الرابع والخمسون

42.3K 2K 148
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بعقل شارد جلست ماس في هذا الاجتماع الذي امتد لساعه تفكر في ما آلت إليه حياتهم وما ستؤل إليه فيما بعد بينما مازال جاسر كما هو بل يزداد تمسك بطباعه أكثر دون أن يتوقف ولو لحظه واحده مثلما تفعل هي بكل لحظه لمراجعه نفسها وحياتها ومواقفها معه .... كل ما تريده وتطمح إليه هو لحظه من تلك اللحظات ...فقط لحظه من حياته يوليها لحياتهم ويفكر ويراجع نفسه وهي متاكده أن تلك اللحظه ستكون فارقه في حياتهم ولكن حتى الآن لا يعترف بأهميه تلك اللحظه مما جعل كل تفكيرها يتشتت ويذهب باكثر من اتجاه واسئله لا نهائيه يطرحها عقلها وقلبها واشدهم ضراوة هو ذلك السؤال الذي لاتعرف له اجابة ... ماذا ستفعل أن ظل علي عناده ..؟!
نعم تخبره بكل مرة أنها لن تعود إليه ولكن الي متي ستظل تلك هي اجابتها ....لن يبقي انفصالهم الي الابد كما أنها لن تقبل أن تكون ماكانت عليه حياتهم السابقه هي حياتهم أيضا الي الابد....عودتها له الان تعني أن كل شيء مرت به قد مضي وانتهي ....تعني لحظات من السعاده تتبعها لحظات متواليه من الالم ومن الندم ومن اليأس في إصلاحه ومعه اصلاح تصدعات حياتهم التي انهتها باكرا فلم يمضي علي زواجهم عام وبالرغم من كل هذا الحب بينهم إلا أنهم عاشوا كل تلك الخيبات فماذا سيحدث بعد أعوام ...؟!
اختنقت كثيرا بتفكيرها خاصه بعد حديث ابيها معها بأن عليها أن تتخذ قرار فلن تبقي بالمنتصف طويلا وعكس ما ظنت أن الوقت كلما يمر سيكون بصالحها فهي وجدت أن مرور الوقت أصبح بصالحه هو بينما يوما بعد يوم يزداد حنين قلبها له وتختفي تلك الجراح التي هي متاكده بأنها ستعود لتنفتح من جديد مادامت لم تعالجها.... ستعود كل تلك الجراح لتنفتح دون إرادتها يوما ما
افلتت تنهيده من صدرها كانت كفيله بانتباه مهاب لها والذي لاحظ شرودها ولكنه لم يعلق عليه لتلتقي نظراته بعيونها الحائرة للحظه ثم يعود ليتابع حديثه
الذي ختمه : ياريت كل قسم ينسق مع بعض اسبوع اجازات المصيف وانا عن نفسي اول واحد متنازل عن اجازتي ....
اوما أحد زملائها والذي يترأس قسم Treasury department
قائلا : وانا كمان يامستر مهاب متنازل عن اجازتي
هز مهاب رأسه بابتسامه والتفت الي رئيس أحد الأقسام الأخري ليهز راسه هو الآخر قائلا : وانا كمان هأجل اجازتي
ليأتي الدور علي ماس التي قالت بعقل مشتت : انا هنسق مع القسم بتاعي وهبلغ حضرتك
لم يخفي مهاب نظرته المحبطه بينما توقعها أن تتبع نهج باقي رؤساء الأقسام بحماس للعمل دوما كما عهدها ولكنها لم تفعل بينما هي بحاجه لإجازة بالفعل فهي لا تستطيع التركيز في شيء بينما عقلها بهذا الشتات
انتهي الاجتماع ووقف الجميع يجمعون اشياءهم ويتجهون الي الخارج ليوقفها مهاب
: ماس
التفتت ماس الي مهاب الذي قال : ممكن تتفضلي معايا لمكتبي نتكلم شويه
أومات ماس واتجهت معه الي مكتبه ليشير لها أن تجلس وقبل أن يتجه حديثه الي سؤاله كان يتطرق الي بعض الأحاديث عن العمل
ليقول اخيرا : في حاجه مضيقاكي في الشغل ؟!
هزت ماس راسها : لا ابدا .... ليه يافندم حضرتك بتسالني
قال مهاب وهو يحرك القلم بهدوء بين أصابعه : ابدا بس مش هنكر اني توقعت انك مش هتقومي بالإجازة
هزت ماس راسها : متقلقش يافندم الإجازة مش هتاثر علي الشغل
اوما مهاب ولم يطيل في الحديث لتعتدل ماس واقفه : متشكرة لاهتمام حضرتك يافندم
هز كتفه وعيناه تتابعها بينما هناك شيء بها مفقود وهي تدركه جيدا وهو حماس روحها ... طرقت الباب
سكرتيرة مهاب وتبعها دخول ساميه التي قالت بابتسامه وهي تصافح ماس ومهاب : اسفه لو ازعجتكم يافندم
هز مهاب رأسه : لا ابدا يا مدام ساميه ..اتفضلي
قالت المراه وهي تضع تلك الحقيبه الانيقه أمام مهاب : انا بس حبيت ادي حضرتك هديه السبوع بتاعه حفيدتي
ابتسم مهاب وأخذها منها قائلا : متشكر جدا والف مبروك ...
اخرجت حقيبه اخري واعطتها لماس قائله : كنت لسه هعدي عليكي يا ماسه ....بعفويه تامه كانت المراه تقول بابتسامه وهي تمد يدها لماس بالهدية : اتفضلي يا حبيتي ....عقبالك لما تقومي بالسلامه مع أن الحمل لسه مش باين عليكي
غصه قويه غزت حلق ماس التي زاغت نظرات عيونها وبيد مرتجفه اخذت الهديه من المرأه وهي تقول بينما واجهت عيناها الأرض تخفي حزنها بنبره حاولت أن تتحكم بها فتبدو طبيعيه وهي تقول : هو اصلا الحمل مكملش
انصدمت ملامح المراه بقوة وكذلك مهاب الذي عقد حاجبيه بتأثر واضح ولكن قبل أن ينطق اي منهما شيء كانت ماس تقول وهي تنسحب : بعد اذنكم
التفتت ساميه سريعا الي مهاب قائله بحرج : انا مقصدتش ....هروح وراها بعد اذن حضرتك
اوما مهاب لتخرج ساميه سريعا خلف ماس تحاول الاعتذار إليها لتقول ماس ببشاشه : محصلش حاجه يامدام ساميه ....الحمد لله
أعادت المراه اعتذارها بقلب منفطر : انا اسفه ياماس والله ما كنت اعرف
ابتسمت ماس وهي تخفي حزنها الذي ظنته مر مع مرور الأيام : مفيش حاجه حضرتك تعتذري عنها ...بعد اذنك
عادت الي مكتبها تحاول أن تشغل نفسها بالعمل بينما ذلك الشعور القوي بالحزن تملك من قلبها وكما كانت تتحدث مع نفسها عن جروحها التي ظنتها انتهت كانت تلك الكلمات كافيه باخبارها أنها علي صواب فلا شيء من جروحها اندمل فمازال وجع الجروح كما هو فقط بانتظار ما يوقظه ...!
............
.....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن