الفصل السادس عشر

38.7K 1.9K 170
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

أسرعت ماس تترك ما بيدها وتتجه الي نداء جاسر الذي وقف بمنتصف الغرفه ممسك بيده هذا المغلف بينما تكاد النيران تخرج من أذنيه منذ أن قرء تلك الكلمات .....
: نعم يا حبيبي
رفع إليها المغلف هاتفا بصوت حاد : ايه ده ؟!
نظرت ماس الي المغلف الذي امسكه جاسر بأصابع حانقه لتجيب بعفويه : اه يا حبيبي ده مستر مهاب بعته ليا يعني مكافاه او تقدير حاجة كدة .... كنت هوريهواك بس نسيت خالص
رفع حاجبه بانفعال : وهو يبعتلك حاجة زي دي ليه
هزت كتفها : قولتلك تقدير ...يعني علي شغلي الفتره اللي فاتت ...
قاطعها بغضب :  وانتي ازاي تاخدي منه هديه
عقدت حاجبيها بتوضيح بينما بدأت تري غضبه : مش هديه اوي ياجاسر عادي بعتها مع السكرتيرة وانا   اتحرجت ارفض .....ده مديري
صاح بعصبيه واضحه : يكون زي ما يكون .....انا عاوز افهم انتي ازاي تاخديها
انفعلت ملامحها من عصبيته لتقول : عادي ياجاسر كنت اعمل ايه .....قاطعها جاسر بغضب مزمجرا :
بطلي كلمه عادي عشان مش عادي ابدا تاخدي هديه من راجل غريب
هتفت بانفعال شديد : راجل ايه ياجاسر....؟!
بقولك مديري وبعدين الراجل كلامه مفيش فيه اي حاجه وذوق جدا
احتقن وجهه بالغيرة و قاطعها : متتكلميش عنه
زفرت ماس بينما من وجهه نظرها لا تري سبب لكل تلك العصبيه من موقف حرج تعرضت له : جاسر اهدي انت بتكلمني كدة ليه....؟!
قال وهو يحاول السيطرة علي انفعاله :
عشان مش طبيعي اكون هادي وانا شايف مراتي واخده هديه من واحد تاني وبتقولي عادي
احتقن وجهها بالغضب بينما لا يكل ولا يمل من غيرته الهوجاء لتزفر بضيق قائله : طيب مش عادي ياجاسر...... ايه كنت اعمل ايه ؟! 
القي المغلق بحنق علي الفراش مزمجرا بلهجه أمره : بكرة ترميها في وشه والموضوع ده ميتكررش
عقدت حاجبيها ليندفع خارج الغرفه فلحقت به هاتفه باعتراض علي ماقاله
جاسر ارمي ايه ....بقولك ده مديري
أشار بها بحزم وهو يتمسك بصعوبه باعصابه .....
ماس انا كلامي خلص وياريت نقفل الكلام كدة عشان مفقدش اعصابي وترجعي تزعلي
نظرت له بضيق وامتليء فمها بالكلمات لتقول باعتراض :
الكلام مخلصش
اسار لها بنبره قاطعه : بالنسبه ليا خلص ....
نظرت له بضيق شديد ليندفع الي الشرفه يخرج سيجارة يحرقها بين شفتيه بحنق هاهو يجاهد الا يعميه دخان غيرته ويحاول الحديث بهدوء وصبر ليتها تفهم وتري جهده في التحكم بغيرته التي أشعلت أعصابه ......ماذا يعني أن يهدي رجل آخر شيكولاته لزوجته ...؟!
ليتذكر هيئته وتجوب برأسه الآلاف التخيلات عن المديرين أمثاله من يتلاعبون بالفتيات الصغيرات الطموحات كزوجته ليظل يدخن سيجارة تلو الأخري وهو يحاول نفث كل غضبه بها بدلا من إخراجه بماس التي
جلست بغضب شديد تهز ساقها بينما لاتدري ماذا فعلت ؟!
.....لا تستطيع أن تفكر بمنطقيه الرجال عن الغيرة ....لا تري أنها فعلت شيء خاطيء بل تراه كعادته يحاول أن يتحكم بتصرفاتها .....
دخل جاسر بعد نصف ساعه لتعتدل ماس واقفه وتقول باقتضاب وهي تتجه الي غرفتها :  العشا جاهز
أوقفها بينما يري ما انتوته من اخذ موقف منه : وانتي مش هتأكلي
هزت راسها دون النظر اليه : مش عاوزة
....سارت بضع خطوات ليوقفها : ماس
توقفت لتنظر اليه دون قول شيء ولكن ملامح وجهها الغاضبه قالت الكثير ليزفر جاسر بحنق قبل أن يتحدث بإشارة واضحه لها :   بصي لتصرفاتك وشوفي مين اللي بدأ الخناق
قالت بهجوم : انت اللي بدأت
هتف بدفاع عن نفسه قائلا من بين أسنانه : بناء علي تصرف معجبنيش ومع ذلك بلعتها وسكتت
التفتت له بانفعال وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : وانا مش بالعه التحكم بتاعك ده
رفع حاجبه باستنكار : تحكم
أومات بسخط : اه تحكم ....وأوفر كمان
رفعت عيناها إليه بهجوم : هو انت لو حد من زمايلك مش مديرك عمل كدة كنت هعمل ...قاطعها بغضب سرعان ما اشعلته :
ماااس خلصنا متفتحيش في الموضوع تاني .......نظر في عيونها لتري مقدار الثورة بداخله التي يحاول السيطرة عليها بينما يقول : واه ياماس .... لو مدير قدم ليا هديه من غير داعي هرفضها
تعلثمت الكلمات بحلقها من إجابته القاطعه لتبعد عيناها عن عيناه قائله بدفاع عن وجهه نظرها : هتحرج اعمل كدة ....
نظر لها جاسر بعتاب لاذع : خايفه علي مشاعره اكتر مني
هزت راسها سريعا : اكيد لا بدليل أني مخبتش عليك
ولولا مكالمه مي كنت هقولك
اوما جاسر متنهدا : وانا خلاص مسألتش ولا حاسبتك وقفات الموضوع ...... يبقي نعدي الموضوع وياريت تنفذي كلامك
شدد علي كلماته وتابع : مديرك عاوز يكافئك يكون في حدود الشغل مش بالشكولاته
..........بالرغم من حديثه المنطقي الذي نهي به كلماته إلا أن شيء بداخلها جعلها تتمسك بوجهه نظرها أنها لم تخطيء لذا
صممت علي أخذ جنب منه لتوليه ظهرها وتنام وجاسر لم يعترض ولم يجادل بالرغم من أنه شعر بالضيق أنها من افتعلت  المشكله وتمسك هو بهدوئه بالرغم من نيران الغيره التي تأكل قلبه وهو يتخيل نيه الرجل السيئه تجاه زوجته ليستند بظهره الي الوساده ويظل جالس بشرود بينما تركت له كامل الفراش واتخذت لنفسها مكان في نهايته مبتعده عنه ....
في الصباح كانت ما تزال تحمل نفس غضبها منه بينما لاتري سبب لكل ما حدث ..... أوقف جاسر السيارة اسفل عملها لتجذب حقيبتها بحنق وتغادر دون قول شيء ..
..........
.....
رفضت فيروز مغادرة غرفتها منذ الامس لتظل جالسه وحدها لاتفعل شيء إلا النظر في حاسوبها الي تلك الصور التي جمعتها بوالدها والتي جمعتها علي مدار سنوات حياتها بمختلف محطاتها ..... صورتها بالمدرسه والجامعة والتخرج ...كل صورة تحمل ذكري تشجيع والدها لها ....بحنين جارف مدت يدها الي تلك الشاشه تمرر أناملها فوق ملامح وجهه ابيها ...ذلك الرجل البسيط الذي ترك بداخلها كل ما هو جميل وفارقها برحيله ...... تشتت وضاعت كل أحلامها برحيله وبقيت تتنقل من سلطه الي سلطه أخري .....ستنتهي سطوة عمها عليها وتأتي سطوة هذا الرجل الذي سيتحكم بها وهي لم تنشأ علي هذا .....كان ابيها يعتبرها صديقته ولم يفرض عليها يوما أي قيد بينما لم تكن بحاجه الي قيود في ظل تربيه اب نتفهم مثله بالرغم من بساطه تفكيره ....ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفتيها وهي تتذكر كم بقي يدفع اقساط لهذا الحاسوب الذي طلبته منه بأول عام لها بالجامعه ولم يتواني عن إحضاره لها بالرغم من اعتراض والدتها لغلاء ثمنه .....تنهدت وتلتفت حولها قبل أن تخرج الي الشرفه تتطلع الي رحابه هذا المنزل الذي يمتلكه عمها دون أن يشعر بذرة تأنيب ضمير أنه أخذ حق أخيه والان يستخدمها لنيل باقي اطماعه ....تكرهه وتكره والدتها التي جعلتهم اسفل رحمته ....نعم تكرهها ولا تشعر بالشفقه عليها ...هكذا اعترفت دون أن تضع نفسها مكان والدتها قليله الحيله أمام قسوة الحياه .....
...........
.....
ابتسامه حالمه ظلت مرتسمه علي شفاه ياسمين وهي تتذكر كلماته أنه لن يتركها وسينقذها لتتخيل كيف ستكون ملامحه حينما يراها بعد هذه المده ....هل سيخبرها أنه اشتاق اليها كما كان يفعل دوما .....مررت يدها علي خصلات شعرها القصير تفكر ماذا لو كانت تركتها تطول كما كان يحب بينما بعد فراقهم قررت ألا تتركه يطول ابدا .....ترك بها الخيار تلك الليله أن تعود إليه وتترك كل شيء وهي قد فعلت ....تحدت ابيها وتركت كل شيء وعادت له لتجده يخبرها أنه لايريد فتاه مثلها بحياته ....تتذكر جيدا تلك الكلمات اللاذعه التي اخبرها بها والده لانه لايريد رؤيتها وحتي لم يكلف نفسه عناء المجيء ونطق تلك الكلمات لها ...لا تستطيع أن تنسي نظره رأفت الكارهه لها والتي اعتادتها دوما وتلك الليله أضاف إليها نظرات الانتصار بينما رضخ له صالح ولفظها خارج حياته كما اراد
(طبعا كنتي مستنيه صالح ...؟!
نظرت ياسمين الي والده بتوتر بينما تدرك كم يكرهها ويكره والدتها حتي أنها تخاف منه لتقول بتعلثم : انا
قاطعها رافت بإشارة من يده وتابع باقتضاب :
صالح مش جاي ومش هيجي .....
خرج صوتها بضياع : هو بعت حضرتك ؟!
اوما لها قائلا  : امال متوقعه منه ايه .... متوقعه اول ما تبعتي له رساله يجري ويجيلك .....نظر لها باشمئزاز وتابع بحزم : صالح مش عاوز واحده زيك في حياته لانه مش هيكون نسخه من ابوكي .....
لمعت الدموع بعيونها من كلمات هذا الرجل القاسيه والتي أعادت لها كلمات ابيها حينما صممت علي المغادرة ....لتتذكر كلمات عماد ( عمر ما هيكون ليكي مكان وسطهم يا ياسمين ولما تعرفي كدة وترجعي ندمانه مش هتلاقي الا حضن ابوكي ....انا مش هقف قصادك ولا امنعك تروحيله ....روحي بس عشان تتاكدي من كلامي ...)
نظرة اخيره رمقها رافت بها ليكمل وضع المزيد من القسوة علي كلماته ( علي فكرة ده مش كلامي ده كلام صالح )
عادت ياسمين من ذكرياتها لتهز راسها وتحاول الا تعود بتفكيرها الي تلك الأيام المؤلمه فما عاشته بعدها أكثر الناس وقسوه ....تسامحه عن كل شيء فعله بها فهو بشر وربما أدرك الآن خطأه ويحاول إصلاحه لذا هي تسامحه واتمني أن يسامحها هي الأخري علي عدم محاولتها مرة أخري واستسلامها ....!!
حاله من التصالح مع نفسها وصلت إليها بينما يكفي أن تخرج من هذا المنزل .... لاتريد أموال أو ثروة لاتريد شيء إلا أن تعيش بسلام ....
.........
...
فرك صالح رأسه بينما ينظر إلي جاسر الذي جلس بهدوء يرتشف قهوته يتابع كلماته : اطمن يا صالح ...الحل اللي انت شايفه من وجهه نظرك بسيط هو الحل الصح ....
اوقات كثيرة بيكون الحل البسيط هو الحل للمستحيل اللي محدش بيفكر فيه ....
اعاد فنجان القهوة الي طرف المكتب وتابع بشرح : يعني زياد ده مش متوقع ابدا أنها هتقدر في يوم تخرج وتقدم بلاغ ضده عشان كدة هو مطمن من ناحيتها وفي نفس الوقت حاطط كل احتياطه من ابوها اللي فعلا روحه في أيده عشان كدة مش هيعمل حاجه وزياد بس بيستخدمه ككارت ضغط عليها مش اكتر ....اخر نقطه هي اخوها وده فعلا جايز يكون الكارت الوحيد اللي في أيده .... لو نفذنا اللي اتفقنا عليه هيكون مفيش في أيده اي حاجه
نظر له صالح بقليل من الشك ليقول جاسر : متقلقش ...اهم حاجة هي توصل للباب اللي ورا وتخرجها منه وتسلمها ليا وسيب الباقي عليا
ظل صالح صامت يفكر ليقول مهران : يعني ياجاسر المحضر اللي هتعمله ده هيخليها تخلص منه
اوما جاسر : ده شغلي انا .... انا مش عاوز غير انها تخرج من البيت ده وتوصل مديريه الامن والباقي عليا
اوما صالح ليقول : جاسر انا مش عاوز حاجه تحصل لها
ربت جاسر علي يده متقلقش
أشار إليه وتابع  ...المهم جهزت مكان عماد
اوما صالح : اه
قال جاسر وهو يعتدل واقفا يبقي حالا تاخد مهران وتروح له وتنفذ اللي اتفقنا عليه وطبعا خدوا بالكم كويس احسن يكون زياد مراقبه
هز صالح رأسه : متقلقش هو رايح المصحه بتاعه عيد الرحمن زي ما قولتلك
: تمام ...يلا عشان تلحقوا تخلصوا الإجراءات
نظر مهران اليه : انت مش جاي معانا
هز رأسه قائلا : لا ...هعدي علي ماس أحدها ونروح
.......
...
تنهدت ريم قائله : بصي ياماس هو الموضوع ولا صح ولا غلط بس كمان موقف عادي جدا أن جوزك يعترض عليه
عقدت ماس حاجبيها بامتعاض : ليه بقي؟!
هزت ريم كتفها : بيغير وحقه
هتفت ماس باعتراض : مش حقه يتحكم في تصرفاتي يا ريم
قالت ريم بحياديه : ماس انتي عارفه اني بقول الحق ولو سألتي حد تاني هيقولك نفس الكلام
وبالفعل اتصلت ماس بوالدتها تخبرها بحنق بما حدث
لتجد هويدا تقول بهدوء نفس كلمات ريم : يعني ياماسه مقدرش اقول انه عمل حاجه غلط  .... جوزك وبيغير
هتفت ماس برفض بينما لا احد يري ما تراه : وانا عملت ايه ياماما ولا كان ايه اللي حصل ....مجرد تقدير بسيط وافته شيك من مديري ملهاش اي أبعاد تانيه عشان يكبر الموضوع كدة
أومات هويدا باتفاق : مختلفناش ياماس ...انتي صح وهو صح ...كل واحد شايف من وجهه نظرة وبصراحه هو  مكبرش الموضوع ونهاه انك ترجعي الهديه
: مينفعش ياماما ....ازاي ؟!
: يبقي من الاول كنتي بلباقه تخرجي من الموقف
فركت ماس وجهها بانفعال : ازاي ياماما بقولك مدير الفرع
: ياحبيتي وهو برضه راجل وممكن يكون نيته وحشه وبيحاول يحسخ نبضك
رفضت ماس تماما هذا الاحتمال لتتهكم : بعلبه شيكولاته
قالت هويدا بموضوعية : اهو ياماس تفكير الرجاله غيرنا ومهما كان ده راجل غريب منعرفش نيته انتي خلي تعاملك في حدود احسن
قالت موافقه : عامله كدة طبعا وبعدين ده عمره ما اتكلم معايا الا في شغل
: ماشي ياحبيتي طالما انتي مقتنعه بالحدود يبقي خدي الموضوع ببساطه ومتعمليش بينكم مشكله
زفرت ماس بضيق قائله بصدق لوالدتها : متضايقه منه عشان بيتحكم فيا ياماما
تمهلت هويدا في الاجابه بينما تدرك أن تلك المشاكل تقابل كل المتزوجين حديثا بينما يظن كل منهم أن الاخر يحاول فرض رأيه وتحكمه علي الاخر
: اسمعي ياماس ..اللي جاسر عمله ده مش تحكم ولا حاجه ....فكري بس من وجهه نظرة أنه بيغير عليكي عشانلو فكرتي فيها أنها تحكم وفرض رأي هتحسي فعلا بالخنقه وهتحسي أن جوازك منه قيد علي حريتك وده غلط
يا بنتي انا امك وخايفه عليكي متخليش سبب خارجي يضايقك ويغير علاقتك بجوزك .....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن