روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
زفرت مي بضيق بينما يتجاهل مالك مكالمتها التي لا تنتهي ..... أمسكت بهاتفها وسرعان ما كانت تتصل بجاسر الذي عقد حاجبيها بقلق حينما أتاه صوتها الباكي
: مي مالك في ايه ....ادم كويس ؟!
قالت ببكاء : مش كويس ....مش كويس يا جاسر
انتفض من مكانه لتسرع ماس الي جواره بقلق من نبرته المنخلعه بينما يسألها : ماله ادم ؟!
: أبوه ساب البيت و هو مش مبطل عياط
التقف جاسر أنفاسه بينما يتنهد قائلا بعتاب : خضتيني يا مي فكرت الولد حصل له حاجة
: وهو هيحصل له ايه اكتر من أن أيوة يرميه
: متكبريش الموضوع يامي ...وواحده واحده براحه احكيلي ايه اللي حصل
: مفيش حاجة حصلت ...العادي شدينا مع بعض وساب البيت
قال جاسر بعصبيه : يعني ايه العادي ...ولما هو العادي ساب البيت ليه
قالت مي ببراءه : اساله
انفعل جاسر : بسألك انتي
: زعل اوي اني بعاتبه عشان مش سائل فيا انا وابنه وأغلب الوقت عند مامته
نظر جاسر تجاه ماس ثم تحرك بضع خطوات مبتعدا لتفهم ماس رغبته بعدم سماعها حديثه مع أخته فتترك له حريته وتبقي مكانها تنظر الي هاتفها
تابعت مي سرد المواقف من وجهه نظرها والتي يعرفها جاسر جيدا كما يعرف صديقه والذي بطبعه شخص هاديء رزين ليقول اخيرا : يعني هو ده بس اللي حصل
: زي ما بقولك ....هو راجع روحه في مناخيرة ...اول ما فتحت بوقي قام متعصب وخد بعضه ومشي
وحاولت أكلمه كتير مش بيرد عليا
: طيب يا مي ...بطلي عياط وانا هتكلم معاه
: دلوقتي
: لا طبعا ....اصبري هشوف وقت مناسب أكلمه عشان ميحسش انك بتشتكي منه
هتفت باندفاع : وانا لسه هستني ....وبعدين ما يعرف أن ليا اخ يجيب ليا حقي
اندفع جاسر بعصبية : وهو حد داس لك علي طرف ولا انتي عاوزة الدنيا تولع وخلاص ...... مي مع اني مش مقتنع بكل اللي قولتيه وان مالك هو اللي غلطان بس قولتلك سيبي ليا الموضوع ده وانتي بقي اقعدي مع نفسك فكري شوفي بتضايقيه في ايه وصلحيه
قالت بخبث : انا مش بعمل حاجة ......شوف انت مين اللي بيشحنه ضدي
زفر جاسر بضيق من افقها الذي يتمحور حول نظريه المؤامره طوال الوقت : قصدك ايه ؟!
قالت مي بمكر : مش قصدي حاجة ..... خلاص ياجاسر انا غلطانه اني كلمتك .....
هتف جاسر بتحذير : مي اعدلي كلامك
: قولتلك خلاص ياجاسر .....سلام
اغلق الهاتف بحنق ليخرج الي الشرفه يدخن أحدي سجائرة ...انتظرت ماس قليلا ثم خرجت خلفه .....وضعت يدها علي كتفه ...: ايه ياحبيبي مالك
؟!
القي السيجارة من يده والتفت لها لتتغير ملامح وجهه هاتفا : انتي طالعه ازاي كدة
دفعها برفق للداخل لتتراجع الخطوتين التي خطتهم للتو الي الشرفه لتقول بدهشة : في ايه ياجاسر .....طالعه اشوفك
أشار إلي ملابسها : طالعه كدة ....
نظرت إلي ملابسها المكونه من بيجامه صيفيه عاديه ثم أشارت حولها : عادي ياجاسر وهو في حد حوالينا اصلا ولا انت عاوز تتخانق
نظر لها وسرعان ما امسك بوجهها قائلا : مش عاوز اتخانق يا حبيتي .....انا بغير عليكي
احسن بتغيير ملامح وجهها لترتسم ابتسامه واسعه علي شفتيها بينما تقول بدلال : عارفه
رفع حاجبه : عارفه ...؟!
أومات له واقتربت منه لترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها : عارفه اني بحبك وعشان كدة مستحمله غيرتك دي
ضحك جاسر : مستحملاها ولا بتزوديها
قالت ببراءة : انا يا حبيبي ..... ده انا مستحمله كتير اوي
قال بمكر وهو يحيط خصرها بذراعه :
لا ده كدة كتر خيرك اوي .....انا لازم اشكرك
تركت جسدها لذراعاه التي قربتها منه ليميل تجاه شفتيها يحتضنها بشفتيه يلتهم كل انش بها ليزداد شغف قبلاته حالما تحركت يداه تجاه جسدها يمررها فوق قماش بيجامتها الرقيق ....انحني ليحملها لتضع ماس راسها بين عنقه وكتفه تشتم بانتشاء رائحته الرجوليه...... ضحكت ماس حينما دغدغتها أنفاسه الساخنه وهو يميل فوقها بينما يضعها فوق الفراش لتقول بمشاكسه. : هتسيب الكنبه النهارده
ضحك جاسر بينما يمدد جسده الضخم فوق جسدها الرقيق ....خلينا في السرير النهارده .....
........
.....
بخطي متعثرة أسرعت فيروز تعود الي المنزل بينما تتقافز دقات قلبها بخوف من نظراته التي مازالت تحوم بعقلها مهما حاولت الا تبدي أمامه خوف إلا أنها تعترف بأنها تسرعت بتلك الخطوة ولكن مبررها أنه لم يكن امامها حل اخر لتخرج من تلك المكيده التي يدبرها لها عمها ...... انتفضت حينما تفاجات بعزيزة زوجه عمها امامها ما أن خطت من خارج البوابه الي الداخل : فيروز
انتي كنتي فين ؟!
تعلثمت فيروز ولم تجد اجابه بينما كانت تلك خطوة أخري لم تحسبها جيدا بأن يكتشف أحد خروجها
تركت عزيزة ذلك الإناء الكبير من يدها بينما كانت كعادتها كل صباح باكر تذهب الي دجاجاتها الصغيرات تتطعمهم وتجمع البيض الطازج
قبل أن تفكر فيروز في اجابه كانت يد عزيزة تدفع بها الي داخل عش الدجاج الكبير بينما تهادي صوت فاروق من خلفهما ....انساقت فيروز سريعا الي يد زوجه عمها واسرعت تنحني وتختبيء داخل هذا العش بينما همست عزيزة ....ادخلي بسرعه احسن عمك يشوفك
ظهر فاروق اعلي الدرجات الرخاميه الضخمه : فين الفطار يا عزيزة ....بقالي ساعه صاحي
قالت عزيزة سريعا : حالا ياحاج ....خلاص انا خلصت والبت رضا مجهزة كل حاجة
اوما وعاد الي الداخل لتنحني عزيزة تجاه فيروز التي جلست القرفصاء علي الأرض وتاهت في تفكيرها عن رعونه خطواتها
: قومي يلا وتعالي بسرعه ادخلي ورايا من باب المطبخ وغيري وانزلي الفطار
أومات فيروز وخطت خلف زوجه عمها التي التفتت لها بحزم : بس اعملي حسابك لينا كلام مع بعض
..........
....
سيجاره تلو الأخري أخذ مهران يحرقها بين شفتيه القاسيه وكلمات تلك الفتاه تتردد في أذنه ....فلم يشعر بانتصاف النهار وهو جالس مكانه إلا حينما دخلت إليه
بسمه ابنه زوجه ابيه ...صباح الخير يامهران
قال باقتضاب : صباح الخير
نظرت باستفهام لنبرته المقتضبه : مالك يامهران في حاجة
تجاهل سؤالها بينما يقول : عاوزة حاجة ....؟!
هزت كتفها بحرج : لا ....قصدي يعني ماما بتقولك الأفكار جاهز
اوما قائلا : جاي
............
....
جلس فاروق علي رأس الطاوله بينما تحركت عزيزة ومنيرة لوضع الاطباق لتنضم إليهم وداد ولكن قال فاروق بنبره حازمه : اقعدي انتي يا ام مصطفي انتي لساتك تعبانه
قالت وداد بحرج : انا بقيت كويسه ياحاج
صدقت منيرة علي كلام اخو زوجها : اسمعي الكلام يا وداد واقعدي وبعدين احنا خلاص خلصنا
التفتت الخادمه : رضا اطلعي نادي علي الولاد وعلي الحاج رحيم
نزل رحيم بعد قليل وتبعته فيروز التي قالت باقتضاب : صباح الخير
أجابوا عليها ماعدا فاروق الذي انشغل بسؤال رحيم : كلمت مهران
قال رحيم بصوت خافت لم ينتبه إليه إلا فيروز التي ركزت في الحديث بينما تفهم أنه يخصها : كلمته مش بيرد .....شويه ونروح له سوا
اوما فاروق وتابع تناول إفطاره ليمر الوقت بينما الأفكار تعصف براس فيروز ...هل سيمثل الي طلبها ....؟!
هل كان طلب ام تهديد ....انها حقا لم تقصد تهديده ولكنها تضغط عليه ...تتمني لو يفهم هذا فهي لا تهتم بما صورته وليست غبيه لتقحم نفسها بمشاكل لا تعنيها فهي رأت الكثير بتلك البلده ولم تهتم الا حينما مسها الأمر .. ..
تعالي رنين هاتف رحيم لينظر الي فاروق بطرف عيناه هامسا .....مهران
قام رحيم واتجه الي البهو الواسع يجيب علي هاتفه لتقوم فيروز مسرعه متظاهرة أنها أنهت فطورها لتحاول سماع تلك المكالمه
: مهران بيه ...... حمحم بينما جاءه صوت كرم الخشن ليقول بتعلثم : ابدا ...انا بس والحاج فاروق كنا عاوزين مهران بيه في موضوع مهم
جاءه الرد الذي لم تسمعه فيروز ولكنها فهمته من تغير ملامح وجهه عمها الذي قال بحرج : طيب ياكرم ....لما البيه يكون فاضي بلغني عشان اجي انا والحاجة فاروق
انهي المكالمه بينما لاحت خيبه الامل علي وجهه بنفس لحظة ظهور ملامح الانتصار علي وجهه فيروز
ابتلعت سريعا حينما جاءها صوت عمها : واقفه هنا بتعملي ايه
قالت سريعا : ابدا ياعمي ..... كنت مستنيه عمي فاروق يخلص عشان أكلمه في حاجة
قال رحيم بلا مبالاه : مش وقته دلوقتي ...اطلعي فوق
أومات واسرعت تصعد الي غرفتها لتستند الي بابها الذي إغلقته وتترك العنان لابتسامتها الواسعه التي تشعشع بها الانتصار .....أيوة كدة يافيروزة ......اهو مرضيش يقابلهم يعني خاف مني ...والله طلعت عاقل يامهران ......
( مش اوي ) ....انتفضت فيروز من مكانها بهلع حينما استمعت لتلك الكلمات من حولها لتتحرك عيناها سريعا تجاه مصدر الصوت فتجد صاحبه جالسا بعجنهيه وثقه واضحه علي أحد المقاعد الموضوعه بركن الغرفه
خرجت عيناها من وجهها وهي تردد بعدم تصديق : انت ؟!
اوما بسماجه وهو يقوم من مقعده : قولت ارد الزيارة
كان رد فعله اسرع منها لتجده بلحظه يندفع ناحيتها كالسهم ويكمم فمها متوقع أن تصرخ .......بخفه وفراسه كانت يده الأخري تمتد الي مفتاح الغرفه يديره بالباب يوصده ثم يضع المفتاح بجيبه
لامست أنفاسها الساخنه أصابعه التي كمم بها شفتيها بينما رشقته بنظراتها الشرسه وهي تحاول دفعه بعيدا عنها ولكنه كان كالحائط البشري ....
نظر لها بعيناه الثاقبه : انا هشيل ايدي ...بس لو صرختي متلوميش غير نفسك
أومات وسرعان ما دفعته بعيدا عنها حينما سمح هو بذلك وهو يرخي جسده من امامها
: انت ازاي تدخل هنا ....
قال بهدوء : جاي اتكلم معاكي انا كمان كلمتين
نظرت له بتأهب : كلمتين ايه !؛
: فين الفيديو
: بصي بقي يابنت الناس انتي قولتي كلمه حق ....انك متعرفنيش وعشان كدة هعرفك حاجة صغيرة عني
.....انا ميتلويش دراعي..... انا الوي دراع بلد بحكومتها اللي بتهدديني بيها
قالت بتحدي وجرأه : ولما انا مش خايف..... جاي ليه
التوي طرف شفتيه بمكر وهو يقول : عشان عجبتني لعبتك
قالت فيروز بحنق : انا مش بلعب معاك ....انا بدافع عن نفسي
......الفيديو مش فارق معايا انشالله تولعوا في البلد كلها اللي يهمني نفسي
: وانا جيت علي سكتك
: جيت لما حكمت حكمك ده
هز كتفه بلا مبالاه : العرف السايد .....ولا انتي اول ولا اخر واحده
احتقن وجهها بالغضب لتقول بتحدي : خليني اخر واحده
نظر لها باستخفاف يخفي به اهتمامه بجرأتها
لتكمل فيروز بنظرات ثابته : انت مش شايف نفسك بتلعب بمصير غيرك ازاي
قال بثقه : بوقف الدم
نظرت له باستهجان : مش كل الدم قتل
.....انت بتموت البنت اللي تحكم عليها تتجوز بالطريقه دي .....تخليص حق.
قال ببرود : اعتبريه مهر
هتفت بانفعال : يغور المهر اللي بالطريقه دي
ضحك بسخريه : امال هتتجوزي ازاي
هتفت بحزم : ميخصكش
رفع حاجبه : امال ايه اللي يخصني
هتفت بثبات : تنفذ اللي قولت عليه...... أحكم بحاجة تانيه..... خليهم يبييعوا الأرض ويقسموا تمنها
قال وهو يهز كتفه : طماعين ومحدش راضي
هتفت بتوبيخ : تقوم تستضعف غيرك
قال باستنكار : وهو انتي ضعيفه
نظرت له بتحدي : لا وهحارب للآخر
رفع حاجبه بتحدي مماثل : هتهربي
نظرت له بعيون تحمل جرأه شديدة وهي تقول : لا ...هروح للحكومه تحميني
ابتسامه ملتويه ارتسمت علي جانب شفتيه : مني ؟!
هزت راسها وعيناها لا تحيد عن النظر لعيناه : لا .... منكم كلكم
ضحك استخفاف : يبقي عارفه اخرتها ايه
قالت ببرود : هيكون ايه
قال مهران بنفس الابتسامه ولكن نبرته حملت قوته وشراسته : همحي عيلتك كلها من علي وش الأرض
بالرغم من شراسه تهديدة إلا أنها لم تتأثر بينما تقول : وعيلتك هتكون معايا
تقابلت اعينهما لبضع لحظات قبل أن تتعالي تلك الطرقات علي باب الغرفه بعدها يتعالي صوت زوجه عمها ( فيروز افتحي انا مرات عمك )
توترت ملامحها بقوة بينما أفاقت علي وجود هذا الرجل بغرفتها والذي ظل واقف مكانه ببرود وثبات بينما خرج صوتها متحشرجا : حاضر يا طنط ......لحظة
نظرت له بينما اندفعت الحمرة الي وجهها ....هل سيظل واقف ....ضغط مهران علي أعصابها بضع دقائق عادوا فيهم زوجه عمها طرق الباب ليقرر اخيرا المغادرة بينما يقول : كلامنا لسه مخلصش
هتفت فيروز بصوت خافت : كلامنا خلصان ..... انت اللي بتماطل هزت كتفها وتابعت بحنق : وبعدين انت مفيش ليك مصلحه انك تصمم علي كلامك
قال بجديه : بقي في بينا عداوة
قالت فيروز بدفاع عن نفسها : لو نفذت وحكمت بحل تاني مش هظهر قدامك مرة تانيه
رفع حاجبه : وتلوي دراعي
قالت بثبات بينما تتطلع له : انت قولت أن دراعك مش بيتلوي
..............اختطف نظرة أخيرة الي ملامحها الشرسه بينما يستدير الي الشرفه ويختفي من بين ستائرها المتطايرة .......
..........
.....
فتحت ماس عيونها صباحا علي صوت ماكينه الحلاقه الآتي من الحمام الصغير الملحق بالغرفه لتتجه الي جاسر الذي وقف امام المراه الكبيرة يشذب ذقنه ...نظرت له بإعجاب بينما وقف بجسده الممشوق وقد ارتدي شورت قصير ولا شيء فوق عضلات صدره العريض ...احتضنته من ظهرة ووضعت راسها عليه هامسه برقه : صباح الخير ياحبيبي
ابتسم جاسر وترك ماكينه الحلاقه والتفت لها ليحيطها بذراعه ويميل يقبل جانب شفتيها : صباح النور يا ماسه قلبي
ضحكت ماس لتمد يداها تداعب خصلات شعره القصير : صاحي رايق
أحاط خصرها بذراعه بينما يقول بهيام : لازم اكون رايق وانا بفتح عيني علي وشك الجميل ده
ابتسمت له بحب لتقول بعد قليل : هتنزل امتي ؟!
هز كتفه بتفكير : يعني ساعتين ولا حاجة ....وممكن بعد كدة
عقدت حاجبيها : ايه ده يعني مش هتوصلني الشغل .....
لاحظت تغير ملامح وجهه قليلا ولكن إجابته محت هذا التغير بينما يقول : هوصلك اكيد .....
أومات : اروح اجهز الفطار وأجهز
اوما لها لتتردد ماس لحظة قبل أن تغادر بينما فكرت أن تسأله إن كانت عودتها لعملها ستضايقه ولكنها تراجعت بينما فكرت أن حتي كان السؤال لمجرد تلطيف الجو بينهما بينما تعرف أن عملها سبب من اسباب الخلاف بينهما فمعني سؤالها سيكون تراجع منها عن تمسكها بعملها بل وسيجعله يظن أنه يقدم لها جميل بقبوله عملها لذا الأفضل أن تتابع وكأن الأمر شيء عادي لتخرج وتتجه الي المطبخ تعد الأفطار وكانت ذكيه في محاولتها إبداء اهتمام ودلال خاص له بينما يتناولون الإفطار سويا لتنجح بالفعل في جعله راضي بينما يفكر بينه وبين نفسه أن كانت تسعده فلماذا لا يسعدها ويقبل عملها من أجلها وكما قال مهران له يوم ببروده المعتاد : ياسيدي ما تسيبها تشتغل ...وحياتك هما كام شهر جواز وربنا يكرمك بعسل وهي من نفسها هتقعد ومش هتلاحق علي المسؤوليه .....ضحك صالح وشاركه نفس الرأي ( مع أنه غشيم بس في الحته دي عنده حق ..... وسع عقلك ياجاسر وسيبها ...وبعدين انا مش فاهم يعني ايه المشكله أنها تشتغل ما نص ستات البلد بتشتغل )
مال جاسر تجاه وجنتيها يقبلها بيننا توقف امام بوابه المبني حيث تعمل لتتسع عيون ماس هامسه بخجل : بتعمل ايه يامجنون .....
حد يشوفنا
ضحك ثم نظر إلي عيونها قائلا : هتوحشيني
: وانت كمان
: هعدي اخدك
أومات له ونزلت من السيارة لتفتح باب المكتب الذي اشتاقت إليه كثيرا كما اشتاقت لزملائها
: ماااس
بابتسامه وترحيب استقبلها جميع من في مكتبها المكون من سيده خمسينه تدعي مدام ساميه و الفتيات صديقاتها ريم وسالي وانجي وهناك الزملاء خالد و ايمن
: مبروك ..الف مبروك
قبلتها صديقاتها وانقضي اليوم بالحديث والضحك حيث طبيعه عملها الخفيفه بهذا المكتب لتتفاجيء بهم بوسط النهار يحضرون قالب حلوي للاحتفال بعودتها
كانت سعيده للغايه في المساء وهي جالسه بجوار جاسر تتصفح هاتفها وتري الصور التي التقطتها لها زميلاتها في حفل اليوم لتقول بحماس : جاسر ايه رايك ...عملوا ليا حفله النهارده
نظر جاسر الي الصور واحده تلو الأخري ليعقد حاجبيه سريعا بينما يتوقف لدي أحد الصور بينما تجمع كل الزملاء لأخذ صورة سيلفي
: ايه ده ؟!
نظرت ماس إليه ثم الي الصورة لا تفهم ليجذب جاسر الهاتف من يدها وبغيرة واضحه كان يقول : انتي ازاي تتصوري وواحد واقف جنبك كدة
قالت ماس ببرءاه بينما لا تري شيء خاطيء بالصورة : احنا واقفين كلنا
هتف بحدة : ماهو انا شايف مش أعمي ....بقولك ازاي تقفي جنبه كدة
: في ايه ياجاسر بتتعصب عليا كدة ليه ..... الصورة عاديه ومفيهاش حاجة والدليل اني بوريهالك
رفع حاجبه بغضب : وكمان عاوزة تخبي عليا
هتفت ماس بانفعال : انا مش عاوزة حاجة غير انك تشوف بتتكلم معايا ازاي علي حاجة تافهه
قال بسخط : تافهه .....راجل واقف جنب مراتي حاجة تافهه
انفلتت أعصاب ماس من اتهامه الغاشم : راجل ايه ...جاسر انت سامع بتقول ايه
انتبه لنبرته ولكنه ظل غاضب ليقوم من مكانه هاتفا بحده : شوفي انتي بتعملي ايه عشان متسمعيش مني الكلام ده تاني ....
تركها ودخل للغرفه لتجلس ماس بكمد بينما تعكر صفوهما كالعاده بسبب غيرته ....
........
بصعوبه بدأت ياسمين تستند الي ذلك العكاز لتقوم من فراشها لتسرع امتثال بمساعدتها
قالت ياسمين بامتنان : شكرا
ابتسمت لها المراه : علي ايه يابنتي ....هتعرفي تاخدي دوش لوحدك
أومات لها لتقول وهي تتركها لدي باب الحمام : طيب خدي بالك وواحده واحده
جلست ياسمين تمشط شعرها وعيناها تتطلع الي الغرفه من خلال المراه بشرود ...لقد مرت اول ليله لها بهذا المنزل عليها طويله مكحله بعد ما خذلها موقف والدها السلبي من هذا الرجل الذي بات قدر اسود لها .....
التفتت الي امتثال التي دخلت الي الغرفه قائله : زياد بيه قالي اخدك ترتاحي في الاوضه التانيه
عقدت ياسمين حاجبيها ولا تنكر أنها شعرت بالخوف لتبتلع متساءله :
في ايه ،؟!
هزت امتثال كتفها : ابدا ....تقريبا في عمال هتعمل شويه حاجات في الاوضه ...ديكور أو كهربا حاجة كدة
أومات ياسمين وعقدت شعرها لتقوم برفقه امتثال الي أحد الغرفه بنهايه الرواق لتتنهد بارتياح حينما لم تراه منذ الصباح ولكن ارتياحها لم يدم طويلا حينما وجدت نفسها بغرفته .....
مجرد دخولها الي تلك الغرفه ذات الألوان القاتمه جعلها تشعر بالاختناق بينما تشتم رائحته بكل انش حولها ....تراجعت للخلف لتقف بوسط الغرفه الشاسعه وتنظر حولها لتري تلك الخزانه الحديده الموضوعه بأحد الاركان بينما ترك بابها ولم يغلقه ...
نظرت إلي تلك السبائك الذهبية التي لمعت بأحد الاركان بينما الكثير من الرزم الماليه بجوارها وهناك كيس من مادة بيضاء تعرفها جيدا وتعرف أنه يتعاطاها .....
نظرت باشمئزاز لتلك الاشياء وظلت واقفة مكانها ولم تجلس علي شيء لمسه
.......
....
عرف الخصام طريق لفراشهم لتتقلب ماس علي جمر ملتهب طوال الليل بينما لم يبارح التفكير راسها بأن ما كانت تخشاه حدث وسيحدث بينما طبعه المتأصل به يتحكم بتفكيره ....تقلب جاسر علي ظهره ثم بدأ يفتح عيناه الناعسه ليقطب جبينه ما أن نظر إليها
اعتدل ليغادر الفراش ولكن يدها أوقفته حينما أمسكت بذراعه : جاسر خلينا نتكلم
التفت لها دون قول شيء لتقول ماس بدون ترتيب لافكارها : انا مش هعاند واقول إن مش من حقك تتضايق ...لا ياسيدي من حقك بس يا حبيبي الموضوع ميستاهلش خناق بينا
جاسر .... انت قولت ليا اننا عاوزين ميكونش في بينا خناق وامبارح انت اتعصبت وقولت كلام جامد ليا وانا اهو بحاول اصالحك
لا ينكر بأنه لم يتوقع ما تفعله الان لتتخبط كل افكاره ولكنه توقف لدي صحه كلماتها الان ...
فهاهي قدمت أول خطوة
: ماشي ياماس ....خلاص الموضوع انتهي بس ياريت تاخدي بالك بعد كدة وميتكررش
هزت راسها ليقوم من جوارها بينما ظلت مكانها تنظر في اثرة تشعر فجاه بهذا الشعور أنها قدمت تنازل ....لأول مرة تنحي عنادها وتتصرف بحكمه هكذا أخبرت نفسها خاصه وان النتيجه كانت عوده الصفو بينهما ولكن صوت اخر نبع من داخلها العنيد أنها تنازلت ......
.........بعيون شهوانيه كان زياد جالس يدخن سيجارة خلف مكتبه ويتطلع الي كل انش في جسدها بينما انسابت فوقه المياه ....
ليظل جالس طويلا أمام تلك الشاشه ...!!!قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Roman d'amourتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...