انظري إليها وستعرفين السَّبب.
في حِين كانت إجابته قد أضحكتهم، استأنفت فِيرلا سَير الحديث بقولها: لا أعلم إنّ كانت قد أخبرتك قبلًا أو لا، لكنها تَكره القطط كثيرًا مُنذ كانت صَغيرة.
أضاف يُوكي سُؤاله: يوجد سببٌ معينٌ لذلك؟
تُجيبه: أعتقد أنَّها كانت بمُنتصف السَّابعة تقريبًا، قامت بجمع مَصروفها لتتمكن من شِراء هديةٍ لي، ساعدها يُوقي وميساكي على ذلك بأخذها إلى أماكن الحُلي كما طَلبت ومن ثُمَّ غلفتها، أتت إلى المَّنزل بتعبيرٍ مُبتهج لا أظُنني رأيتها به من قَبل، لكنه قد تَحول إلى بكاءٍ مُرتفع عندما قامت إحدى القِطط بالقَفز على ثلاثتهم دون أنّ يعلموا من أين قد أتت، تَدمر الغِلاف وحتى صُندوق الهدية، حاولت إقناعها أنا وهمّ أنّ الهدية هي الأهم وقد وَصلت بأمان لكنها لم تتوقف عن البُكاء ليومٍ كامل لأنَّها كانت أول هديةٍ تَصنعها وتُقدمها إليّ، بكى يُوقي ومِيساكي معها بعد رؤيتهم لوجهها المُّحمر، كان هُدوئها واقتناعها بكلامي مُعجزة، حسنًا لا يُمكنني لومها فبذلك الوقت كان كل شيءٍ بالنِّسبة لها مُخيفًا.
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح