رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .

٤١

الحمدلله و الله اكبر ولا اله الا الله
—
مَناف - اواخر فترة المغرب
انتهى من فطوره و هو يتنهد ... يفتح باب شقته ثم ينصدم من ريحة العطور عند المدخل

يتفقد غرفتها لأنها الأقرب و لأنها مفتوحه دايم طالما انه ما رجع لها المفتاح حتى الان ، و المفاجأة من انفتح الباب على اوسعه يوريه الفوضى بالداخل

علبة المناكير مفتوحه على طرف التسريحة ثم استشوار الشعر و علب المكياج على السرير و انواع الفساتين الملقاه على الارض صعوداً لدولاب الملابس ثم لشنطة السفر ... ملامح الإستنكار اعتلته بنكران لأنه من المستحيل انها كانت تتجهز عشان تظهر له بأبهى حُله بعد ما وصفها بأبشع و اقذر الاوصاف عن كونها تخفي وجهها و نفسها من بشاعتها و قبحها اثناء جدالهم العصر

ترك مقبض باب غرفتها يدور طيفها و ريحه عطورها الثقيلة بانحاء الشقة كما لو انها صبت عليها علبة كاملة قبل تخرج

المطبخ بفوضى اسوء من غرفتها ... الفاشلة اللي ما تفقه شيء بالطبخ تعبثت بكل المكونات الموجودة

يتفقد المجلى و كل ما حوله بأسى على قطع الكيك المحترقه او حتى المكرونه الفاسدة و الخضار الغير مغسوله

كله كوم و علب الزبادي و مشتقات الاجبان و القشطة منتهية الصلاحية اللي استخدمتها في وصفاتها ، هل بنيتها تسمم احد ؟

مسك راسه مصدع ... الف مرة يقولها ما تطلع الا بعلمه و شقته العزيزة ما تدنسها بفوضتها

كان يتأمل الغرف كلها يبي يلمح طيفها استعداداً لمشكلة جديدة ... و ما بين الغرف المقترحة ما اختارت الا مكتبه العزيز ؟

انجن حتى قام يتخبط بخطواته و هو ينزل اغراضه على طاولة الصالة من مفاتيحه و بكت دخانه

يلوم نفسه و اهماله اللي ترك مكتبه مفتوح بعد هوشته معها العصر قبل لا يطلع من الشقة ... يفتح الباب على اوسعه ثم ينصدم باللي قدامه بلباس عادي و يدين فارغة

علب المكياج المفتوحه و رائحة العطور مع الاستعدادات اللي طالت في غرفتها ثم المطبخ كيف اختفت ؟

بلع ريقه و هو يشوف الهيأة قدامه و صد عنها يحسبها ليَـان وعصبيته تخطت حدود السما

اما هي فـ ابتسمت من غروره المُهيب وطلته الجميلة اللي تأسر القلب ، حرفياً مستحيل اي بنت تناظر له وما تطيح بحبه

يرفع يده اليسار صوب عينه و هو يلف راسه ثم تمتمه الشتايم على ثغره و ملامحه اللي احتدت ... كانت مغرمة بأبسط التفاصيل العادية فيه

توقف من على مكتبه و عبوس واضح توسط شفايفها لأنه يتحاشى النظر لها ... مو اول ولا ثاني او اخر مره ... هي دايم كل ما تطلع له يتجنبها