رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .

٤٠

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
—
بعد اسابيع - اخر يوم في رمضان
لا يوجد ما يستحق ذكره خلال الشهر الفائت ... غير ان مَناف تعرض لتهزيء من قبل الطبيب لأن ارتفاع درجة الحرارة المُستمرة قد تسبب تَلف في الدماغ ثم الوفاة

يَزيـد اجبر مَنـاف ان يكون مرافقها طوال اقامتها في المستوصف حتى تتعافى لكنه لم يحتمل اكثر من ساعة واحدة ثم تركها و هو رافض رفض تام و بداخله حسرة لأنها نجت بأعجوبة

يتسأل لو انه اطال و ماطل في مشكلته مع يَزيـد ... هل كانت لتعيش ؟ ... لو ان سُعـود لم يتصل بالإسعاف ... هل كانت لتعيش ؟

الف هاجس في باله و هو بالكاد يتمالك نفسه من الغضب .

و حالياً
ليَـان تحملت المسؤولية الكاملة بدلاً من انفَـال و جمانة اللي عاثوا الفساد في الإسطبل و المزرعة و بمجرد ما انها تعافت حتى اخذها مَنـاف للرياض مجبرة و سحب كل اجازاته اللي كان ماخذها ... ما كان يبيها تستمتع معهم ابداً سواء طول شهر رمضان او حتى العيد ... يحتاجها في بؤس دائم بلا رفيق

و في المطبخ استعداداً لإعداد اخر وجبة فطور كانت فَـايزة امام الفرن تقسم الشوربة و الفطور بحوافظ لأنها بتخرج تفطر برا البيت
فايزة نادتهم من انتهت : رحاب يمّه انا بمشي افرشوا سفره وحده بس عماتكم مو موجودين .
اريَـاف نزلت الملعقه بعد ما حركت القدر فيها : واحنا ان شاء الله وين نفطر بين الرجال ولا بالمجلس ؟ .
فَـايزة شلت اغراضها بإستعجال بتطلع : ماله داعي كلو بالمطبخ وقفلوا الباب عليكم ونظفوه بعدكم بلا كثره مواعين بعدين بروح افطر عند اخوي وما برجع الا متأخر ابغى ارجع و ريحة البخور ممليه البيت والارض تلق لق من نظافتها لا تقولون ما وصيتكم ! .

جمانة رفعت صوتها معصبة حدها : ييااررببب اللهم اني صايمة ! .
رِحـاب دقتها : خلاص اص بقيت لنا شوي من الفطور تعالي اجلسي شوي و يأذن .
انفَـال غطت قدر المكرونة بعد ما خلصت منه : يا حظها ليان تلقون مَناف طاير فيها ومفطرها برا ولا بيتعبها و حتى لو طبخت بتطبخ على قدهم مو للقبيلة كاملة مثلنا بعدين كثر الله خيرنا نطبخ باقي يبونا ننظف ؟! .
اريَـاف طالعت فيها ودها لو انها تعلم بالحقيقة : عشتوا مَناف ؟ تلقينه كارفها الحين كرف لحد يسمعك بس و بعدين ما قهرني الا جدتي تقول ما تحضرون الاكل ببلاستك ولا بكسر يدينكم لازم قزاز و صواني حتى ابوي معد اشترى لنا صحون بلاستك ولا ملاعق يبوننا نغسل بذا المواعين ليل الله و نهاره .

جمانة خلصت من العصير و حطته على السفرة و اخلاقها قافله تدور الزله على طلال فوق انه مانعهم يروحون السوق الا ان نص الاغراض اللي جايبها غلط بغلط وناقصه بس سكتت ومسكت الخدامة وهي تشوفها طالعه و بيدينها انواع الاكل : وين وين ان شاء الله رجعي الحلى و الصواني انا مسويتها عشاننا خير موديتها لهم ؟ .
انفَـال سكتتها : قصري حسك وضحى قالت سُلطان ولدها يبي بشاميل .
رِحـاب قامت و هي بتنفجر : يارب انا ما ابغى اسب و انا صايمه ذولي باقي يتشرطون بالاكل اللي يبونه ؟ والله ما يذوقه انا ادري ان طلال اللي يبيهم ... دخلوا الصواني كلها شوربة و سمبوستين تكفيهم حتى عماني وزوجاتهم معزومين برا ما غير ذا العيال مناشبينا بالبيت عشان نطبخ لهم و نخدمهم .
جمـانة سحبت الصحن من يد الخدامة : انا بقوم اشوف السفرة مع الهنوف خوفي ما بقيتوا شي ما حطيتوه لهم .