رواية : و إن جابة الطاري بقول كان يهمني و مازال .

١٦

بيت الحَسـن - مَـرام و نُهـى
بيتهم كان يُعتبر الاقل من جميع البيوت المجاوره في المساحه و الترف ولو انه فخم خارجياً الا انه من الداخل في حاله شبه يُرثى لها بسبب الديون ، مو على قد الفخامه و الطابع اللي يوحي به الشكل الخارجي

طول عمرهم كانوا الناس يقارنونهم بجيرانهم " آل بدر " وان المستوى المعيشي يختلف رغم انهم جميعاً ينتمون الى ارقى طبقات المجتمع ... لكن هم السيئيين و المِتعـب و احفاده هم الاخيار

رغم ان علاقاتهم كانت اشبهه بالاخوه "والد حَسـن و الجد المِتعـب " ، الا ان حقد الناس وحسدهم تسلل لقلب احدهم لين طمع بشريكة وقرر يستولي على الحلال كله من شِده غيرته وبسبب هالشي مِتعـب سحب جميع الشراكات اللي بينهم وانفصل تماماً عنهم رغم ان الطرفين تضرر

حَسـن و والده اصبحوا على حافه الافلاس تماماً و بناته مَـرام و نُهـى اللي اعمارهم ما تتجاوز ١٣ حينها توفي جدهم و هالشيء خلى والدهم حَسـن يدخل بالطريق الغلط و يبني نفسه من جديد بالنصب والاحتيال لين وقف على رجوله وحالياً يحاول يتلف كل الاثباتات اللي تثبت ذلك عشان ما يتورط قانونياً وينسجن ...

مرام كتمت بنفسها غيضها بعد ما عرفت الحقيقه بالصدفة ، ضربت باب غرفتها بقوتها وغيضها .. تناظر لدعوه الزواج اللي انرسلت بالاسم لكل فرد بالبيت مخصوص لهم كـ سخرية من آل بدر ناحيتهم
-

بعد شهر - بداية الاجازة الصيفية
انتهت احد سنوات دراستهم العسيرة الكل جاب درجات لا بأس بها الا انفال و جمانة درجاتهم كانت كالعادة كاملة

رحاب هفت شعرها تتفاخر وبيدها تقريرها واللي يثبت انها بالكاد قدرت تنجح ولو انها نقصت بعد شوي كانت بتحمل المواد
ارياف طالعتها بعدم تصديق : رحاب على ايش شايفه نفسك درجاتك تسود الوجه ترا .
رحاب كشرت بزعل : تكفين اسكتي مره فرحانه فيها بالغصب نجحت هالترم .
الهنوف انسدحت وفكت شعرها تتأمله : عينكم على ليَـان مو مذاكره وفوقها نجحت بس نقصت درجتين ولا كانت بتجيب الفُل مارك الله يرزقني عقلها و بس .
انفال لفت وجهها تطالع بصدمه : اقول لكم اول مره اجيب درجه اعلى منها حتى يوم دريت انصدمت عييت اصدق لين شفت بنفسي .
جمانة ضحكت بتغيضهم : انا ما ينخاف علي عارفه نفسي .
ختمتها بضحكه طويله لين ارياف هفتها بالمخده ... للأسف مع انتهاء اختباراتهم هذا يعني ان ذريعتهم الوحيدة بتأجيل الزواج عشان دراستهم انتهى

و على سوالفهم اللي طالت جمانة نزلت للمطبخ تسوي لها اكل و هاله دخلت عليها تعلمها تحسب حساب طلال وسعود معها توهم راجعين من السفر ولا عاد بقى من العشى شيء
قلبت عيونها بعصبية و هي ترد بقهر : وجع وانا شدخلني فيهم يطلبون من برا عساهم لا كلو .
هالة التفت عليها : سمي وش قلتي ؟ .
جمانه رصت على اسنانها : سلامتك .
قالتها و هي بخاطرها تتفل بالاكل و تعطيهم لأن ذا قدرهم لكن بالنهاية هذي نعمه

اما بالنسبة لليَـان اللي في غرفتها ، كانت تتفقد عيونها اللي لربما اصيبت بالعمى من كثرة الدموع ، كانت تشغل نفسها بالدراسة عشان تنسى همها الاكبر لكن الان معد بقى الا ايام معدودة على زواجها رغم عنادها المستمر ومحاولاتها الفاشله انها تخرب زواجها بأي طريقه

مثلاً رفضها بأنها تختار القاعة او التجهيزات .. كروت الدعوات و ملابسها او حتى فستان زفافها !

هالشي ما منعهم وبالعكس اختاروا كل شيء بدون حتى ما يشاورونها و الحين معد بقى الا فستانها وكم غرض خاص فيها واللي من المقرر يبدون يدورون عنها من اليوم وينزلون السوق عشانها

رمت نفسها على السرير و هي تشاهق بكل ضيقه و دموعها تنساب على خدها بحرقة
" انا اللي الكل يسمع كلمتي الحين معد صار لي رأي بهالبيت ؟ لهالدرجة يبون الفكه مني ويستفيدون مني بأبشع طريقة ممكنة ؟ الليلة اللي مفروض كل بنت تحلم فيها الحين صرت ادعي على نفسي بالموت عشان ما تجي ؟ "

تساؤلات كثيرة طالت بالها المنهك ... تتمنى لو ان دعائها يستجاب هالمرة فقط .
-
مَناف
شخص بلا روح عمره كله ضاع يحب ناس مو له ... طيف معشوقته بفستانها اللطيف في اول لقاء لهم ما بارح باله غايب عن حقيقه انها قدامه وقدها من نصيبه وحلاله

زفر بتعب ومسح بوجهه وهو يشوف محادثات مَـرام معه وكيف انها تحاول بشكل مميت تتواصل معه بأي طريقه

سبب تجاهله لها هو كبرياءه اللي انهان بسبب فعلتها ... خلاه معد يسمح له حتى انه يرسل حرف واحد ، مسح كل شي يخصها ولو ان قلبه متعلق فيها

و بكل كُره عرفه قلبه قام يدور شقه مناسبه قريبة و مو بعيده على حسب شرط يزيد مع ان وده ينتقل مدينه ثانيه بس برضوا يشوف قراره صائب و اصلاً هو مو من النوع اللي يحب السفر ولا يبغى ينعزل بمدينة ثانيه معها لوحدهم .
-

يتبع...