Cause in everyday you're in my mind ♦️

42 3 90
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

صَباح الأحد|| السَّابِعة وثلاثٍ وخمسين دَقيقة.

+

كَان غُرابي الشَّعر لتوّه قد فَرغ من ارتداء مِعطفه عَقب إيقاظه للأصغر، مهيأ نفسه بذلك للمغادرة إلى وِجهته المَّقصودة بمُفرده، فتكون هيَ متهيأة بالمِّثل لاستقبال شَقيقها وقضاء اليوم معه بدلًا من البقاء بمُفردها بغيابه.

في حِينها، كانت يُوليان قد فرَغت من الاغتسال وارتداء ثِيابٍ تُلائم الخُروج في حال أراد يُوقي أخذها لمكانٍ ما سواءً لتناول الطَّعام أو التَّنزه كما يَفعل عادة، دُون أنّ تَغفل عن هالة الأكبر السَّاكنة طِوال لحظاتٍ تواجده حولها، والتِّي كانت شيئًا يظهر في كل عامٍ مرة بمثل هذا الوقت.

حال رَغبته في المُّغادرة، كان قد سألها إنّ كانت بحاجةٍ إلى شيءٍ ما، لكنها قامت بعناقه بضيق حد ترَاجعه إلى الخلف لبضع خُطوات، مِما كان كفيلًا بنحت ابتسامةٍ جانبيةٍ صَغيرة على وجهه، فيُبادلها العِناق عندها حال اعتداله بالوقوف، ومن ثُمَّ يُخاطبه بنبرةٍ لَطيفة: ما الخَطب حُلوتي؟ أثمّة ما يَدور بعقلكِ؟

رفعت الأصغر رأسها حال ختمه الحديث، فتتصل عَيناها بخاصته، ومن ثُمَّ تُجيبه بنبرةٍ فُضولية: لا تَبدو بمزاجٍ جيدٍ كِيني، أثمّة ما يُؤرقك؟، أحدث شيءٌ ما معك؟

أجابها الأكبر: على الإطلاق، فقط لديّ ما أقوم به لذا لا تشغلي بالكِ، اقضي وقتًا جيدًا اليوم برفقة يُوقي، اتفقنا؟

اكتفت بالإيماء له كإجابة، فيَصلهما صَوت رَنين جَرس الباب، مُعلنًا بذلك قُدوم المُّنتظر، فيَتجه الأكبر لاستقباله، فيتمنى كل واحدٍ منهما وقتًا هادئًا للأخر، ومن ثُمَّ ينطلق إلى عربته لتشغيلها، والانطلاق إلى وِجهته المُّحددة مُسبقًا.

في حِينها، كان يُوقي قد عانق شَقيقته على الفور كتحية، سائلًا إياها عن حالها، فتُجيبه الفتاة عند حلّ عِناقهما: كل شيءٍ يَسير على ما يُرام، ماذا بشأنك؟ أأنت على ما يُرام أم أنَّك تَحمل شيئًا بنفسك مثل صَديقك؟

قهقه الأكبر حال سماعه لسُؤالها الأخير، كما لو كان شيئًا مُتوقعًا بالنِّسبة له، لكنه قَرر إجابتها على الفور، قائلًا: لدينا الكَثير للحديث عنه يُول، لكن في الوقت الحالي لنذهب لتناول وجبة الإفطار ومن ثُمَّ سأُجيب على كل شيء.

عقب إيماءها له، كان كِلاهما قد انطلقا إلى عَربته عَقب إغلاق الأصغر للباب، مُنطلقين إلى أحد المَّطاعم المُّفضلة لكليهما، والذِّي كان ذا إطلالةٍ بَحرية بَديعة، يستمتع الزَّبائن به بتناول الطَّعام وتأمّل منظرٍ هادئٍ خلّاب، دُون أنّ يُقاطعهم صَخب العابرين أو الأطفال العابثين.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن