* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
مساء السّبت|| السابعة وتسع دقائق ...
+
قرر كِين اخذ إجازة كاملة لبضعة أيام عقب ازدياد ساعات عمله في الأيام الماضية بسبب بعض الأحداث السنوية المهمة والتّي أصبحت اعتيادية عنده منذ أدار شركته الخاصة، فكّر عندها بالذّهاب وقضاء ساعات المساء مع عائلته كونه لم يستطع الذّهاب إليهم بصورةٍ منتظمة في الشّهور الماضية، وفي ذات الوقت، اقترح على الأصغر المُنشغل بقراءة أحد الكُتب أن يذهب مع يوقي لزيارة عائلته، فهو مُنذ أصبح يعمل لديه، لم يستطع زيارتهم بمفرده أو بصحبة يوقي حتى، وافق يُوليان عندها على الذَّهاب، مُركزًا على موعد المُغادرة الذّي اختاره كِين، أخبره عندها أنه سيوصله إليهم ومن ثمّ سيذهب إلى عائلته، وعند الانتهاء سيأتي لأخذه مجددًا رغم محاولة يوقي بإقناعه أن يترك مهمة إعادته له لكنّ الأكبر كان مُتمسكًا بقوله، مما دعا أصغرهما للاستلام من عناد صديقه...
+
وقعت طرقاتٌ على باب أحدهم في تلك اللحظة داعيّةً أصغر ساكني المنزل على التّحرك وفتح الباب بفضولٍ ناحِية هوية الزّائر، فور فتحه له، وقعت عيّناه على شقيقه الذّي مضت على أخر مرةٍ التقى به أكثر من شهرين، قفز معانقًا إياه بضيقٍ وفرح تزامنًا لهتفه: كــين!! اشتقت إليك...
في حِين أن المَّعني قد اكتفى بالضحك على طفوليته مُبادلًا إياه العناق ويده أخذت تربت على رأسه لمراتٍ قليلة حتى ابتعد عنه، قبض على معصمه جاذبًا إياه خلفه إلى صالة الجلوس حيثُ يجلس والداهما منتظرين قدوم ابنهما وإخبارهما بشأن الطّارق، أخذت الابتسامة تشقّ طريقها على محياهما فور أن استبانت لهما هيئة ابنهما الأكبر، فيأخذ هو خطواته نحوهما مُعانقًا إياهما برفق، جذبته والدته للجلوس بجانبها ملاطفةً خصلاته المتدلية تلك لتستطرد عندها بقولها: لا تعلمّ كم افتقدتك في تلك الأيام، أعلم أنك تتصل بنا كل يوم وتتحدث إلينا لكنه ليس مثل رؤيتك، كيف حالك؟ هل تمضي أيامك على ما يرام؟
في تلك اللحظة كانت ابتسامة المعنيّ أكثر اتساعًا من سابقتها حبًا وامتنانًا لاهتمام والدته به وسؤالها الدّائم عنه حتى في صغائر الأمور، أمال رأسه مُريحًا إياه على كتفها أثناء إجابته لها بقوله: مم أنا أعيش حياةً سلسةً وجيدة، لقد كانت هادئة كثيرًا ومملةً بعض الشيء، لكن الأن هي أفضل من سابقتها بكثير وانا ممتنٌ لهذا التّغير المُفاجئ...
وضع والده فنجان قهوته فور إنهاءه لجملته تلك ليستطرد مُتسائلًا: ذلك الفتى الصّغير الذّي يقيم معك بالمنزل ما هي أحواله؟ هل بدأت علاقتكما بالتّحسن أم أنها عند النُقطة ذاتها؟
يُجيبه: لا أبي، يُوليان حقًا يُصبح مُنفتحًا لي أكثر وأقل توترًا، في البداية كان الحديث معه صعبًا قليلًا ولا يحاول بتاتًا إلا عندما يسأل عن العمل أو يطلب المساعدة لفهم أمرٍ ما، لكن الأن أصبح قادرًا على طرح أراءه في كل الاجتماعات التّي نُدخله بها أنا ويوقي، إنه عبقريٌ جدًا وسريع البديهة والملاحظة ولطيفٌ كذلك، إنه خيرُ شريكٍ حصلت عليه بحياتي كلها بعد يُوقي...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح