Tell me your every stories ♦️

245 17 26
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

مساء السّبت || الساعة السابعة وتسع وأربعين دقيقة.

+

عقبّ أن قضت يُوليان ليلتها السابقة والتّي حرص الأكبر أن تكون مليئةً بالمرح بالنّسبة لها بعد انتهاء نهارها الدّراسي الطّويل ذاك والذّي امتد حتى السابعة مساءً بسبب إطالة احد الأساتذة لحديثه مما دعاه ليتجاوز حده لكن لم يتمكن أحد الطّلاب من الاعتراض بسبب تهديداته السيئة تلك، امضى كلاهما ساعات اللّيل الطّويلة تلك أمام التّلفاز بمشاهدة الكثير من العروض والتّي كان اختيارها مُتبادلًا بين كليهما، تركها الأكبر تستلقي على ذراعه مُحاصرةً بين ظهر الأريكة وجانبه الأيسر أثناء استلقاءه هو على ظهره حتى سقطا نائمين بذات المكان بلحظاتٍ متقاربة..

حال أن حلّت ساعات المساء الباردة تلك، كان كلاهما قد انتهيا من ارتداء ملابس تلائم الخروج ومن ثمّ انطلق الأكبر إلى احد المطاعم التي قام بالحجز بها قبل وقت، وها هي ذا الأصغر تؤرجح قدميها أثناء قصها على الأكبر بعضًا مما تملكه بجعبتها بشأنها هي والفتاتين من المرة الماضية واللتين أصبحتا صديقتين مقربتين لها، كانت تتحدث بسرورٍ وهي تقص عليه أمر امتلاك لِيا لابنةٍ بعمر الثّانية تدعى إيمي وعن كونها قد وجدت الكثير من التّشابه بين الصغيرة ورفيقتها الأخرى ألما وعلى وجه الخصوص عيّنيها الواسعتين تلك والأكبر مُكتفٍ بارتشاف ما تبقى من كأسه ذاك مُنصتًا لما تقوله باهتمام بالغٍ لأحاديثها اللّطيفة تلك قبل أن يجمع أغراضه مُشيرًا لها بالنّهوض تزامنًا مع إنهاءها لحديثها بدلًا من مقاطعتها، أثناء سيرهما قريبًا من النّهر، كانت الأصغر تستمر بأرجحة كفيهما في الهواء بمرح مُكملةً عادتها بالتّحدث بمواضيع عدة دون الاهتمام بارتباطها على الإطلاق حتى قاطعها الأكبر بسؤالٍ قد طرأ على ذهنه: هل تحبين أرجحت كفك هكذا في الهواء وأنت سعيدة؟

همهمت الأصغر له كعلامةٍ على إدراكها لما قاله لتجيب: لم أفعل هذا إلا معك كِين....

حول الأكبر نظره نحوها متعجبًا لتستأنف الأخرى حديثها بقولها: أمي كانت تسمح بكل شيء إلا ما يكون صاخبًا أو ممتلئًا بالطاقة فهي شخصٌ هادئٌ أكثر مما تعتقد، لم تكن تحب هذا الفعل على الإطلاق وقد أخبرتني بهذا بشكلٍ واضح من أول مرة قد حاولت أن افعلها بها، ومن ثمّ لم يكن هناك شخصٌ أشعر بالاستقرار الذّاتي بقربه لأتقدم وأفعل شيئًا أحبه كهذا، فقط كنت أفكر أنه مزعجٌ للجميع بالتأكيد لأن أمي قد قالت هذا، لكنك أنت لم تفعل واعتقد أن هذا كافٍ لأفعل...

أضاف المعني سؤاله تزامنًا مع انتهاءها: كيف علمتِ أن الأمر لا يُضايقني يُولي

تحركت الأصغر على الفور لتصبح مُقابلةً له ومن ثمّ التقطت كفه الأخر المُخبئ بداخل سترته قبل أن تُجيب بقولها: أنا لا أزال أملك ذكريات كل تلك الفترة الثّقيلة عليك كِين، بعد أن ساعدتني على استعادة نفسي وقبل أن أسافر وجدت مُذكرةً صغيرة بأحد أدراجي وحال قراءتي لما بها، علمت أنك كنت تدون لي كل ما حدث بيننا، لذا أعتقد أن فعلك ذاك قد أزاح الغبار عن هذه الذّكريات اللّطيفة وعادت بين يديّ، تلك اللّيلة التّي رافقتني بها إلى ذلك المنزل، كنت أمسك يدك وأقوم بأرجحتها مع يدي مثل ما فعلت قبل قليل، وبذات الطّريقة التّي أقف بها أمامك الأن، قد وقفت سابقًا وأخبرتك شيئًا مما بعقلي بشأن عيّنيك والقمر، ربما لن تصدق لكنني أتذكر تلك الابتسامة العذبة والتّي قد ارتسمت على مُحياك، أنت لا ترى نفسك جيدًا وربما تملك شيئًا من الماضي يجعلك تفكر بتخطي هذا لكنني أرغب بإعادة الأمر عليك لمئات المرات حتى تحين اللحظة التي تصرخ بها طالبًا مني التّوقف، منذ عرفتك وأنت كنت حقًا قلما تبتسم أو تضحك، قلما تتحدث بأي شيءٍ عدا العمل وحتى هذا تختصر كلامك به، أول مرةٍ رأيتك بها تبتسم أمامي وليس بسببي حتى شعرت حقًا بشعورٍ لطيف بداخلي، تذكرت حديث يُوقي عنك والذّي كان مُمتلئًا بمشاعر الود النقية لك، كان يتباهى بكونه صديقًا لك لا بكونك صديقًا له وبالتأكيد هناك فارقٌ كبيرٌ بين كليهما، أنا فقط كنت أراقبه وهو يتحدث مُثنيًا عليك، كم أنك لطيفٌ معه ومع أشخاصك المميزين بخلاف ما تظهره للعامة، كم أنه محظوظٌ لأنه أول شخصٍ تُصبح مُنفتحًا له بعد كل تلك المحاولات لإبعاد الجميع، هل تعلم بما أفكر دومًا حال تذكري لحديثه عنك أو النّظر إليك؟ ماذا يعني أن تكون شخصًاً مميزًا لأحدهم ولماذا؟ دعني أخبرك حقيقةً ما لكن لا تنظر إليّ وكأني شخصٌ ينكر الأشياء الجيدة التّي يقوم بها الأخرون، على الرّغم من كون مِيساكي قد استغرقت وقتًا أطول معي تقريبًا وربما كان جزءٌ كبيرٌ من ذلك الوقت مرتبطًا بتربيتي، إلا أن يُوقي يملك الجزء الأكبر من مشاعري هذه، على الرّغم من كون يُوقي شخصًا عاطفيًا بعض الشّيء وهذا ما لا يمكن لأحدهم رؤيته به عدا القريبين منه لأنه يستمر بكبح مشاعره خوفًا أن تقوده إلى الأنانية، أيّ أنانية هذه؟ أن يُفكر بكونه أخي الأكبر وأنه الأحق بالتّقدم وفعل الكثير لي بدلًا من أيّ أحد حتى لو لم يكن المناسب لهذا، لكنه دائمًا ما يعود للسير خلفك حال معرفته بكونك مناسبًا أكثر منه، لمَ أنت بالتُحديد؟ لا يوجد شخصٌ بهذا العالم استطعت أنا وهو الانفتاح له والتّحدث معه عداك، رأيت نفسك بعينيّ لكن هل سبق وان رأيت نفسك بعينيّه؟ حتى صديقك الجيد يُمكنه أن يضعك بمكانٍ أفضل بقلبه ليس فقط الشّخص الذّي تحبه، كلانا يراك شخصًا ثمينًا ولن يعوض مكانه أحد باختلاف الطريقة التّي يُفكر كل واحدٍ منا بها نحوك، هو يراك شقيقه الأكبر أكثر من كونك صديقه وأنا أراك مخبأي الأمن وإلى حيث أعود وانتمي بعد سنوات الضّياع تلك، أنا أعلم شيئًا واحدًا حتى لو لم تعترف به، كِين الصّغير والذّي تحدث يُوكي ذات مرة عن كونه قد افتقده دون أن يدرك لمَ تلاشى فجأة أو ربما قد مات من ثقل ما لاقاه سابقًا ولم يبقى إلا القليل من أثره، قد ولد بدلًا منه كين أخر يبدو حقيقًا أكثر، صادقًا وقويًا، ألا تظن أنك لن تكون قادرًا على مُصادقة يُوقي والسّير بكل هذه الأحداث معي إن كنت ضعيفًا و لطيفًا أكثر من اللازم؟ بالنّسبة لي وبعدما سمعت ما قصّه يُوكي بشأنك وكيف كنت، إضافةً إلى كل ما قمت بالتّفكير به من أمورٍ بشأنك، أنا اعتقد أن كِين الحالي مُذهلٌ أكثر وألطف وأقرب بالنّسبة للجميع، لطيفٌ مع من يستحق لُطفه بدلًا من أن يكون لطيفًا مع الجميع ويتأذى بالنّهاية، ألا تعتقد هذا؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن