* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *الجمعة || الثّامنة واربع دقائق صباحًا
-
طرقَت أشعة الشّمس نافذة النّائم بسكونٍ على كُرسيه مُتسببةً بقطع نومه الطّويل، مُخبرةً إياه عن بدء يومٍ جديدٍ من حياته، رفرفت جفناه محاولًا اعتياد الضّوء ولسانه يلقي تذمرًا من ضوئها الدّافئ الذّي زاره مُقاطعًا راحته، اخذ بضع لحظاتٍ قصيرة قبل أن يستعد وعيّه كُليًا، مُمدًا جسده في الهواء كمحاولةٍ لتخليص نفسه من ذلك الشّد الذّي أصابه عقبّ نومه على كرسي مكتبه، وقعت عيناه على تلك الكرة الزّجاجية الموضوعة على مكتبه، داعيةً إياه للابتسام بوسعٍ بعدما كان يشعر بالضجر، مُسترجعًا ما حدث في اللّيلة الماضية، نهض ملتفةً باتجاه سريره ليجد الأصغر ما تزال نائمةً بين الأغطية كما تركها، اقترب مُبعدًا تلك الخصلات التّي تسببت بإخفاء جزءٍ من ملامحها قبل أن يقوم بتعديل الغطاء لها، ومن ثمّ يُغادر لقضاء يومه، تاركًا إياها تحظى بالمزيد من ساعات الرّاحة بعدما قامت بمنع نفسها لبضعة أيام...
-
*جزءٌ من اللَّيّلةِ المَّاضية*
*
صباح اليوم التّالي للاجتماع، كانت يُوليان تأتي إلى الأخر مستأذنة إياه بالذّهاب لمكانٍ ما، مُخبرةً إياه أنها لن تتأخر بالعودة بكل تأكيد، تردد الأكبر في بادئ الأمر بتركها تغادر بمفردها، لكنه سمح لها بعدها تحت شرط التّواصل معه إن أرادت التأخر أو طرأ شيءٌ ما بطريقها، لتقبل الأصغر على الفور مودعةً إياه بحماسٍ طفوليّ أدى إلى رسم الابتسامة على ملامحه رغم جهله بالسّر خلف طلبها المفاجئ ذاك.
اعتقد الأكبر عندها أنه سيكون ليومٍ واحدٍ فقط، لكنها استمرت بالأمر ليومين إضافيين، قرر تركها تفعل ما تُريد ما دامت قد التزمت بشرطه بالعودة مُبكرًا ليومين، لكنه شعرّ ببعض القلق في اللّيلة السّابقة، إذّ أنّها قد تجاوزت الحادية عشر والنّصف ولم يجد أيّ أثرًا لها، رغم انشغاله في ذلك اليوم بالكثير من العمل مما جعل الوقت يمر سريعًا عليه دون أن يشعر، حاول التّواصل معها ليعلم ما بها لكنها قد أجابته برسالةٍ واحدة عند الحادية عشر وثلاثٍ وأربعين دقيقة تُخبره بها أنها اقتربت من العودة، جلس على احدى الأرائك بصالة الجلوس منتظرًا لقرابة الخمس عشر دقيقة قبل أن يجذب انتباهه صوت فتح باب المنزل مظهرًا تلك الهيئة المنتظرة ليستقيم مُتقدمًا نحوها، كانت الأصغر تبتسم نحوها بطريقةٍ مُذيبة مما دعته ليَتجاهل حدة التوبيخ التّي كانت تجول بعقله، وقبل أن يتمكن هو من قول كلمةٍ واحدةٍ لها، مدت الأصغر له هديةً مُغلفةً باللّونين الأسود والأزرق ومن أعلاها بطاقةٌ صغيرة كُتبت عليها ملاحظةٌ بخطٍ صغيرٍ وشبه متقطع، اخذ الأكبر الهدية منها ببعض التردد ساحبًا البطاقة برفق ليقرأ ما كُتب بها ليتمتم بخفوت:" يومُ مِيلادٍ لطيف كِين"...
أنت تقرأ
Lost.
Kurzgeschichtenعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح