السابع والاربعون

35.9K 2.2K 220
                                    


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ترددت ياسمين  و اخذت تؤخر خطواتها وهي تتبع صالح
الذي لاحظ ترددها ما أن توقف بباحه المنزل ليمسك بيدها قائلا بحنان : تعالي ياسمين.
نظرت له ولم تنكر مشاعرها بينما تقول : بصراحه يا صالح انا خايفه
عقد حاجبيه باستفهام ؛ خايفه من ايه ؟
هزت كتفها قائله : انا مش عاوزة اكون سبب في مشكله بينك وبين والدك تاني
هز صالح رأسه قائلا : مفيش مشاكل متقلقيش
قالت ياسمين برجاء :  عشان خاطري خلينا نروح اي مكان تاني  ...أو علي الاقل وصلني محطه القطر وانا هرجع البيت
هز صالح رأسه برفض : لا طبعا انتي مكانك معايا ......نظر لها متنهدا : ياسمين حبيتي انا مش عاوزك تكوني حساسه كده في الموضوع ده ....خلاص بابا فهم أن جوازنا أمر واقع .....ابتسم لها ليقصي ترددها الذي ماثل تردده في البدايه ولكنه أصر علي فرض علاقته الزوجيه علي عائلته ولينتهي الأمر
ليقول : وبعدين ماما هتتجنن وتشوفك
تغيرت ملامح وجهه ياسمين دون إرادتها للحزن ليسالها صالح : مالك
قالت ياسمين وهي تخفض عيونها : اصل انت بتقول أن خالتو هتتجنن وتشوفني بس انا مفتكرش ....
قطب صالح جبينه قائلا : ليه بتقولي كده ؟!
هزت كتفها وقالت بنبره حزينه : أصلها بعدت عني وبحس أنها مبقتش بتحبني زي الاول
هز صالح رأسه : خالص يا حبيتي ....انتي عارفه أن ماما بتحبك جدا وبعدين كل ما بكلمك بتقولي هات اكلم ياسمين وهي دلوقتي قاعده مستنياكي ....
قبل أن يكمل كلمته كانت ليليان تفتح الباب علي مصراعيه وتفتح ذراعيها بترحيب ولهفه : ياسمين حبيتي ...حمد الله على السلامه
ابتسمت ياسمين ليمسك صالح بيدها ويتجه الي الدرجات الرخاميه ويتجه بها سريعا الي والدته التي احتضنتها بقوة كما فعلت ياسمين التي استشعرت حنان والدتها الذي افتقدته منذ وقت طويل
التفتت ليليان الي صالح واحتضنته بحب واشتياق : وحشتني يا حبيبي ...كده برضه كل متشوفش امك
قبل صالح راسها قائلا : حقك عليا
افسحت ليليان لهم المجال وهي تشير لهم بترحيب للدخول : ادخلوا يا حبايبي
شعرت ياسمين بالراحه بينما لم يكن رافت بالمنزل لتبقي مع ليليان تتحدث مطولا .....بعد وقت طويل عاد رافت للمنزل 
حمحم ودخل ليقول  : السلام عليكم
ردت ياسمين بصوت خفيض : وعليكم السلام
نظر رافت الي صالح قائلا ،: صالح تعالي انا عاوزك
اوما صالح ليترك ياسمين مع والدته ويتجه خلف أبيه الذي قال ما أن انفرد بأبنه : انت عارف انا جاي منين ؟!
هز صالح رأسه بعدم اكتراث : يعني !!
عقد رافت حاجبيه : يعني ايه ؟
تنهد صالح قائلا : عرفت أن الحاج رياض تعبان وحضرتك اكيد كنت عنده في المستشفي
رفع رافت حاجبه باستنكار : والحاج رياض يبقي مين ؟!
فهم صالح مغزي كلمات أبيه ليقول بعدم اكتراث :
مش فارقه
احتدت نبره رافت بينما يقول بتحذير : خد بالك ان انا نفذت اتفاقنا لغايه دلوقتي ياصالح بس انت لا
ضيق صالح عيناه ناظرا الي ابيه : يعني ايه ؟!
هدر رافت بحزم : يعني انت عليك واجبات تجاه مراتك
احتقن وجهه صالح بينما اشاح بوجهه : انا قولتلك من الاول شروطي في الجوازه دي 
هز رافت رأسه : مختلفناش بس هي كمان مراتك وليها حقوق عليك
هز صالح رأسه : ملهاش
قال رافت بإصرار : ليها .....بالشرع وبالدين ليها
اعدل بينهم
رفض صالح مزمجرا : هي قبلت من الاول بالوضع ده ...محدش فيكم يطلب مني حاجه زياده غير اللي عملته
احتقن وجهه رافت بالغضب ولكنه تراجع عن العناد مع ابنه ليقول من بين أسنانه : علي الاقل اقف جنبها ....ده حماك مهما كان
زفر صالح : لو هزوره هيكون عشان هو الحاج رياض مش عشان حمايا ولا الكلام ده
نظر رافت الي ابنه بغضب موبخا : وهو بتاع القمار احسن من رياض عشان تروح وراه في الأقسام
فرك صالح وجهه بغضب ليتابع رافت بسخط وهو يشيح بوجهه : جاي من اخر الدنيا عشان صاحبك وحماك مفكرتش تبص عليه وتقف جنب مراتك
انفلتت نبره صالح : قولتلك مش مراتب
زفر رافت بضيق :  براحتك بس اللي بتعمله ده ميرضيش ربنا ....مها بقت مراتك وخلاص
كور صالح قبضته بضيق قائلا : بابا لو سمحت اقفل كلام في الموضوع ده ....انا تعبت من الخناق ...نفسي ارتاح واعيش يومين مبسوط ومرتاح
نظر صالح اللي ابنه الذي شعر بعتابه الخفي ليقول باستسلام : اعمل اللي يعجبك  ....
اوما صالح واتجه الي الباب قبل أن يعود خطوه الي ابيه قائلا : بابا
رفع رافت عيناه الي ابنه قائلا :  افندم
قال صالح برجاء : ياريت بلاش تضايق ياسمين
عقد رافت حاجبه قائلا : شايفني قليل الذوق ولا معرفش الأصول...... انا لو عدوي في بيتي هكرمه واظن مع كل عمايل ابوها وامها سبق واستقبلتها في بيتي لما كانت تعبانه فاكر ولا نسيت
هز صالح رأسه قائلا : متشكر
...........
بعد خروج صالح دخلت ليليان الي رافت تسأله بصوت خافت : رافت هتتعشي معانا
هز رافت رأسه قائلا : ماليش نفس
قالت ليليان برجاء : لازم تقعد معانا يارأفت .... عشان صالح ميتحرجش قدام مراته
زمجر رافت بضيق : وبعدين يا ليليان قولتلك ماليش نفس ....... رحبي انتي بيهم وانا اهو بعيد عشان ابنك ميقولش ضايقت الهانم
ترددت ليليان قبل أن تقول : رافت والله ياسمين غلبانه
أوقفها رافت بحزم : ليليان بس مش عاوز اسمع كلمه عن البنت دي  ...
قالت ليليان برجاء : ليه بس يا رافت ....والله ياسمين طيبه وكويسه اوي وبتحب صالح وملهاش اي شبه بابوها ....شوف هو مبسوط اد ايه ....شوف صالح اللي كان من سنين مش بيتكلم ولا يضحك بقي عامل ازاي
عاود رافت نبرته الحازمه يقاطع زوجته : قولت مش عاوز اسمع كلمه عنها
خرجت ليليان من الغرفه لتجد صالح يتجه الي الدرج برفقه ياسمين  : صالح انت رايح فين ؟!
قال صالح : هنطلع ننام
قالت ليليان برفض : والعشا
قالت ياسمين بتهذيب : شكرا يا طنط ماليش نفس
هزت ليليان راسها بإصرار : لا طبعا لا يمكن ....اطلعوا ارتاحوا وانا هطلع ليكم العشا
ابتسمت ياسمين قائله : متتعبيش نفسك ياطنط
هزت راسها قائله : تعبك راحه يا حبيبتي
...........
....
عقدت فيروز حاجبيها وهي تتجه الي مهران الذي جلس مكانه صامت منذ عودته من منزل جاسر   : مهران انت من ساعه ما رجعت وانت قاعد كده ...في ايه ؟!.
هز مهران كتفه قائلا : متضايق حبتين علي جاسر
ربتت فيروز علي يده قائله : معلش ربنا يعوضهم خير
اوما مهران قائلا : يارب
التفتت فيروز تجاه تلك الطرقات علي الباب : أيوة
قالت ذكيه من خلف الباب : في ناس عاوزة مهران بيه تحت يا ست فيروز
عقد مهران حاجبيه ؛ ناس مين يا ذكيه ؟!
قالت ذكيه : عمال من الأرض يا بيه
اوما مهران قائلا : طيب نازل
..........
...
اتجه مكرم تجاه عماد قائلا وهو يسنده ليقوم من الفراش : أسند عليا يا عماد بيه
قال عماد بامتنان : والله ما انا عارف من غير وقفتك جنبي كنت هعمل ايه يا مكرم
قال مكرم بتهذيب :متقولش كده ....
اسنده مكرم الي الخارج قائلا : انت متاكد انك جاهز تخرج من المستشفي ...انت لسه تعبان
هز عماد رأسه وهو يحاول الاستناد الي كتف مكرم : لازم اخرج واختفي عشان زياد يبعد عنها
اوما مكرم وأخذ عماد الي سيارته ..
.........
....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن