٥٦

6.1K 658 16
                                    

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

انفَـال - على صلاة العشاء - ليلة عقد قِرانها
بفستان اسود قاتم للغاية ، سواده ما كان عادي و كما لو انها تعلن بأن اليوم هو يوم عَزاها لا اكثر ..

طويل على طولها و كان زينه بنفسه ولا يحتاج اي اكسسوار عشان يجمله ... فستان عادي لكن مُبهر للي يشوفونه طالما انه رسم منحنيات جسمها

تشكر جمانـة لأنها اختارته لها ... فستانها الاسود هذا هو نفسه فستان شوفتها و زفافها ولا فخامته مو من فراغ ... ان كان سَعـد يتوقعها بتخرج له مبهذله بعيون دامعه فهو مخطئ

فتحت باب غرفتها بطرف اناملها و اظافيرها المرسومة بدقه ... اريَـاف ما تهاونت ابداً و هي ترسم التفاصيل عليها

و بمجرد ما ان رؤية انفَـال اتضحت حتى تركتها الفوضى بخارج الغرفة ترتبك خصوصاً بعد ما شافت ارياف تمسح الارضية من الدم و هي غرقانه بدموعها و جُمـانة كذلك من لمحتها حتى قفلت باب الغرفة تخفي ووجهها المُحمر عن انفَـال ... فعلاً كما لو كانوا بحداد

انفَـال خذت انفاسها و نزلت مع الدرج بكعبها العالي ... تتجاهل الانظار من عماتها المضطربين او حتى صوت سيارة طَـلال العالي متجه بسرعة للمستشفى

تتمايل على الدرج بخفوت ... لا دموع او انكسار واضح ... هي اخذت كفايتها من الخذلان

ترمي توترها على اطراف فستانها اللي يسحب وراها ، ثم تكمل ما تبقى ناحية المجلس الصغير ... هو الفاصل الوحيد بين قسم الحريم و الرجال

انفَـال على ثغرها ترحب بالموت ... هي مستعده ان تقبض روحها ولا ان تعيش مع سَعـد ولو لحظة

حُب الطفولة لا يدرك ان انفَـال لطالما تخيلت لقائهم الاول قبل الزفاف ... لطالما تخيلت تعابيره الناعسة الوسيمه امامها بعبارات الغزل

لطالما تخيلت احتفالاً مبهرجاً يعلن عن بدء حياتها معه ... لطالما تخيلت كيف انه يقبلها ممتن لأنها كتبت من نصيبه

انفَـال تتمنى لو انها تمسك بنسختها الأصغر و تحذرها من سَعـد بأن لا تترك لمشاعرها و وقتها ان يذهبون سدى عليه

تجلس في وسط المجلس بمفردها تنتظر اخر لحظات حريتها المقيدة ان تنتهي ... خمس دقائق بثوانيها قبل دخول والدها حَمـد عليها
لا سلام او كلام او سؤال عن حال

يجلس على طرفها الايمن دون النظر لها ... جوفها احترق من غبنتها و مقارناتها بين تعابير السعادة على محياه اثناء زواج الهَنـوف ثم هي

لم تتوقع ابداً بأن اصغر حفيدة لهذه العائلة ان تعامل بهذه الطريقة ... اعتلى صوتها بثقة عكس نبرتها المهزوزة المرتجفة و هي تعلن وداعها الأخير
" يبه... ترا هذي اول و آخر مره اناديك فيها بس تهقي اني باقي بنتك ؟ "

رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن