٥٨

6.4K 437 7
                                    

لا اله الان انت سبحانك اني كنت من الظالمين

في نفس اليوم - بالليل - انفَـال
شقتها الصغيرة كانت بعيدة كل البُعد عن إزعاج المدن ... و ليست في قُرى لكنها في مكان حتى البيوت ما سُكنت و هي بِلا جيران

بمعنى اصح في مكان منعزل ما عرفت المغزى من وجودها فيه
يومين كان من المفترض انها تسافر بين دولة و اخرى في اسعد لحظات عمرها ... فالعمر بحد ذاته يمر في لحظة

يومين منعزله فيها عن سَعـد و العالم اجمع ... غير مدركة كيف اضاعت حياتها في حب من اهلكها ... سَعـد

يتوسط اسمه راسها للمرة المليون ... عِتابها لنفسها ما فاد
ضائعة في كومة المشاعر لا تدري اي ردة فعل تظهرها ... اتمت على رضاها التام لواقعها ... لكن سَعـد ليس الالطف ليتغير في ظرف يوم و ليلة

هي تعرفه اكثر من غيرها ... ياما قضت ايامها معه ولا تركته الا من فترة بسيطة

اي تغير جذري اصابه حتى يوصل لهذه الدرجة ؟ ... سَعـد بطبعه عاقل و متفهم و متزن كذلك

لكنه النقيض تماماً ليصبح الاحقر ... شخص كل طبع سيء تجمع فيه

من خروجها من البيت و هي صامته ... اثناء اصطحابه لها من البيت قبل ثلاث ايام و حتى الان ما احد نطق بحرف

سَعـد يستمر في المكابرة اما انفَـال فكانت كتلة من البرود لا دموع او احاسيس مجرد جسد بلا روح

و الان بعد ما امضى جُل وقته بالمستشفى هرباً منها عاد لشقتهم الصغيرة المعزولة ، يتأفف و يتحجج لأن انفَـال مهمله ولا تقوم بواجباتها على اتم وجه

ملابسه مكومه على الارضية لم تغسلها ... مقاضي الطعام على وضعها من ايـام في المطبخ

علب الصوابين في الزواية لم تمس ... و الوسادة في منتصف الأريكة بجانب عبايتها رافضه للنوم معه في نفس الغرفة

حتى شنطة ملابسها ما زالت في الممر من ثلاثة ايـام مجرد اخذت منها بجامة تغير فيها فستانها الاسود

انفَـال وصلت حدها منه و من استفزازه المستمر لها ، اخذت نفسها تدور غرفة فارغة بعيد عن كيانه البغيض

اما هو فـ عدل جلسته من حقق مبتغاه و خلاها تفقد اعصابها ... ثم بدأ يرتب الكلام بعقله نيته يصارحها رغم ان غليله ما شفي و باقي شايل بقلبه عليها

قامت من على الكنبة ما تبي القعدة معه لكنه كان اسرع منها من تشبث بيدها و تعابير الربكه توسطت ملامحه

و هو يحاول يجمع حروفه عشان يكون اعتذار مناسب لها ولموقفه ... بمجرد ما انها اصبحت معه لوحدهم حتى تملكه الندم ... هو فقط بيعتذر على المرة الثانية لأنه كذب فيها لكن المرة الأولى ما زال واثق بأن انفَـال مخطئه و بالفعل خرجت تواعد احدهم

رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن