♦️ Cause You're the one I like

33 2 48
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

مَساء الأحد|| العَاشِرة وثلاثة عَشرة دَقيقة.

*

كَان غُرابي الشَّعر قد فَرغ من حَديثه مع رَفيقه الرَّاحِل حتى لحظاتٍ قَريبة، عندما أدرك أنّ السَّاعة قد تجاوزت التَّاسعة، فيُقرر عندها أنَّه موعد العَودة إلى المَّنزل، لئلا تَشعر شَريكته بالقلق وتَبقى مُستيقظةً بانتظاره، فيقوم بتوديعه بابتسامةٍ وَديعة، ذَاكرًا مَشاعره الثَّمينة له لمرةٍ أخيرة قبل أنّ يَترك المَّكان.

حال ولوجه المَّنزل، أخذ يَبحث بعينيه عن هَيئة الفتاة، مُتلافيًا الهتف باسمها ببادئ الأمر، لئلا يُوقظها في حال كانت نائمة، فتلتقط عَيناه هَيئتها النَّائمة على الأريكة، يُغطي جَسدها مِعطفها الأبيض الطَّويل، فيتقدم نحوها حتى أصبح واقفًا أمامها، وعلى وجهه تستقر ابتسامةٌ أكثر رِقة أثناء تَحديقه بملامحها السَّاكنة، فيَقوم بمُلاطفة خُصلاتها بيُمناه، فيكون ذلك كافيًا بإيقاظها، فتُحدق نحوه باستنكار، فيُخاطبها حال قَرفصته أمامها: تأخرت كَثيرًا، أليس كذلك؟

كَانت يُوليان قد أمسكت بكفه عند خَتمه الحَديث، مُعينةً بذلك نفسها على الجُلوس، والأكبر يُواصل تتبع تحركاتها بعينيه، حتى وجد شفتيها قد تفرقتا، مُجيبةً إياه بنبرةٍ نائمة: لا لم تتأخر، أنا فقط كُنت أشعر بالنَّوم بساعاتٍ مُبكرة، لذا عندما أعادني يُوقي استلقيتُ على الفَور.

أومأ غُرابي الشَّعر لها كإجابة، فيَتلو ذلك أخذه بيدها إلى حُجرتهما لتستلقي بها عِوضًا عن الأريكة، فتختار تَبديل ثِيابها بالمِّثل ما دامت بالحُجرة، ومن ثُمَّ تستلقي على الفور بشقها، عائدةً إلى النَّوم باللَّحظة التَّالِية، دُون أنّ تهتم بسحب الغِطاء ووضعه على جَسدها.

تَلى ذلك خُروج الأكبر من دَورة المِّياه، فيبدأ بالقهقهة بخفوت على حالها، فيتجه إلى شِقها لتعديل الغِطاء عليها، ومن ثُمَّ يتجه إلى خِزانته لوضع ما كان بيديه، ويَستلقي بعدها بشقه عقب إطفاء الأضواء، مُتمنيًا لكليهما نَومًا هادئًا، لا تقتطعه الأحلام السَّيئة.

صباحًا، كَان سَاي قد أوقف العَربة أمام جامعة الأصغر، والتِّي همّت بالنُّزول لولا مُقاطعة غُرابي الشَّعر لذلك بجذبه لذراعها اليُسرى، فتلتفت إليه بتعبيرٍ مُستنكر، فيُجيبها عندها: موعدنا عند الثَّانية، إنّ شَعرتِ أنّ الأمر كَثيرٌ عليكِ بعد دُروسكِ، يُمكنكِ العودة إلى المَّنزل مُباشرةً وأنا ويُوقي سنتدبر الأمر.

زَمّت الفتاة شَفتيها بغير رِضَا حال سماعها لقوله، مِما أنبت التَّساؤلات بوجهه، فتُجيب يُوليان سُؤاله غير المَّطروح، قائلةً: قُلت لكَ أنَّني أُريد فعلها، ودَرس اليوم لن يَكون طَويلًا لذا سأصل على الوقت ورُبما قَبله كذلك، لا تُكرر ذات الكلمات كِين.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن