روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت ياسمين الباب بلهفه لصالح الذي تفاجيء بها تلقي نفسها بحضنه وتغيب بنوبه بكاء ....عقد حاجبيه بقلق شديد ليسألها بصبر نافذ قلقا عليها لرؤيتها بتلك الحاله : ايه اللي حصل ؟!
حاولت ياسمين أن تهديء من نوبه بكائها وهي تخبره بما حدث بسبب خوفها الشديد من عوده ذلك الكابوس لحياتها فلم تخجل من إظهار ضعفها وهي تنهي حديثها بينما ترتجف : انا خايفه ....خايفه اوي ياصالح ...مش عاوزة ارجع له تانى
ربت صالح بحنان علي كتفها وظل بجوارها وقت طويل حتي هدأت ليقول اخيرا : اهدي ومتخافيش مش هيقدر يقرب منك
هزت راسها ببكاء : قرب ياصالح ....قرب وشوفته ...لسه زي ماهو بيهددني ...
نظرت لصالح بعيون غائرة بالدموع : هددني بيك ....بابا سلمني له ياصالح. ..انت متخيل ؟!
يتخيل بالتأكيد أن رجل مثله قد يفعل أي شيء من أجل صالحه كما يفعل أبيه بالضبط معه ليتنهد ويتابع لمسته المهدئه علي كتفها لتقول ياسمين بصوت متقطع : لولا مكرم وصل مكنتش عارفه ايه اللي كان ممكن يحصل ليا
ابعد صالح يده ببطء عنها وقد عادت له مشاعره الغاضبه ليقول بتمهل وهو يتطلع لها : انا مش قولتلك مش عاوز ليكي علاقه بواحد زي ده
قالت ياسمين بدفاع عن مكرم : ده هو اللي انقذني ياصالح
هز صالح رأسه : مكنش ينفع من الأساس تروحي لعماد من غير ما تقولي ليا
نظرت ياسمين له وهي تمسح ما بقي من دموعها : روحت عشان عبد الرحمن .....موتت من القلق لما ملقتهوش في المصحه
اوما صالح في محاوله منه لتجاوز الأمر : ماشي يا ياسمين بس بعد كدة ياريت متتصرفيش من دماغك وتقولي ليا علي كل حاجه .... ادي انتي شوفتي لما خبيتي عني ايه اللي حصل زمان
.........
...
نظرت مي لمالك بدهشه بينما استمع اليها الي النهايه ولم ينفعل عليها بل تفهمها بهدوء ليقول برفق بعد أن انتهت : معلش يا مي ...عمي اكيد شاف الصح
افلتت الكلمات الهجوميه من شفاه مي : يعني ياخد فلوسي ويديها لجاسر
قال مالك بهدوء وهو يهز رأسه : وهو جاسر يبقي مين ....اخوكي صح
هزت مي راسها علي مضض ليربت مالك علي خصلات شعرها وتابع : واخوكي كان محتاج الفلوس دي
مجددا عادت نبرتها الهجوميه : انت بتقول كدة عشان اختك
نظر لها مالك بعتاب : تاني يا مي ....تاني هتحطي ماس سبب لأي حاجه تضايقك
هزت مي راسها وقالت باعتذار لحظي لم ينبع من داخلها ولكنها نطقت به حتي لا تحدث مشكله بينها وبين مالك خاصه وهو يستمع لها الآن ولم يغضب منها كما توقعت
: مش قصدي
اوما مالك ليقول بعقلانية : بصي يامي ...ماشي مش هقولك متزعليش بس موضوع الفلوس ده لو فكرتي فيه بهدوء مش هتزعلي عشان اولا دي فلوس باباكي وثانيا الفلوس مراحتش لحد غريب ...ده اخوكي
أومات مي وهي تخفي عدم اقتناعها ليبتسم مالك لها قائلا : وياستي انا هعوضك
نظرت مي له بعدم تصديق بينما خالف توقعاتها بموقفه المتفهم لتبتسم له بدلال : هتعوضني ازاي ؟!
ابتسم مالك لها قائلا : انتي مش كان نفسك في عربيه ؟!
أومات مي بحماس ليقول مالك : هجيبلك عربيه
اتسعت عيون مي بعدم تصديق : انت بتتكلم جد
اوما لها : أيوة يا حبيتي ....هجيبلك عربيه صغيرة بالتقسيط ولما ربنا يكرمني هجيبلك واحده اكبر
ابتسمت مي له وسرعان ما احتضنته ليربت مالك علي كتفها ويقبل وجنتيها متنهدا فكم يريد أن يبعد تلك الغيرة عن قلبها لتعود الفتاه التي أحبها وهاهو بدأ خطوة في مراضتها ...بينما مي لا تنكر أن رد فعل مالك الهادئ هديء من غيرتها
..........
....
زفرت فيروز بينما تتحرك ذهابا وايابا في أرجاء الغرفه بينما تنظر إلي هاتفها كل بضع دقائق لتري كم تأخر الوقت وهو لا يجيب علي مكالمتها ....عادت لتزفر من جديد وهي تفكر بضيق أنها لم تفعل شيء خاطيء ليأخذ منها موقف ....جذبت عباءتها ووضعتها فوق ملابسها واتجهت باندفاع الي باب الغرفه وقد اتخذت قرار متهور ولكنها مقتنعه به كما هي مقتنعه أنها لم تفعل شيء خاطيء لذا ستنزل الي عمران وتتحدث معه وتخبره بكل ما حدث لتبريء نفسها ....أومات لنفسها بموافقه علي قرارها وهي تغادر الغرفه متجهه الي الدرج لتتفاجيء بمهران امامها ...
تراجعت للخلف حينما كادت تصطدم به لينظر لها مهران بدهشة : في ايه ....انتي رايحه فين كده ؟!
حمحمت فيروز وقالت بصراحتها المعهودة : كنت نازله لوالدك
عقد حاجبيهاد باستفهام : ليه ؟!
هزت كتفها وقالت بتلقائية : كنت عاوزة اشرح له اللي حصل
ازدادت عقده جبين مهران باستهجان : تشرحي له ايه ؟!
هزت فيروز كتفها قائله باقتناع : اشرح له اللي حصل ....واللي الست دي عملته ....واضح اوي أن والدك واخد مني موقف فمش هستبعد أنها قالت له حاجه وحشه عني وعشان كدة قولت انزل اتكلم معاه
تنهد مهران بغضب بينما تعب حقا من اندفاعها وعدم تفكيرها بعواقب قرارها أو حتي استشارته قبل أن تفعل شيء كهذا ليقول بصوت منفعل : هو انتي مفيش فايده فيكي
عقدت فيروز حاجبيها باستنكار لغضبه : وانا عملت ايه ؟!
قال مهران بانفعال : برضه بتتصرفي بدماغك
عقدت فيروز حاجبيها بانفعال وقالت بدفاع عن نفسها : وايه اللي قولته غلط ؟!
امسك مهران ذراعها وأخذها الي الغرفه هاتفا بحده : كلامك كله غلط....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بعصبيه :: انا حذرتك وقولتلك مش عاوز مشاكل في البيت وانتي مصممه
قالت باستنكار غاضب : وهو انا اللي عملت المشاكل ولا الست دي
هتف مهران بنفاذ صبر : قولتلك مالكيش دعوه بيها ولو ضايقتك انا هتصرف...حصل ولا لا
اشاحت فيروز بوجهها بغضب : انا ماليش دعوه بيها وهي اللي طول الوقت بتعمل معايا مشاكل
انفلت لسان مهران بنفاذ صبر : ايا أن يكن انتي لازم تسمعي كلامي
استهجان شديد نظرت فيروز به الي مهران الذي كل ما فكر به بتلك اللحظه أن تتحدث مع أبيه كما تريد فيجرحها بكلمه خاصه وهو غاضب منها وتفتعل مشكله باختيارها توقيت خاطيء للحديث وها هي لا تفكر بشيء من هذا ولا بعواقب اندفاعها ....
حاول مهران التحدث معها مجددا ليمسك ذراعها يوقفها حينما تحركت : فيروز
أبعدت يداه عن ذراعها بجفاء هاتفه : فيروز ايه ....في لسه عندك أوامر تانيه ؟!
نظرت له بغضب وتابعت هجومها بدون تفكير في كلماتها : كمل أوامرك ....ماهو انت شاريني بفلوسي أنهت كلماتها التي استنكرتها كل ملامح مهران واندفعت خارج الغرفه ونزلت الي الحديقه تجلس بها بصدر ضائق فهو مثله مثل الجميع لا يهتم بشيء إلا تنفيذ كلمته ...
............
....
نظرت ياسمين بعتاب الي صالح : هو انت مش قولتلي ننسي اللي فات ...ليه جاي تأنبني وتفتح الكلام تاني فيه ؟!
رفع صالح حاجبيه قائلا : انا مفتحتش كلام في اللي فات إلا بسبب تصرفاتك ...انا بس حبيت افكرك
انفلتت الكلمات من شفاه ياسمين التي امتليء حلقها بالغصه : مش ناسيه ياصالح ....مش ناسيه حاجه من اللي حصلت ليا
انفعل صالح ليقول بعصبيه : وكل اللي حصل مكانش هيحصل لو كنتي من الاول صارحتيني بكل اللي حصل
وادي انتي بتكرري غلطتك تاني وانتي جايبه الراجل ده لغايه البيت
هزت ياسمين راسها بشتات بينما لا ينفك يعود لإلقاء الاتهامات عليها : راجل ايه ....بقولك انقذني يا صالح ...
اشاح وجهه بغيرة واضحه : وهو عرف مكانك منين اصلا ؟!
قالت بتلقائيه : بيراقب زياد .... معرفش ومش فارق معايا حاجه إلا أنه انقذني
احتدمت نبره صالح من دفاع ياسمين عن مكرم : انا بقي فارق معايا
غص حلق ياسمين بينما عاد مجددا لا تهامها لتسأله بعتاب : فارق معاك ايه
احتدمت ملامح صالح الذي خانته قوه تحكمه في أعصابه من الضغط الذي يتعرض له بسبب أبيه : فارق معايا اني مش كل ما اقفل باب تفتحتيه ...... اتصرف مع زياد ولا عماد ولا كمان سي مكرم اللي زاد عليهم
انصدمت ملامح ياسمين بينما تري انفجاره وضيقه بحملها الثقيل عليه لتتكور قبضتها فوق ساقها بينما شعرت كم أثقلت كاهله بمشاكلها
لتعتدل واقفه وتتطلع له قائله ببطء ممزوج بانكسارها : عندك حق ....انا حملتك كتير فوق طاقتك
التفت لها بعصبيه : انا مقولتش كدة
هزت ياسمين راسها وحبست دموعها خلف جفونها : مش لازم تقول ....كفايه ياصالح. ....كفايه عليك لغايه كدة ...
..........
....
وقف مهران في الشرفه يدخن سيجاره ويتطلع الي فيروز التي جلست بعناد حتي منتصف الليل بالحديقة ليزفر ويسحق سيجارته ثم يتجه الي الداخل ويقاوم رغبته بالنزول إليها فهي عنيده مندفعه وهو قد قارب صبره علي النفاذ ....ما المشكله في أن تتجنب المشاكل التي بلا داعي كما يفعل هو ....فهو شخصيه انفراديه هادئه لا يتدخل بمشكله إلا حينما يكون مضطر فلن يندفع خلف تصرفات زوجه ابيه التي ستهدا غيرتها من زوجته الجديده لاحقا ويعود للمنزل سكونه كما اعتاد ....
حاولت فيروز مقاومه لسعه البرد التي تشعر بها وهي تتظاهر بقوة زائفه أنها لا تشعر بالبرد وتستطيع الاحتمال أكثر تلك القوة التي دوما ما تتحلي بها لتقنع نفسها انها علي صواب ولكن للأسف تلك المرة لا تصل لنفس قناعتها إنها فعلت الصواب لأنها باختصار لا تدري ان كانت علي صواب أو خطأ ...أنها فقط تأخذ موقف فسرته بضيق من نبرته وحديثه وحاولت أن تلغي ما ادي الي هذا الموقف بينهما مثلما فعلت مع والدتها حينما اخذت منها موقف ولغت ما ادي الي هذا الموقف ومع هدوء وصفاء سماء الليل حولها وجدت عقلها يتجه بصفاء لأول مرة لتقييم تلك المواقف التي مرت بحياتها مؤخرا واهمها هو موقفها من والدتها الذي أخذته بعناد ورفض لتبادل الاماكن لتصدر حكم مجرد علي امراه لم تكن تملك أي حيله او قوة لمواجهه الحياه سوي ما فعلته ....انصدمت حقا من الوصول لتلك النتيجه والتي جعلتها تيقن أنها حتي ولم لم تكن تفعل نفس ما فعلته والدتها إلا أنها كان عليها أن تلتمس لها العذر فيما فعلته من اجل حمايه أبنائها ....وصلت بصفاء ذهن بالرغم من غضبها الذي كان يحركها في البدايه الي تلك النتيجه ولكنها عجزت عن الوصول لنتيجه صافيه بموقفها مع زوجها .....توقفت عن التفكير واعادت تلك الكلمه التي لم تعتاد عليها فهو حتي الآن بالنسبه لها مهران ...مهران الرجل الذي جعل حياتها في توقيت كانت ضائعه به مشتته ووجدته يوم بعد يوم يحاول الوقوف بجوارها بكل مواقفه والتي لابد أن تجعلها غير ناكرة لفضله عليها ولذا يجب أن تتخطي موقفها معه ولكن ليست تلك شخصيتها وليس هذا ما تريده أن تتجاوز فقط ردا للجميل بل أن تتجاوز عن اقتناع لذا فهي ستجد تلك القناعه لديه كما اعتادت ....عليها أن تتحدث معه بهدوء أكثر لتعرف سبب صمته علي تصرفات زوجه ابيه الكريهه ....
استسلمت واعترفت أنها تشعر بالبرد تماما كما اعترفت انها مخطئه باندفاعها لذا كانت أول خطوة سهله وهي الذهاب للدفء بالداخل ولكن الخطوة القادمه هي الأصعب وهي الحديث معه بهدوء اعتادته منه ولكن الآن عليها هي أن تأخذ تلك الخطوة ....
فتحت باب الغرفه ودخلت بهدوء حينما وجدته نائما ليتشح وجهها بقليل من الضيق بينما ضاعت فرصتها كما ستضيع شجاعتها التي حاولت استجماعها أن انتظرت للغد ولكن عليها أن تنتظر ...
شعر مهران بخطواتها الهادئه تتحرك بالغرفه ولكنه لم يتحرك وظل مغلق عيناه بينما يدرك نفسه جيدا والان قد بات صبره علي وشك النفاذ لذا الصمت افضل حتي يستطيع الحديث افضل معها دون غضب. ..
استبدلت فيروز ملابسها ووقفت بحيره وسط الغرفه تتردد في الذهاب الي النوم بجواره ولكنها مجددا استجمعت شجاعتها لذا ذهبت الي طرف الفراش الآخر ودخلت إليه بهدوء شديد ....
.........
...
بخطاه القويه الواقع دخل مهاب الي ذلك الرواق الطويل الذي امتدت المكاتب علي جانبيه وقد انتبه الجميع لوجوده .... كان يهز رأسه بايماءه الي من يلقي عليه التحيه حتي وصل إلي مقصده .... فتح مكتب ماس
ليدير رأسه في أرجاء الغرفه وسرعان ما يكلل الغضب ملامحه حينما سال عن ماس وأخبرته ساميه انها إجازة
ليهدر بانفعال واضح : اجازة ايه...انا معنديش علم بأنها هتقوم بأي إجازة
صمتت المراه واحتقن وجهها بينما بدأ مهاب بتوبيخها ..... ايه يا مدام ساميه التهريج ده ؟!
ريم اجازة طويله وماس اجازة متعرفيش عنها حاجه ....ده استهتار ....تعالت نبرته بينما يتابع :
بلغي ال hr خصم عشر ايام للاتنين
أومات ساميه دون نقاش ليتابع بسخط : وبعد كدة حضرتك هتنضمي للخصم زيهم لتقصيرك في اداره المكان
أومات ساميه دون نقاش : متأسفه يافندم
اوما مهاب بوجهه منفعل ليتابع : بكرة الصبح الاقي الموظفين علي مكاتبهم وتبلغي ماس أنها قبل ما تاخد الإجازة تكون مقدماها ليا انا شخصيا وتكون لسبب مقبول
أومات ساميه ليتابع بلهجه أمره قبل أن يغادر المكتب : اتصلي بيها حالا وبلغيها بقراري
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Romanceتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...