* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
جُزءٌ من الأيام المَاضية || صَباح السّبت..
*
كَانت يُوليان كاليوم السّابق قد استيقظت مُبكرًا قبل الأخر، تأكدت من تعديل الغِطاء له قبل أن تنهض لتبديل ثِيابها ومن ثمّ تتوجه إلى الطّابق السّفلي نِية إعداد إفطارًا لها لتأكله ووجبةٍ خفيفةٍ للأكبر ليتناولها هو الأخر ما ان يستيقظ، إذ أنه لم يتمكن من تناول أيّ شيء بعد عودته من المشفى قبل يومين، واكتفى فقط بشَريحة خُبزٍ صغيرة بالأمس قبل الدّواء ومن ثمّ عاد لإكمال نومه مُجددًا، حال انتهاءها مما خططت لإعداده، صعدت لإنهاء احد الدّروس ما دامت حصلت على تسجيله كما وعدتها ألما، وليتسنى لها قضاء الوقت في حَال استيقظ كِين عند الظّهيرة...
ثلاث ساعاتٍ أخرى، انشغلت خلالها يُوليان بتدوين الكثير من الملاحظات والاطلاع على الأجزاء المهمة قبل أن يُقاطعها صوتٌ ضّعيفٌ من الخلف يهتف باسمها لتلتفت على الفور إلى صَاحبه فتجده قد بدأ يستعيد وعيّه لكن دون أن يُبعد الغطاء عنه، تركت مكانها متجهةً للجلوس بجانبه مما دفعه لإبعاده عند تلك اللّحظة ليمكن من رؤيتها بوضوح، بدأت بالتّحدث معه بعشوائية إلى أن وجدته قد استعاد وعيّه تمامًا وغادره شعور النّعاس لتُردف مُتسائلة: أعددت شيئًا ما لأجلك، أترغبّ بالنّزول وتناوله؟
يُجيب: لست في مزاجٍ جيد للنهوض والسّير...
تُردف: أترغبّ مني ان احضره هنا؟
فتح احدى عيّنيه مُحدقًا بها ومن ثمّ يُجيب: إياك والتّفكير بإدخال الطّعام هنا..
نفخت الأصغر وجنتيها بانزعاج إثر عناده لتسترسل مُستأنفةً سير الحديث بقولها: وماذا لو فعلت؟
يُجيبها بعيّنين مُغمضتين: لن أتحدث معك لثلاث أيام، أنا لا أمزح يُوليان...
خرجت شَهقة ذهولٍ من بين شفتيها بفعل جوابه الصّريح ذاك لتتحدث بنبرةٍ مُتذمرة: ولمَ ثلاثة أيام؟ أنا فقط أحضرت الطّعام هنا لمرةٍ واحدة...
يُردف: يومٌ عن الملعقة ويومٌ عن الطّبق ويومٌ عن الطّعام ذاته، أيضًا أفضل أن أبقى دون طعامٍ لأيام متواصلة على ان يدخل أيّ شيءٍ إلى هنا، ياه إنها حجرة نوم ويتواجد بها مكتبك ليست مكانًا للأكل، إذًا لماذا يُوجد لدينا غرفة طعام؟
تُجيب: هذا قاسٍ جدًا!! أنت لا تملك طاقةً للنزول ولا أريدك أن تبقى دون أن تتناول شيئًا كِين!!
تنهد الأكبر بانزعاج مما دفعه لإجبار نفسه على النّهوض والاعتدال بجلوسه بثقل مخاطبًا إياها: حسنًا لقد فهمت، اذهبي أولًا إلى الأسفل وسأتبعك بعد قليل...
فِي حِين غادرت يُوليان بملامح مُتهللة تحت أنظار الأخر الذّي نفثّ أنفاسه الثّقيلة مُستجمعًا ما لديه من طاقة ليَقف مُسندًا نفسه على الحائط مُتقدمًا لالتقاط ملابس لارتدائها ومن ثمّ يأخذ خطاه إلى الأسفل حَيث كانت يُوليان تنتظره بجانب سُور الدّرج المعدني، تقدمت بخطواتٍ سريعةٍ نحوه ما ان وجدته يَعرجّ أثناء سيره لاستناده على الأشياء مُحافظًا على اتزانه حتى صل إلى طَاولة الطّعام فيجد ما قامت بإعداده أمامه، بدا الطّبق مُختلفًا عن المرات السّابقة لكنه اختار عدم إعطاء الأمر أكثر مما يستحقه فيكتفي بتناوله قبل ان يتجمدّ دون أن يتجاهل الأحاديث التّي بدأت يُوليان تقصها عليه بعشوائية مُعطيًا إياها بعض الإجابات بين لحظةٍ وأخرى ما أن يَجد الفُرصة لفعل ذلك، قامت أصغرهما بترتيب الطّاولة بعد انتهاءه حَريصةً على ألا تستغرق وقتًا طويلًا بها بينما وضع الأكبر رأسه على الطّاولة مُبقيًا عيّنيه عليها حتى عادت للجلوس بِرفقته...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح