روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بغضب شديد اجتاز مهران الردهه دون أن يتوقف لتلتفت اليه فيروز التي كانت جالسه بالاسفل تنتظره ثم تسرع لتتبعه
دخلت خلفه وقبل أن تغلق الباب كانت تسأل مهران بفضول حانق قتلها طوال الساعات الماضيه بينما حاولت تكذيب نفسها بأن الأمر لا يخص تلك الأرض !
: ارض ايه اللي فيها المشكله ؟!
فهم مهران مغزي سؤالها الذي لم يكن له أي وقت مناسب وهو بتلك الحاله الغاضبه ابدا ليقول باقتضاب وهو يتهرب من الدخول معها في توابع سؤالها : متشغليش بالك
انفلت لسان فيروز التي بدي توترها وتأهبها واضح في وقفتها : مهران رد علي سؤالي
سدد مهران لها نظرة محذره من أسلوبها المندفع قائلا : ولو مردتش
رفعت فيروز وجهها تجاهه باندفاع اخر : يبقي بتهرب
اتسعت عيون مهران بغضب ليتجه خطوه ناحيتها ويقبض علي ذراعها هاتفا من بين أسنانه : اهرب من ايه ؟!
تجاهلت فيروز الم ذراعها بينما كل ما كانت تشعر به هو غليان الدماء بعروقها وهي تفكر أنه خدعها طوال تلك المده : تهرب من كذبك عليا
لم يكن بحاجه لشيء يزيد من غضبه المشتعل اساسا ليهتف بها وهو يترك ذراعها ويحاول التمسك ببقايا أعصابه : خدي بالك من كلامك يا فيروز ...انا ماسك نفسي بالعافيه
احسنلك اقفلي كلام في الموضوع ده دلوقتي عشان متزعليش مني
لم تأخذ فيروز تحذيره علي محمل الجد بينما الغضب أعمي عيونها التي كانت بالفعل عمياء عن خداعه لها وهو اعطي لعمها الأرض بالفعل دون أن يخبرها وخدعها طوال تلك الفتره
لتنظر له بتأهب وبجراه تقف أمامه مهدده : مفيش حاجه هتتقفل ....ولا عاوز تسكتني زي ما سكتني طول الفتره اللي فاتت وانت اديته الأرض ومكنتش راجل اد كلمتك معاي.....لم تكمل كلمتها بينما اخرستها تلك الصفعه التي هوت علي وجهها من يده التي ضمها مهران الي جانبه بغضب شديد من أنه لم يستطيع السيطره علي غضبه ولكن عن أي سيطره يتحدث بينما ألقت إليه تلك الكلمات القادره علي فك عقال اي أعصاب
وضعت فيروز يدها علي وجهها للحظه تستوعب صدمه أنه قد رفع يداه عليها قبل أن تنهمر الدموع من عيونها التي أرسلت له عتاب شديد زاغت عيونه منه وهو يندفع خارج الغرفه صافقا الباب خلفه بغضب ...
......
........
هتفت ياسمين :صالح افتح الباب
وقف صالح أمام الباب وهو يجاهد الم ساقه هاتفا : مش هسيبك تبعدي عني يا ياسمين
هتفت ياسمين بكمد : مبقاش ينفع ياصالح ...لو سمحت خلينا ننهي اللي بينا بتفاهم
هز راسه برفض : مستحيل ....ياسمين اصلا انتي ازاي تفكري كده
نظرت له بيقين : عشان ده الصح واللي المفروض يحصل ... بأي حال من الأحوال مينفعش نكمل مع بعض
اوما صالح لها بتفهم : ياسمين انا عارف انك زعلانه مني وحقك بس كمان حقي تسمعيني
اشاحت ياسمين عيونها عنه هاتفه بقهر : عرفت ياصالح انت اتجوزتها ليه وعشان كده بقولك لازم ننفصل
نظر لها صالح باستنكار بينما عرفت سبب زواجه بتلك الفتاه : يعني ايه ؟!
قالت ياسمين باعتراف : انت اتحملت حاجات كتير بسببي
تنهدت وتابعت وهي تنظر إليه : صالح انا واخده القرار ده ومش هرجع فيه بس كنت مستنيه انك تتحسن
نظر لها بعدم تصديق : للدرجه دي عاوزة تبعدي عني
خفضت ياسمين عيونها قائله : كفايه اللي حصلك بسببي
امسك صالح بكتفها وقال برجاء : ياسمين متعذبنيش اكتر من كده .....انا غلطت في حقك بس الظروف كانت اقوي مني بس ده ميعفينيش من الذنب اللي عملته في حقك
غص حلق ياسمين هاتفه : الظروف دي ظروفي انا .....
انا هفضل حياتي كلها ادفع تمن ماضي امي وأبويا وانت دفعت التمن ده معايا وكفايه عليك اوي كده
نظر لها صالح برفق وهو يهز رأسه :لا يا حبيتي انتي اتظلمتي مننا كلنا وانا اول اللي ظلموكي بس انا بحبك والله بحبك ومقدرش اعيش من غيرك .....ازدادت نبرته رجاء وهو يتابع : انا بحبك يا ياسمين ....ومفيش كلام اقدر اعتذر بيه عن غلطتي
هربت ياسمين بعيونها من رجاءه الذي اخترق قلبها ليتابع صالح : متبعديش عني يا ياسمين ... بعدك والموت واحد
حاولت ياسمين التمسك بموقفها بينما تهرب بعيونها من عيناه : مش هقدر ياصالح .....
جذبها صالح اليه وسرعان ما انقض علي شفتيها بقبله عاصفه بعد أن هتف باستماته : وانا مقدرش اعيش من غيرك
...........
..
تغيرت ملامح مهران الذي عاد إلي الغرفه بعد أن حاسب نفسه علي خطأه بحقها مهما كان تبريره أنها من دفعته ليجد فيروز تضع وشاح راسها حول وجهها الباكي
نظر إليها وقد ارتدت ملابسها ليسألها بحاجب مرفوع : انتي رايحه فين ؟!
مسحت فيروز دموعها من فوق وجهها ولم تقل شيء بل جذبت حقيبه يدها واتجهت الي الباب ليوقفها مهران الذي توقف امامها مزمجرا بصبر نافذ : وبعدين معاكي يا بنت الناس ....ليه مصممه تطلعي الوحش اللي جوايا
نظرت له فيروز بعتاب امتزج بهجومها الحاد : انا ولا هطلع من جواك وحش ولا حلو ....انا ماشيه
سارت خطوه مبتعده ولكنها وجدت يد مهران تمسك بذراعها بقوة لينه يوقفها بينما يسألها بتحذير : ماشية رايحه فين ؟!
انفلتت أعصاب فيروز لتقول بقهر ودموع بينما لم تتخيل بيوم أن يضربها : ماشيه في داهيه ولا عاوزني اقعد معاك بعد ما مديت ايدك عليا
احتقن وجهه مهران الذي زفر الهواء من صدره وجذبها من ذراعها الذي يمسكه بيده ليوقفها أمامه ويرفع وجهها الذي اكتسي بالحمرة والدموع : ماشي يا فيروز عندك حق انا غلطت لما مديت ايدي عليكي بس انتي مغلطتيش لما قولتي عليا اني مش راجل
هزت فيروز راسها ببكاء : انا مقولتش كده
نظرت لها مهران بحنان بينما شعر بالضيق من نفسه لأنه ضربها : امال قولتي ايه ؟!
مسحت فيروز دموعها بظهر يدها قائله : قولت انك مكنتش اد كلمتك اللي انت اديتهالي في موضوع الأرض ده
تنهد مهران بضيق قائلا : اهو اللي حصل يافيروز ...وقتها الحاج كان ادي كلمه لفاروق وانا مينفعش اكسر كلام ابويا
انفلتت الكلمات من شفاه فيروز بعتاب : إنما تقدر تكسر
قلبي انا
دون أرادته داعبت ابتسامه حانيه شفتيه ليحيطها بذراعه وهو يهتف بها بحنان : سلامه قلبك
حاولت فيروز ابعاد ذراعيه من حولها : اوعي كده ....
هز رأسه وتابع احتضانها ولكنها لم تستسلم لتبعد ذراعيه عنها مزمجره : مش هتضحك عليا تاني
رفع حاجبه : انا بضحك عليكي
أومات بعناد وهي تحيط صدرها بذراعيها : أيوة زي ما ضحكت عليا في موضوع الأرض
هتف بدفاع عن نفسه : قولتلك علي اللي حصل وقتها وعوضتك بتمن الأرض
هتفت فيروز بعنفوان : انت عارف كويس اوي أن انا مش فارق معايا الفلوس وانا اصلا مطلبتش منك اي فلوس وكل اللي طلبته كان الأرض وانت عارف كويس اوي ليه
تراجع مهران قائلا باعتذار مبطن : مقصدتش يا بنت الناس ... انا عارف انك مش بتتكلمي في فلوس
تنهد وتابع : الأرض دي شوؤم مش جاي من وراها الا المشاكل
نظرت له بينما يخبرها باقتضاب عن المشكله الأخيرة
لتهز فيروز راسها بغضب : مكانش كل ده هيحصل لو مكنتش اديته الأرض ..... عمي ده ظالم ومفتري وغدار إذا كان اكل حق ابويا تفتكر كان هيلتزم بكلمته معاك
احتقن وجهه مهران بينما كل كلمه نطقت بها كانت محقه بها ولكنه رجل في النهايه وله حدود في الاعتراف بخطأه وكانت كلمات فيروز التاليه تعفيه من الاعتراف بخطاه لتنظر له بجراه قائله : عموما انا مش هتدخل في شغلك تاني وده اعتذاري عن الكلمه اللي خرجت مني من غير ما اقصدها بس اعرف كويس اوي اني مش مسمحاك انك مديت ايدك عليا
.........
.....
تمهل جاسر بالسيارة بينما يتوقف أمام ذلك المطعم ويلتفت الي ماس قائلا : تحبي ندخل نتعشي ولا نطلب وناخد الاكل معانا البيت ...انتي بتحبي الفراخ من هنا
قالت ماس باقتضاب : براحتك انا ماليش نفس
هز رأسه بتساؤل : ليه ياماسه ...انتي ماكلتيش حاجه من بدري
هزت كتفها : عادي مش جعانه
هز جاسر رأسه قائلا بإصرار : معلش تعالي علي نفسك وكلي اي حاجه ...انتي خسيتي اوي الفتره دي
حاول تجاذب أطراف الحديث معها طوال جلستهم علي الطعام ولكن كل اجابتها كانت مقتضبة ولكن جاسر تابع الحديث ولم يتركها لصمتها : مسألتنيش يعني ياحبيتي
انا رجعت ازاي لشغلي ؟!
أراد مشاركتها كما اعتاد منها ولكنه لم يتوقع ردها الحاد لتقول ماس وهي تنظر إلي عيناه بعتاب قاسي وهي تهز كتفها متعمده البرود : عادي.... انت مشاركتنيش سبب نقلك فطبيعي مسألكش سبب رجوعك
تجمدت نظرات جاسر علي عيونها للحظه قبل أن يدرك الحقيقه التي تجاهلها أو ربما لم يحسب حسابها من البدايه وهي أن بداخلها ما تزال لم تصفي له ابدا وهاهي ستبدأ بمعركه خفيه تجرحه بها كلما أتت لها الفرصه
ليسود الصمت بينهما حتي عودتهم الي المنزل
تركها تسبقه بينما اخذ يحمل الحقائب ويصعد بها وكلماتها تطحن عظامه ...فهي محقه ولكنه لم يعتاد منها علي هذا ....اعتاد أن تنسي وتسامح وينتهي ولكن هاهي تحمل في قلبها عتاب منه لايعرف مقداره وكل ما عليه هو انتظار عقابه .....
لم تفكر ماس بشيء ولم تسمح لقلبها بمعاتبتها فهي لم تخطيء بشيء ....كلامها مجرد رد فعل بسيط علي أفعاله فلماذا تشعر بالذنب ؟!
لماذا دوما نضع اللوم علي أنفسنا في رد فعل بينما من قام بالفعل لا يتلقي اي لوم من نفسه .....دخلت الي الفراش واولته ظهرها لتنفلت تنهيده من صدر جاسر الضائق بينما بالفعل عجز عن اختراق هذا الجدار الذي تشيده حولها في وجهه ولا تسمح له بأي فرصه ليقول برفق وهو يديرها إليه : ماسه حبيتي انا بحاول نرجع زي زمان وانتي مش مدياني أي فرصه ...
امسك بذقنها ليجعلها تنظر إليه بينما يقول بعتاب : انتي مبقتيش تحبيني زي الاول ياماس
عمرك ما كنتي قاسيه عليا اوي كده ...عمرك ما كنتي في حضني من غير ما تحسي بيا ....عمرك ما كنتي بعيد عني اوي كده
غص حلقها بينما توافقت كلماته مع شعورها بالذنب لأنها مازالت لم تسامحه وهو يفعل معها كل هذا ويسير بكل السبل لينال صفحها ولكنها اعترفت أنها لا تستطيع وليس لا تريد لتلمع الدموع بعيونها دون ارداتها وهي تعترف :
مش عارفه ارجع زي زمان
نظر لها بحنان وهو يمسح دموعها : حاولي .... اللي حصل ده أراده ربنا وملناش يد فيه .... انا زعلتك وعارف ده كويس بس اللي حصل كان غصب عني وعمري ما تخيلت يوصل بينا لكده .....تنهد بضيق بينما جاش صدره باحساسه بالذنب ليتهرب منه بينما يمسك وجهها بين يديه وينظر الي عيونها : ماسه انا وانتي اتخانقنا كتير اوي قبل كده وانتي اتحملتي مني كتير مش هنكر
بس انا عمري ما فكرت ااذيكي بزعلي منك ...كل اللي عملته اني اخدت جنب لغايه مااهدي وعمري ما تخيلت اني اكون سبب في حاجه وحشه تحصلك
.....جذبها ليقبل راسها ويقول برفق وهو يربت علي ظهرها : متزعليش مني وانسي كل اللي حصل وخلينا نبدا صفحه جديده
........
...
صفحه جديده ام عوده لاستكمال مسيرة الحياه التي لا تتوقف ....لم تعد تعرف ماس بينما شيء بداخلها تمسك بكلماته وكأنها طوق نجاه من وجع جروحها يشد من عزيمتها لتخرج من ظلمه انكسارها وتعود لتقف ولكن شيء آخر كان مازال بداخلها متعلق بالماضي ويضيء بانذار بالخطأ أن تجاوزته وارتضت بكلمات منه مازالت لم تواجهه تلك الكلمات التي بكل مره تعجز عن قولها بعد أن عادتها الآلاف المرات بداخلها بانتظار المواجهه التي لا تعلم الي متي ستؤجلها بهروبها متعلله أنها لا تستطيع الان ولاتجد بنفسها القدره عليها ..... تنازعت ما بين قضبين متنافرين أحدهما يجذبها إليه ويعدها بأنوار مشرقه ويخبرها بأن مامضي قد مضي وانتهي الي زوال والآخر يجذبها إليه أيضا ويعدها بظلام ستعود إليه مره اخري مع اول خلاف بينهم لتقف بالوسط بضياع لا تعرف أين تضع قدمها بالرغم من أنها بأفعالها كانت تسير باتجاه البدايه الجديده ولكن عقلها ظل متوقف رافض بدايه جديده علي أنقاض لم تزال بعد !!
مر اليوم التالي ثقيل للغايه عليها بينما واجهت قهر ودموع والدتها ومواساه ابيها واخيها محمود وانضمت لهم ماجده بينما زيدان لم يحتمل رؤيه ما اقترفته ابنته من آثام بحق تلك الفتاه فلم يحضر ولم يستطيع رؤيه وجع ماس التي حاولت اخفاءه بجداره وهي ترسم الرضي وتقبل ما حدث ولكنها لم تدرك مقدار ضغطها علي نفسها والذي اضافته لكل ما تحملته سابقا من جبل فوق ظهرها المتألم من ثقل ما تحمله .....قلبها وعقلها وجسدها يصرخون طالبين الانفجار بوجعها وهي مازالت تتظاهر بالقوة التي حطمت كل ما بداخلها حتي أصبحت خواء ....!
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Romanceتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...