الفصل العاشر

38.5K 2.4K 221
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

قبل القراءة فين الفوتس وبعد القراءه فين رايكم
وسؤال صغير اعتقد ٩٠٪ منكم متابعين معانا في الجروب مش كدة يعني لو نزلت الفصل علي الجورب الاول ايه رايكم ...لان بصراحه مستخسرة اوي انزل بارت لقراء واتباد الصامتين و شايفه أن ذوقيا منهم بلاش يقروا اصلا ...

تقلبت ماس في الفراش بكسل حينما تعالي رنين المنبه صباحا لتشعر بذراع جاسر تحيط بها يضمها إليه بينما بذراعه الأخري يغلق رنين المنبه ....ابتسمت ماس وهي تندثر بين دفء احضانه ليحرك جاسر رأسه ويضعها بين ملتقي كتفيها يشتم رائحه شعرها الذكيه متمتم بنبرته الرجوليه من بين جفونه الناعسه : خليكي في حضني وبلاش شغل النهارده
لم تصمد ماس ولم تجد سبيل للرفض بينما رحبت بدفئه علي أن تقوم من جواره لتهز راسها وتغمض عيونها وتعود للنوم بينما قبل جاسر شعرها وازاد من التفاف ذراعيه حولها وعاد للنوم هو الآخر .....
...........
.....
دخلت تهاني الي غرفه ابنتها التي جلست بوجهه متجهم منذ الامس لتقول بامتعاض : هتفضلي قاعده تندبي كدة كتير ...؟!
نظرت بسمه الي والدتها هاتفه : عاوزاني اعمل ايه لما اعرف ان مهران ناوي يتجوز
قالت تهاني بغيظ : وانتي لسه هتعملي ..... اللي يتعمل كان يتعمل من زمان
نظرت بسمه بوجنه منتفخه الي والدتها : وهو مهران جديد عليكي ...ما انتي عارفه طبعه زفت وحتي مش بيتكلم معايا كلمتين علي بعض
لوت تهاني شفتيها متبرطمه : اهي جت يااختي اللي عرفت تتعامل مع طبعه الزفت ده
زمت بسمه شفتيها بحنق : هي مين دي يا ماما ...؟! تعرفيها ؟!
هزت تهاني راسها ونظرت بعيون متوعده : هعرفها .....
نظرت بسمه باستفسار الي نبره والدتها الغامضه : قصدك ايه يا ماما ؟!
قالت تهاني وهي تجذب ابنتها لتقوم من فراشها : قصدي تقومي من قاعدتك الشوم دي
هزت بسمه راسها : لا ياماما سيبيني ...مش عاوزة اقوم
هتفت تهاني : هتقومي وتنزلي تصبحي علي عمك وتفطري معاه زي كل يوم وبعدها .....
صمتت تهاني للحظات لتقول بسمه سريعا بترقب : بعدين ايه ؟!
ضحكت تهاني بخبث : بعدها هتظبطي نفسك علي الاخر عشان هنروح نشوف العروسه ....!!!
..........
....
خطت ليليان الي الخارج بينما تحمل بيدها باقي اطباق الأفطار الذي جهزته بوسط الحديقه حيث جلس صالح علي تلك المقاعد الخشبيه المتراصه اسفل بقعه ظليله
قالت والدته بابتسامه وهي تضع الاطباق علي الطاوله أمامه : صباح الخير يا حبيبي
ابتسم لوالدته ومد يداه يساعدها : صباح النور
تلتفتت حولها : هو رأفت فين ....ده كان هنا من شويه
قال صالح وهو يشير الي البوابه : خرج
عقدت ليليان حاجبيها : خرج من غير فطار
اوما صالح : اه ...مسعود اتصل بيه عشان يشوف المناحل
أومات ليليان لتقول بابتسامه وهي تجلس : يبقي ساعه وراجع....افطر انت وانا هبقي اجهز له الفطار تاني لما يرجع
اوما صالح لتمد ليليان يدها الي ابنها بالخبز ليضع صالح لقمه بفمه وسرعان ما يبدأ بارتشاف القهوة بشرود .... مرت يضعه ايام دون أن يستمع إلي أي شيء عنها .... ينكر ولن يعترف ابدا أن هذا هو سبب هذا الشعور بداخله لذا يتظاهر بأنه لا يسأل نفسه هذا السؤال بينما كان من حين لآخر اما يستمع إلي حديث والدته معها أو الي تلك الكلمات التي تنطقها والدتها أمامه دون أن تقصد مشفقه علي حالتها وما وصلت إليه .....نظرت ليليان الي شرود صالح لتقول برفق : مالك ياحبيبي ؟!
هز رأسه قائلا : ابدا ...
نظرت ليليان الي طعامه الذي لم يمسه : انت مأكلتش حاجة وسرحان
قال صالح وهو يهز كتفه : ابدا بس بفكر في الشغل ......التفت الي والدته متصنعا الحيرة حتي لا ينفلت من شفتيه أي تساؤل عنها
: انا وجاسر ومهران بنفكر نعمل مكتب استيراد وتصدير
قالت ليليان بسماحه : وماله يا ابني اللي يريحك اعمله
اوما صالح وعاد لشرودة الذي قاطعه دخول مها من تلك البوابه الحديديه الصغيرة ببدايه المنزل ......رفعت ليليان عيناها إليها لتتسع ابتسامه مها وهي تقول : صباح الخير
ابتسمت مها مرحبه : صباح النور يا حبيتي ..تعالي اتفضلي
اقتربت لتقول وهي تجلس بجوار صالح : بقولك صباح الخير ياصالح
قال صالح بنبره خاليه : صباح النور
جلست مها لتقول بوجهه مشرق وهي تشير الي الطعام :ده انا شكل طنط حماتي بتحبني
قالت ليليان بتأكيد : طبعا يا بنتي
نظرت إلي صالح بطرف عيناها لتري تقوس طرف شفتيه بحنق بينما لا تكف عن وضعه بوسط تلك التمثيليه التي تخبرها أكثر من مرة ان عليها أن تنتهي
قالت ليليان : يلا حبيتي افطري مع صالح وانا هقوم اعملك شاي
أمسكت مها بيدها سريعا ؛ لا ياطنط متتعبيش نفسك
قالت ليليان بحب : مفيش تعب
هزت مها راسها بإصرار : لا ياحبيتي اقعدي ارتاحي..انا فطرت من بدري
أمسكت بحقييتها وتابعت وهي تخرج تلك العلبه الانيقه : اتفضلي
عقدت ليليان حاجبيها باستفهام : ايه ده يامها
قالت مها بابتسامه : دي هديه بسيطه لحضرتك
نظرت ليليان الي تلك العلبه التي أخرجت منها هاتف احدث طراز : ده تليفون لحضرتك بدل بتاعك اللي اتكسر
عقد صالح حاجبيه والتفت الي والدته التي تعلثمت : مالوش لزوم يا بنتي تكلفي نفسك ....انا بس كنت عاوزة اصلح تليفوني وانتي قولتي تعرفي حد بيصلح
قالت مها بابتسامه : طيب وفيها ايه لما اجيب لحضرتك واحد جديد هو انا مش هيبقي مرات ابنك وزي بنتك وبعدين بتاعك كمان بقي قديم اوي ...ده احلي واجدد ..هيعجبك
زم صالح شفتيه بحنق واضح ليتجاهل كلمات مها التي أشعلت الغضب برأسه ليلتفت الي والدته بنظرات عتاب قاسيه قائلا : مقولتليش ليه ياامي انك عاوزة تليفون
تعلثمت ليليان قائله بدفاع : مش عاوزة ياابني ...انا ..انا
تدخلت مها قائله : في ايه ياصالح ..طنط مقالتش حاجة وبعدين انا لما لقيت تليفونها وقع من ايديها اتكسر قولت اجيبلها واحد جديد هديه
زفر صالح بنفاذ صبر قائلا وهو يعيد الهاتف امامها : شكرا يامها ...لو ماما عاوزة حاجة انا هجيبهالها
هزت مها كتفيها بإصرار : وفيها ايه انا وانت واحد
قام صالح من جلسته زافرا بضيق وهو يقول : لا مش واحد ....
تركهم ودخل الي الداخل لتخفي مها امتعاضها من حديثه وتتظاهر بالضعف بينما تقول : شوفتي يا طنط بيقول ايه
دمعت عيناها وتابعت : انا مكنتش اقصد أي حاجة وبس حبيت افرح حضرتك
ربتت ليليان علي كتفها بحنان : معلش يا بنتي متزعليش ...هو ميقصدش حاجة
انا هقوم اشوفه ..
دخلت ليليان الي غرفه صالح الذي كان يرتدي ملابسه بسخط شديد وهو يتذكر كلمات جاسر ...الي متي سينظر لفسخ تلك الخطبه ؟!
قالت ليليان بتعلثم : صالح ياابني ...التفت لها صالح منفجرا بغضب : ماما انتي ازاي تطلبي منها حاجة ...ايييه ناقصه تليفونات
نظرت إليه ليليان بعتاب قائله :مطلبتش حاجة ياابني والله
غص حلقها وانفلات الكلمات من شفتيها : انا بس التليفون بتاعي وقع من ايدي و....و
ياصالح انا كنت عاوزة بس اصلح التلفون وهي قالت تعرف حد يصلحه
: مقولتليش ليه
قالت بدفاع : مجاش في بالي ....وبعدين يا ابني هو انا بعمل ايه بالتليفون ...انا بس كنت ...كنت بطمن عليها
وهنا صمتت وصمت صالح بينما اختلج صدره ذلك الشعور أن الكلام عليها ...تلك التي لا يجروء علي التحدث عنها مع نفسه حتي !!
نظر لها صالح بضيق من نفسه لغضبه عليها بينما تهدج صوتها وهي تتابع : انا مش بطمن عليها إلا بالتليفون وخوفت اقول لابوك يفهم اني عاوزة اصلحه عشان اكلمها ....ياابني ورحمه ابويا مقصدش حاجة ولا طلبت من حد حاجة
ضمها صالح إليه بحنان وقبل رأسها باعتذار : حقك عليا مقصدش اضايقك
هزت راسها برفق : ولا يهمك ....ومها مقصدتش حاجة
زم صالح شفتيه بسخط ولم يقل شيء عنها ليقول : انا هجيب لحضرتك تليفون جديد وانا راجع
قالت ليليان وهي تهز راسها : لا يا صالح ....انا بس عاوزة تليفوني يتصلح
نظرت له بطيبه وبساطه وتابعت : اصل رقمها علي التليفون بتاعي ومعرفش اجيبه تاني ازاي
ربت علي كتف والدته بحنان بينما أكسبها وجودها هنا المزيد من تلك الطيبه والبساطة التي كانت لديها بالفطرة عكس اختها والده ياسمين
......
خرج صالح ليتجه الي مها التي كانت ما تزال جالسه مكانها ووجهها محتقن بالحمرة ولكن ما أن رأته حتي أخفت تعابير وجهها لتحاول التحدث ولكنه لم يعطي بها فرصه وهو يقول بحزم : دي اخر فرصه ليكي
....انهي الموضوع بدل ما انهيه انا
تركها وغادر لتحتقن كل ملامح مها التي قبضت علي طرف الطاوله بحنق لا تتخيل أن تخرج من حياته بتلك البساطه ولا بعد كل ما تحملته من هذا الحب السخيف لتلك الفتاه التي وكأنها نسجت شباك عنكبوت حوله قلبه وغلفته بها ...خيوط بالرغم من ضعفها الظاهري إلا أنها تفتك بفريستها وهذا هو حب ياسمين بالنسبه له ...دخل قلبه وأغلقه عليه غير سامح لسواها بالعبور ولا باحتلال مكانها حتي وان كانت اختفت من حياته كما اختفت بعد تلك الليله ....!!
....
....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن