رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .

٢٢

استغفر الله العلي العظيم و اتوب اليه
—
ليَـان - بدايات الليل
نزلوا من السيارة على صمتهم ... مَناف فتح الشنطة ورمى الاكياس بالارض مو مهتم حتى لو كان فيه شي بينكسر او لا ، رحاب اعصابها تالفه من اول ولا تبي تتهاوش معه من ١١ الصبح لين الحين ٩ ونص بالليل وهم برا ولا استفادوا شي من طلعتهم

على كثر الأكياس اللي كانت تنجر من بين يدينهم يبون يدخلونها للبيت بتعب استقبلتهم فايزة طالعه بعبايتها وبيدها شنطة كبيرة تجرها وراها

توارت انظارهم عليها بصدمة و مَنـاف بقي يطالع لها ما تكلم
فَـايزة انفجرت بوجيههم : لا ؟ حتى انتوا بعد لا سلام ولا كلام ما اعني لكم شيء ! .
مَنـاف تنحنح و حيله مهدود : على وين يا يمه ؟ وش مطلعك هالوقت ؟ .
فَـايزة لفت وجهها بتصد عنه  : بيت اهلي ! .
رِحـاب تمت ساكته تشيل الأغراض ولا تكلمت توقعت الموضوع عادي

اما فَـايزة حست بداخلها ينهار ، اولاً زوجها الفِيصـل ما اهتم لها ولا حتى انصفها و فوقها رد السَـالم اخوه من انه يضرب جمـانة او حتى انفَـال اللي محد قالها شيء !

كله كوم و ان عيالها اللي توقعت انهم بيقومون الدنيا عشان لا تروح ما كانوا مهتمين ... غصتها تراكمت فهي اساساً ما توقعت من زوجها شيء لكن على الأقل كانت تبي مَنـاف او حتى رِحـاب يظهرون ابسط ردة فعل

من بين كل اللي حولها ما التفتت الا على ليَـان تحط اللوم فيها : كله منك انتِ السبب شايفه كيف لا انا امهم سلمت منك والحين حتى عيالي ما سلمو منك ! حسبي الله ونعم الوكيل الله يوريني فيك قلنا فاطمة ماتت و ارتحنا لكن لا ... دام بنتها عايشه تاكل و تشرب معد به من الراحة شيء ! .
ليَـان طالعتها مصدومة وش دخلها و ليه طاري امها كل شوي ينجاب : حَدك ! .

رِحـاب تنهدت و هي تسحب امها و تسايرها لعند الباب تبي تفهم منها وش بخاطرها ، اما مَنـاف فـ قرب من ليَـان يبي يقفل شنطة السيارة و هي فهمته غلط
ليَـان طالعته بتهديد و هي تبعد عنه : يدك هذي تنقص ولا تلمسني فيها فاهم ؟ لا يكون عبالك عشاني متزوجتك يعني خلاص تاخذ راحتك معي ! ، لا لا بالعكس انا حتى لو كنت على ذمتك ماراح اعترف فيك لا كأخ ولا كزوج ولا كسند ولا حتى كصديق انت ولا شيء بالنسبة لي .
قلب عيونه مو رايق لها : يقالك الحين بتردين على كلامي بالمحل ؟ .
رفعت راسها و هي تمد يدها صوب وجهه تهدده : اسمعني زين وخل كلامي براسك طول هالفترة اللي بكون فيها عندك ماراح تشوفني ولا حتى تتجرأ انك تتكلم معي ولا لك دخل بتصرفاتي او اي شيء له علاقه فيني ! .
مَناف ما طالع فيها ولا جاء له فضول حتى انه يشوفها : اهو انا شكيت لك وقلت ابي اشوفك ؟ انا ماخذك بدون نظرة شرعية حتى لأني ماراح اقدر اتحمل كيف بيكون المنظر فما بالك اني اتخيله ؟ انا اقول أحسن لي ولك خليك متغطيه ما مت على شوفتك ، وبعدين نفس الكلام ينطبق عليك .

اخذ مفاتيحه ودخل من باب المطبخ تاركها وراه تشيل فستانها الثقيل

اما رِحـاب بمجرد ما انها دخلت غرفتها ولقت جمانـة على سريرها معطيتها ظهرها ونايمة ... فكت عبايتها وعلقتها جلست على كرسيها مستغربة
اريَـاف قطعت تفكيرها ودخلت عندها متحمسه : فاتك ! .
رحاب بهمس : قصري حسك البنت نايمة وش جابك و ليه جمـانة بغرفتي ؟ .
ارياف حكت راسها بإحراج : هاه..لا ولا شي حسبتك ليان و اذا على جمـانة انخشت بغرفتك من طَـلال هاج علينا و غرفتك كانت اقرب شيء .
رِحـاب طالعتها : اذا على موضوع امي عادي تكلمي .

اريَـاف سكتت ومعد ردت لو تقول اللي تقول هذي تظل امها ولا تبي تفتن بينهم : نامي معليك تصبحين على خير .
رِحـاب ابتسمت لها : وانتِ من اهله .

-
يـوم الـجمعـة - ليلة الزفاف
البخور وريحة العود ممليه البيت من الدور الاول لين الثالث مسكت معهم الا ينظفونه الحين لأنهم بيرجعون تعبانين ويبون يلقون كل شي نظيف قدامهم ، الجدة جالسة بالصالة تتقهوى وبجمبها وضحى ، والباقين يرتبون قبل لا يروحون للقاعة

الجدة زهراء كانت تتفقد زوجات عيالها و هم نازلين مع الدرج : هَوّ ؟ وضحى وينهي فايزة يومين ماهي معنا وين راحت ؟ .
وَضحى مسكتها عشان بتجلسها : يا عمّة هدي هي كانت ببيت اهلها وقالت بتسبقنا وتروح تجهز بالقاعة .
زهراء مسكت الفنجال باستغراب : تكذبين علي ؟ لا يكون فيصل مزعلها وانا ما ادري ! وشوله تروح عند هلها وتخلي عيالها والدنيا .
صالحة رفعت ثوبها بتجلس : يوه يا عمّة وشبك تحاتين واجد عيالها كل واحد اكبر من الثاني معدهم صغار بعدين الاول عريس والثانية اخته تبينهم يخلون كل تجهيزاتهم اللي هنا ويرحون عندها ؟ .
زهراء زمت شفايفها : والله مدري عنكم بس كنه بدري شوي .

هالة دارت بالمبخر وحطته بوسطهم تبي تلحق تسمع
هيلة هفته بعيد عنها : الله يهديك يخيتي ابعديه كتمتينا فيه البيت امتلئ .
هالة ابتسمت : جد والله ؟ اجل خلاص بروح ابخر الغرف حرام يروح على الفاضي كذا .

شالت المبخر و هي تطلعه مع الدرج ناحية قسم البنات ... بقرب غرفة انفَـال المنهارة
انفَـال تكلمت بقهر : شلون يعني ؟ لازم الفساتين توصل الحين مفروض توصل امس ليه التأخير .
الهَنـوف حطت يدها على كتفها : وش يقول ؟ .
انفَـال نزلت الجوال : مافيه ناس يوصلون لازم وحده تروح تجيبها من عندهم .
رِحـاب مسكت راسها : ياربي ببكي بتاخذ وقت عبال ما نكويها ونعطرها ، قد قلت لكم خل نروح نشتري احسن من اننا نطلب بس ما تسمعون .
الهَنـوف عقدت حواجبها بزعل : كله من سَعـد الله ينصرني عليه كان ودانا و خلاص مدري وش خلاه يناشبنا و يسفر السواق .

انفال بإستعجال : بروح اكلم ابوي الهَنـوف تكفين خلوكم جاهزين وروحي صحي الهيلق اللي نايمين و اسبقوني للقاعة عند الكوافيرة و انا اذا امداني لحقتكم .
الهَنـوف عطتها عبايتها وقالت لها ما تشيل هَمّ هي بترتب كل شي
-
فايزة
جلست ع الكرسي تقص اطراف شعرها قبل لا يبدون يسوون لها تسريحتها ... شافت جوالها كان توه بدري شوي و خافت يخرب مكياجها وشعرها وقالت لهم يتأخرون شويه و بتنتظر ، بس الكوافيرة رفضت بحكم ان عندها موعد
فايزة رفعت حواجبها : موعد ايش بأسم مين مو قلت لك لا تاخذين حد اليوم؟! .
ردت عليها بأنه حجز لـ جمانة السـالم و انـفال الحَمد من خلصت من نطق الاسم تعذرت منها وتركتها بتاخذ اغراضها عشان تروح ..

يتبع ...