الفصل الثاني

60.8K 2K 226
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ما أن همت ماس بالدخول الي منزلهم حينما فتح جاسر الباب حتي اسرع يوقفها ....
لحظة
التفت له وسرعان ما كانت تضحك حينما وجدته ينحني ليحملها ويخطو بها الي منزلهم
: ده حضرة الضابط راضي عني
داعب أنفها بأنفه قائلا : حضرة الضابط بيموت في سيادتك
أحاطت عنقه بذراعيها بينما يخطو بها الي الداخل قائله :
بحبك ياجسورة
قال بحب وهو يميل ليضعها فوق الفراش الوثير : وانا بموت فيكي
مال فوقها وسرعان ما كانت شفتاه تعرف الطريق الي شفتيها ....ازداد شغف قبلته الحميميه وبدأت يداه بالتحرك فوق ثنايا جسدها لتضع ماس يدها علي صدره بينما تهمس من خلال أنفاسها التي بعثرها قربه منها. : لا يا حضرة الضابط شهر العسل خلص
هز جلس رأسه وعاد ليلتقط شفتيها بين شفتيه مجددا : لا طبعا
قالت بدلال وهي تحيط عنقه بذراعيها : يعني مش هيخلص
هز رأسه وداعب شعرها بحب : حياتنا كلها هتكون عسل
نظرت الي عيناه ثم قالت بدلال بينما ماتزال تحيط عنقه بذراعيها : طيب ممكن تسيبني افضي الشنط وأشوف شويه حاجات ورايا وبعدين اخد شاور و نشوف بعدها موضوع العسل ده
رفع حاجبه برفض : لا يا ماستي ...خليكي معايا ....
نظرت إلي حقائب السفر الكثيره ثم له ليسحب نفس عميق ثم يقول علي مضض : ماشي ....هستني
هزت راسها : لا ياحبيبي ...ساعدني
ضحك ورفع حاجبه : ده انتي داخله علي طمع ....
ضحكت وهي تعتدل واقفه : امال ...
اوما لها : طيب تحبي اعمل ايه.....
تلفتت حولها لتقول بتفكير : انا هدخل الاول اخد شاور وبعدين اشوف ...لو احتجت حاجه هقولك
اوما لها لتدخل ماس الي الاستحمام وبينما انسابت المياة الساخنه فوق خصلات شعرها عادت ذكرياتها لتنساب مجددا .....Flash back
: قرارك
حسنا لم تكن يوما جبانه ولكن لماذا كل هذا التردد ....نظرت له بينما نظراته كانت تخبرها أنه قد فرغ صبره بينما ينتظر قرارها ..... نعم قرارها
قلبها اخذ قراره واختاره منذ سنوات ولكن عقلها مازال يراوغ .....
تدرك أنه الوحيد الذي تحبه وسعيده معه بالرغم من كل ما مر عليهم وما سيمر ....ولكنها خائفه ....نعم خائفه .....!! خائفه من هذا القيد الذهبي الذي ستضعه بأصبعها بينما سيعطي له كل الإشارات الخضراء ليسيطر عليها
.... خائفه من التنافر الطبيعي بين شخصيه صلبه عنيده مثله وشخصيه متمرده لاتعرف حدود للعناد مثلها .....خائفه ليس منه ولكن من أن تطغي شخصيته الصعبه علي شخصيتها .....تحبه وتريد أن ترتبط به ما بقي من عمرها ولكن دون أن تشعر انها مقيده....
بدأت لمعه عيناه تخفت حينما لمح بعيونها كل هذا التردد ليضم قبضته بقوة بينما يحاول أن يبدو كما اعتادته دوما ...جبل من الجليد .....دقيقه ...اثنان ....ثلاثه
حسنا يبدو أن قرارها واضح ليقرر جاسر إنهاء كل شيء فلم يكن يوما ممن لا يأخذون الخطوة الأولي ولكن قبل أن تتحرك شفتاه ....كانت شفتاها تنطق
: موافقة ياجاسر ....
ذاب الجليد واشتعل قلبه بينما تابعت : انت
عارف اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك
باغتها بتلك الابتسامه علي جانب شفتيه
بينما خدرتها نظرة عيناه لتتفاجيء به يختطف قبله خاطفه علي وجنتها الناعمه بينما يقول بصوت حالم : وانا بموت فيكي ياماستي
قبل ان تفتح فمها المصدوم كان يدير رأسه قائلا : يلا انزلي بسرعه بدل مااتهور اكتر من كدة
تطير حرفيا من السعاده وكأن ماكان لم يكن......
لم يكن هناك خوف أو تردد بل كان سعاده يغدقها بها منذ أن استمع لموافقتها ...
سيقتلها يوما ما بتنقاضاته.....
اهو من كان معها منك ساعات بوجه محتقن وصوت جهوري ... ام هو من يقف أسفل شرفتها بابتسامه واسعه بينما لم يستطيع العوده لمنزله يترقب اليوم التالي بفارغ صبر ليتقدم لها وتكون له ...... ظلت تتحدث معه ساعات حتي شروق الشمس
ثم احتضنت الهاتف بسعاده ونامت تحلم بالمساء.....
رحب أخيها كثيرا وبحماس وكذلك والدها حينما أخبره مالك بطلب جاسر ولكن لم يكن نفس القبول لدي عائلته
تبرطمت مي بغل : اهو اللي خايفه منه حصل ياماما ....
رفع جاسر حاجبه باستنكار : انتي بتقولي ايه ؟!
وكزتها والدتها ثم قالت : مش بتقول حاجة ياجاسر
رفعت مي رأسها الي أخيها ثم قالت باندفاع : لا بقول .....
نظر لها جاسر بترقب : بتقولي ايه ؟!
قالت بغضب : بقول أن جوازك من البنت دي هيجي علي دماغي
نظر لها جاسر باستنكار ممزوج بعدم الفهم : يعني ايه . .انتي مالك اصلا انا اتجوز مين .!
حاولت ماجده تلطيف الأجواء لتزجر ابنتها بنظراتها ولكن مي كعادتها تندفع بدون تفكير : مالي طبعا لو هيكون ليا علاقه
زفر جاسر بنفاذ صبر : وايه علاقتك أن شاء الله
قالت مي بغل : علاقتي أن أي مشكله بينكم الامورة المتدلعه هتجري تحكي لأخوها وأخوها طبعا هيطلعه عليا
اشاحت بوجهها وتابعت بجرأه : اذا لما كنتوا متصاحبين مكنش في يوم بيعدي من غير خناق امال لما تتجوزها
احتقن وجهه جاسر بالغضب : ميييييي ...لمي لسانك احسنلك
تدخلت ماجده : مي عيب
نظرت إليها مي : وانا قولت ايه غلط .....هي مش كانت ماشيه معاه
اندفع جاسر الي أخته ليمسك ذراعها بعنف ولكن سرعان ما حالت بينهما ماجده ...خلاص ياجاسر عشان خاطري اختك متقصدش . ...وانتي ادخلي جوه
زفر جاسر بينما انساقت مي ليد امها التي دفعتها الي أحدي الغرف لتتجه بعدها الي ابنها الذي هتف بانفعال : قسما بالله لو جابت سيرتها علي لسانها تاني ما هرحمها
قالت ماجده وهي تمسك بذراعه : خلاص ياجاسر اختك مكانتش تقصد حاجه
نظر لوالدته بسخط لتتابع ماجده : اهدي بقي وخلينا نتكلم جد
ظل صامت بينما فقط يتعالي صوت أنفاسه الساخنه ....لتقول ماجده : انت ازاي بالسرعه دي تقرر تاخد الخطوة دي وكمان تحدد ميعاد مع اهلها من غير ما تاخد رأيي
التفت جاسر الي والدته : عشان القرار ده يخص حياتي وانا الوحيد اللي من حقي أقرر
نظرت له ماجده بعتاب مزيف : وامك ملهاش حق عليك
قال جاسر بتهذيب : ليكي يا امي ...بس دي حياتي وانا اخترت ماس تكون شريكه الحياه دي
اخفت ماجده ذلك الكره المتولد بداخلها لتلك الفتاه التي تراها مدلله لا تصلح لابنها الوحيد بينما تشربت تلك الكراهيه المبطنه من حديث مي السيء دوما عنها ...فأن كانت تنغص سعاده ابنتها فماذا ستفعل بأبنها ....؟!
تنهدت ماجده في محاوله ماكرة منها لتكسب ود ابنها : بس ياابني انت مش شايف أن ماس صغيرة شويه ولسه مش عاقله ولا راكزه عشان تفتح بيت
نظر جاسر لوالدته لحظة بطرف عيناه ثم التفت لها بكامل جسده ليحسم الحديث : بحبها وهي الوحيده اللي حلمت يكون ليا بيت معاها
لمعت الغيره بعيون ماجده ليعتدل جاسر واقفا : ماما انا واخد قرار ...النهارده الساعه سبعه الناس مستنيانا . .....
بوجهه يكاد ينفجر من الحمره تظاهرت ماس بعدم الفهم حينما فاتحها ابيها بالموضوع لتقول بخجل : اللي تشوفه يابابا
ابتسم شريف قائلا : والله انا شايف الراجل ميتعيبش ومناسب جدا مع أن كان عندي اعتراض علي فرق السن ولكن مالك اقنعني
اتسعت ابتسامتها ولكنها سرعان ما اخفتها وعادت لتقول بخجل : اللي حضرتك شايفه يابابا
رفع شريف حاجبه وداعب شعرها بمشاكسه : وده من أمتي ..... بقي ماس اللي لازم تعترض بقت بتقول اللي تشوفه يابابا
ابتسمت بخجل وهزت كتفها : اهو بقي يابابا
ضحك شريف وضمها إليه وقبل رأسها ....انا شايفك مبسوطه وده اللي يهمني ....
وبالفعل كانت سعيده للغايه معه في تلك الاشهر القليله التي مضت علي خطبتهم بينما لم يدخر اي جهد لاسعادها ... هدأ كثيرا أو هذا ما ظنته بينما في الواقع لم يكن يحدث شيء يجعل نيران غيرته تلتهب
كانت تمضي الايام ما بين تجهيزات الزفاف ومابين عمله ومابقي من الوقت يغدقها بحبه ..... ظنت أن العاصفه مرت وهاهو بحر حياتهما يمضي بصفاء ولكنها لم تكن تدري انها لا يجب أن تأمن امواج البحر ابدا. ......
عقدت ماجده جبينها باستنكار بينما تقلب بهذه الورقه لتقوم من مكانها وتتجه الي غرفه ابنها
:جاسر
نظر إليها جاسر الذي كان ممد علي فراشه يتحدث بالهاتف مع ماس لتقول : عاوزاك لو سمحت
اغلق المكالمه ونظر الي والدته التي قالت وهي ترفع له الورقه : ايه ده ياجاسر
...معقول سحبت كل الفلوس دي من حسابك
حاول جاسر الا يغضب من فتح والدته لهذا المظروف الخاص به بينما يقول : حضرتك قولتي ....حسابي
اتسعت عيون ماجده باستنكار لتهب سريعا بالهجوم : يعني أخرس أنا ومتدخلش
زفر قائلا : مقولتش كدة ...بس انا مش شايف سبب لعصبيتك ...فلوسي وحسابي وحضرتك عارفه صرفتهم في ايه
أومات ماجده بعصبية : ماهو ده اللي يعصب اكتر ...شقتك وجاهزة يبقي كل الفلوس دي عشان تفاهات ...ايه ياجاسر كل دي فلوس عشان الفرح
هز كتفه : وفيها ايه ؟!
هتفت بنفس وتيرة الانفعال : فيها أنه كتير وحرام ....بص لقدام ..كل قرش هتحتاجه بعد كدة
هز رأسه وهو يكظم غضبه : أن شاء الله مش هحتاج حاجة ...
تمهلت ماجده : ضامن منين ؟!
زفر جاسر بضيق : ماما انتي مصممه تتخانقي وخلاص ....
هتفت بعصبية : مصممه افهمك أن اللي بتعمله ده غلط ....البنت كدة بتستغلك
رفع حاجبه بدهشه : تستغلني ...!!
عقد حاجبيه ونظر الي والدته باتهام : تستغلني في ايه ؟!
طلبت ايه زياده ...أو طلبت ايه اصلا ....ماما ماس بنت متربيه وانتي عارفه كدة كويس وهي مطلبتش حاجة ...وانا اللي عاوز اعملها كل ده
اغتاظت ماجده من دفاع ابنها عن ماس وبدأت كلمات مي تثمر برأسها ...من دلوقتي بتدافع عنها وبتقف قدامي عشانها
اتجه جاسر ليقف أمام والدته بينما يقول بهدوء زائف لا يعكس مدي غضبه الداخلي : انا مش بقف قصادك عشانها لانكم المفروض مش اعداء ولا ضد بعض وانا بدافع عنها عشان ده اللي المفروض الراجل يعمله...
يدافع عن الست اللي شايله اسمه
نظر إلي والدته باتهام وتابع : ولا مش شايفاني راجل
احتقن وجهه ماجده وغادرت الغرفه تغلي من الغيظ ولم تتواني مي عن سكب المزيد من البنزين فوق نيران غضب والدتها بينما تتابع بخبث :
خدي بالك انا حذرتك من الاول انها مش سهله ...ده كمان هياخدها شهر عسل في تركيا ...تخيلي ياماما
: مي ..
.انتفضت مي علي صوت مالك الذي ظهر امامها من العدم واستمع لاخر كلماتها
أغلقت الهاتف ونظرت له ليقول بتحذير : انا كام مرة حذرتك من اللي بتعمليه
قالت ببراءه : وانا عملت ايه ؟!
هتف مالك بغضب : انتي عارفه عملتي ايه كويس ...
احتقن وجهه وتابع : انا لغايه دلوقتي صابر عليكي ...بس لصبري حدود ...
متدخليش في حياه اختي
قالت بدفاع : انا بتكلم مع ماما عن اخويا
صاح بغضب : وعن اختي ....
اشاحت مي برأسها وتابعت بضعف مزيف : وانا متوقعه ايه منك ...
لازم كالعاده تزعق معايا عشان خاطرها
: بزعق بسبب عمايلك مش عشان خاطرها ...اصلا هي مجتش جنبك في حاجه
تركها ودخل الي الغرفه صافقا الباب خلفه بعنف ليزداد حقدها علي تلك الفتاه المدلله ....
وكأن العين إصابتهم فهاهو جاسر الذي عهدته يتمطأ ويخرج من داخله ما أن راها بتلك الهيئه حينما اتي ليوصلها بينما أقامت لها ريم صديقتها حفل بمناسبه ليله زواجها قبل العرس بيوم ....بغضب جحيمي وغيره هوجاء اعمت عيونه وشلت عقله بينما يراها بفستان كهذا كانت يداه تشق فستانها الذي كشف جسدها ..... شهقت بهلع واسرعت تحيط جسدها بيدها بينما امتدت يدها الاخري تصفعه بقوة من بين دموعها التي انهمرت بصدمه من فعلته لتصرخ به .... انت حيوان... حيوان
قال بجنون بينما لم يستوعب فعلته : ولما انتي عارفة كدة..... بتجننيني ليه.. ؟!
لكمته في كتفه بحنق تصرخ به ....وقف العربيه ...أوقف بدل ما هرمي نفسي منها ...اوقففففف
تجاهل صراخها بينما امتدت يداه الي زر اغلاق السيارة التي أوقفها بأحد جوانب الطريق الخاليه ليخلع سترته ويمد ذراعه ليحيطها بها بعد أن أدرك كم اعمته الغيره ولكنها صرخت به بغل ....
ابعد...
مش عاوزة حاجة منك .....
تمسكت يداه بالسترته يحكمها حول جسدها يحاول السيطره علي رفضها ولكنها دفعت يداه هاتفه بسخط
انا بكرهك
اوما متنهدا وهو يتجاهل ثورتها التي يستحقها ولكنها من أشعلت فتيل نيران غيرته : طيب البسي
دفعت يداه بعيدا : لا مش عاوزة حاجة من وشك ياحيوان امشي من وشي
زم شفتيه قائلا : لمي لسانك و اهدي
صرخت بعصبيه :
مش ههدي واوعي ايدك ......اوعي تلمنسي
......

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن