٥٩

6.2K 504 15
                                    

الحمدلله ولا اله الا الله و الله اكبر

مَنـاف - التاسعة و النصف كذلك
جلس بصالتهم ينتظر بعد ما تركه الحَسن ... تأمل البيت من الداخل ، اثاثه رغم اناقته الا انه قديم جداً و مهترئ عكس بيتهم اللي كله اثاث مبهرج وكل سنتين يغيرونه

بيتهم كان موحش بشكل لا يُطاق ، صالتهم اللي هو فيها كان وراه باب الشارع اللي يطلع على حوشهم المتواضع و من قدامه درج طويل يطلع على الدور الثاني

حرفياً كان جالس بمكان يسمح له يتفرج بالبيت كامل ، يكاد يجزم انه محد راح يصدق ان بيت مثل ذا موجود بحَيهُم الراقي ... معقول الطمع خلاهم يوصلون لهالمرحلة من الفقر ؟

فرك يدينه بتوتر يستذكر احداث اليوم بندم و قلبه يغزه بألم على اخته رِحـاب من مد يده عليه بلحظة غضب

الشارع مسبب فوضى بأسوء الطرق الممكنة بسبب الشرطة و هم يدورون غايتهم ... على ان حَسن نادى مَـرام و خرج برا البيت الا انه للحين ما رجع

اخذ نفس عميق وتنهد بصعوبة و هو يسمع ضرب كعبها بالارض ... ما تجرأ ابداً يرفع نظرة لها لين وقفت قدامه بفستان احمر لنص الساق وخلخال توسط رجلها اليسار

هي حتى ما انتظرت ابوها يجيب المأذون ... خرجت له بدون ما يطلب حتى

مَنـاف يتذكر ان الحَسن ابوها كان رافض يشوف مَـرام لين يوقع لكنه استغرب بأنها وقفت قدامها وتناديه بصوتها لجل يناظر فيها و هي تسأل عن حاله بخجل

يرفع نظره بتوتر و هو يبلع ريقه ... يدينه متشابكه و نبضات قلبه متسارعه

آن الاوان ان يلتقي بحبيبته اللي سلبت عقله ؟ ... آن الاوان لينتهي انتظاره الذي طال ؟

يرفع نظره و هو يتفقد وجهها بدءً من الشامة على فكها ... لا يوجد
شامه خدها الملاصقه لأسفل عينها اليسرى ... لا يوجد
غمازاتها الساحرة ... لا يوجد

اين الملاك الذي هام فيه و بعلاماته المميزة ؟ يتأملها و اطرافه عاجزة عن الحركة ... تجمد الدم بعروقه و شَحُبت بشرته و ملامحه اعلنت البُهتان التام

فكه رَجُف بهستيرية يتمتم ان ما امامه كابوس ... جبينه عرق مع انفاسه اللي تلخبطت واستسلم في محاولة انه ينظمها ... كان قد نسي كيف يتنفس حتى !

اطبق بكفه الايسر على وجهه بملامح فزع اكتسحته ... خائف

مَـرام تلاشت ثقتها بنفسها ... كلام نُهـى لها بـ انه فضلها على بنت الجابر و بنات آل بدر كلهم " كان كله كذب "

حنت راسها ناحيته وكلها امل زايف انه ما يكسرها و يوقع على عقد قرانهم و هي تسمع لوالدها يتبادل اطراف الحديث مع المآذون و الشهود بالخارج

رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن