روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لم تسمح له ماس بنطق المزيد لتزيح دموعها الغزيرة من عيونها وتهتف به صارخه : مش هنرجع
نظرت له بوعيد مليء عيونها الباكيه : مفيش حاجه هترجع تاني ..... انت ضيعت كل حاجه وهتندم ....!
لمعت دموع القهر والضياع بعيناه ليهز رأسه بانكسار لم تعهده به من قبل بينما يمسك بيدها قائلا باعتراف : انا ندمان مش لسه هندم ....نظر لها برجاء وتابع : اسمعيني عشان خاطري
تهدجت انفاس ماس وسرعان ما سحبت يداها من يده وهي تبعد عيناها التي كانت تذرف الدموع بلا توقف بينما تقول : مبقاش ليك خاطر عندي ....ازدادت سخونه دموعها بينما مازال عقلها لا يستوعب أنه بتلك البساطه تخلي عنها وكسر قلبها بتلك الطريقه التي لم تتخيلها يوما لتمتليء نظراتها بعتاب طحن عظامه وهي تقول بشفاه مرتعشه تستغرب نطق تلك الكلمه التي تفوهت بها مرة واحده ولم يراجعها : انت طلقتني ....غدرت بيا ...بعتني
بعت كل اللي بينا ....ازدادت رجفه شفتيها بقهر وهي تهز راسها بعدم تصديق : هونت عليك وهان عليك كل اللي كان بينا
افلتت دمعه من عيناه ليحتضنها بقوة بينما لم يعد قلبه يتحمل المزيد من قهرها الذي تسبب هو وحده به ويهتف برجاء اقرب الي التوسل : مهانش عليا ...غصب عني ...والله ماعارف انا عملت كده ازاي ....كلامك حسسني انك مبقتيش بتحبيني وخوفت افرض نفسي عليكي اكتر من كده ....قولتليلي اني السبب في حزنك ودمار حياتك ...قولتليلي انك مش مبسوطه معايا .... غص حلقه وتوقف عن ترديد المزيد من تلك الكلمات التي ستؤلمها أكثر مما ستؤلمه ليزيد من يداه حول جسدها المرتجف بشهقات بكاءها يتشبث بها ويرفض مقاومتها ومحاوله أبعاده عنها وهو يترجاها مجددا : سامحيني ....سامحيني ياماس ... امسك بوجهها الباكي بين يداه ونظر لها بنظرات ملتاعه بلهيب قلبه الذي يحترق ندما علي خطأه الغير مقصود وهو يتابع رجاءه ناظرا الي عيونها بانكسار خالف كل ثوابته : لو في حاجه واحده في الدنيا انتي متاكده منها هي حبي ليكي واني مقدرش اعيش من غيرك
أبعدت ماس يداه عن وجهها واشاحت بعيونها عنه وهي تقول بخزلان : هتقدر زي ما قدرت تطلقني
هز رأسه بيأس : مش هقدر ....عمري ما هقدر ..اصلا انا مش عارف انا عملت كده ازاي !!
أزاحت ماس دموعها من عيونها بظهر يدها واستندت الي الحائط لتعتدل واقفه وهي تقول بأسي : لا انت عارف ....
التفتت إليه بينما ظل جاثي علي ركبتيه أرضا يتطلع إليها بمزيد من الانكسار والندم قائله بعتاب قاسي : خلاص مبقاش ينفع كلام ....انتهي ياجاسر
اتجهت الي غرفتها ليسرع جاسر خلفها برفض أن تكون تلك النهايه مهما كانت السطور التي سبقتها في فصول روايتهم .....فهو سيكتب فصول جديده تمحي كل ماسبق ....كلما أبعدت الدموع من عيونها كلما انهمرت مجددا لتجذب ماس ملابسها وتسرع الي الحمام لارتدائها بينما لم يعد لها مكان بهذا المنزل ..... غسلت وجهها بالماء البارد تحاول ايقاف نزيف دموعها الحار بينما تحدث نفسها وتطبطب علي وجعها بأن تتحمل فهي قد وصلت إلي المحطه الاخيره بينما نزلت كلمه النهايه ومعها نزل الستار عن كل ما عاشته معه بحلوه ومره
لتخبر نفسها بوعد كاذب بأنه لن يعد هناك وجع مجددا وهي تدرك أن الوجع سيفوق احتمالها ولكنها لن تترك نفسها ....يجب أن تتماسك وتغادر بعدها ستبكي مجددا ...ستبكي كثيرا حتي تفرغ دموعها من البكاء عليه ثم ستلتئم جراحها ...نعم تلك هي الحقيقه بكل حزن نحياه ....نبكي ونبكي ثم تبدأ الجروح بالاندمال مهما كانت عميقه وغائرة فلا يوجد جرح يظل الي الابد !
.........
...
لايعرف محمود كيف عاد الي منزل أخته بتلك السرعه وهو لا يتخيل حالتها بعد تلك الصدمه لتزداد سرعته أكثر وهو يدرك كم ستكون بحاجه اليه .....أوقف سيارته اسفل المنزل ونزل منها سريعا متجها الي الاعلي ....
.........
...
نظرت هويدا الي وجهه شريف ومالك لتسألهم بقلق : في ايه ؟!...ايه اللي حصل فجاه نزلتوا انتوا التلاته
نظر شريف ومالك لبعضهم قبل أن يمسك شريف بذراع هويدا قائلا : تعالي معايا ياهويدا
أخذ زوجته لغرفتهم ليخبرها بما حدث ليرتمي مالك علي الاريكه خلفه بانهزام بينما لايدري ما قد حدث واوصل بينهم الحال الي الانفصال بتلك الطريقه ومن داخله يتمني الا يكون لزوجته يد بما حدث ....!
........
...
خرجت ماس لتجد جاسر واقف امامها ....أبتعدت واتجهت لتجذب حقيبه يدها ولكنه توقف امامها برفض : ماس حبيبتي اسمعيني
صمتت ولم تقل شيء بل اتجهت الي باب الغرفه ليسرع جاسر يتوقف امامها وبسرعه يغلق الباب بالمفتاح هاتفا بيأس : مش هسيبك تخرجي
تمسكت ماس بثباتها الزائف وهي تذكر نفسها بأنه لم يعد هناك ما يقال بعد النهايه لترفع وجهها إليه قائله بقوة زائفه : افتح الباب ياجاسر
هز رأسه بيأس ونظراته تترجاها : مش هسيبك ياماس ....انا بحبك
اشاحت بوجهها وهي تربط حجر علي قلبها برفض لسماع اي شيء منه لتكرر كلماتها : لو سمحت افتح الباب
هز رأسه واقترب منها ليحاول الامساك بيدها ولكنها ابتعدت للخلف صارخه ؛ متلمسنيش !
اوما لها : حاضر ....بس اسمعيني ...
هزت راسها ونظرت له بعتاب : مبقاش في حاجه تتقال بعد اللي علمته
نظر لها بأسي : لا فيه ....فيه سبب للي عملته واللي انا والله ندمان عليه ومش مستوعب انا عملته ازاي
تعالي رنين جرس الباب بتلك اللحظه ليتجاهله جاسر ويتابع رجاءه : ماسه .... حبيتي اللي مرينا بيه كسرنا احنا الاتنين وانا مش هنكر أن كان عندك حق في كل كلمه قولتيها ....كلامك وجعني وحسسني اد ايه انا مستاهلكيش ....فكرت أن دي الطريقه اللي اعوضك بيها عن التعاسه اللي سببتها ليكي
احتقنت نظراتها بالغضب الممزوج بالقهر وهي تقول باستنكار : تعوضني بأنك تطلقني ؟!
نكس رأسه بخزي : انتي اللي طلبتي
صرخت به ماس باندفاع : طلبتها مره ....مره واحده بس وانت نفذتها !
هتف برجاء وهو يهز رأسه : انا اسف ...اسف ياماس ...سامحيني وخلينا نرجع وا.....قاطعته بعصبية وهي تهز راسها بقوة : مفيش حاجه هترجع ....خلاص انتهي ....انتهي
هز رأسه. : منتهاش .... انتي لسه كنتي بتقولي نفتح صفحه جديده .....انا هعملك كل اللي انتي عايزاه بس سامحيني
ازداد احتقان نظراتها له وهي تتذكر كم كانت ساذجه ومتمسكه به لآخر رمق بينما هو كان بالفعل تخلي عنها لتقول بعنفوان : عمري ما هسامحك !
تعالي رنين الجرس بلا توقف وتبعته طرقات محمود الحاده فوق الباب بينما يرتجف قلبه بداخل ضلوعه قلقا علي أخته التي لا تجيب علي هاتفها
بيأس نظر جاسر إليها بينما يدرك أنه مع فتح ذلك الباب سيكون خروجها من حياته ليقول برجاء يائس : هعمل المستحيل عشان تسامحيني
لم تمنحه طرقات محمود المزيد من الوقت ليمد يداه بلا أراده يفتح الباب لتتجه ماس اليه سريعا قبل أن تتوقف خطواتها ويشتعل حريق بقلبها حينما امسك بيدها ينظر اليها برفض وانكسار أن تغادر ...برجاء الا تتركه ...بتوسل أن تسامحه ....بعتاب طفل لايقوي علي ترك والدته له ومعاقبته ذلك العقاب الشديد مهما اخطا .... بينما لسانه لا يمل من طلب غفران يعرف أنه أصبح درب من دروب المستحيل ولكنه لن ييأس : ماس ...متسبنيش !
جذبت يدها من يده وأحاطت قلبها بسياج صخري برفض أن يتأثر له لتسرع بخطواتها تجاه الباب بينما لم ييأس جاسر ولحق بها تتبعه أذيال انكساره الذي لم يخجل من إظهاره لاول مره بحياته أمام محمود الذي سرعان ما فتح ذراعيه لأخته يحتضنها بحنان دون قول شيء
نظر جاسر الي محمود لتلتقي نظراته التي امتلئت خزي بنظرات محمود التي امتلئت عتاب غاضب
: محمود انت الوحيد اللي ممكن تسمعني وتفهم موقفي
ابقي محمود أخته بين ذراعيه بينما امتزجت نبرته المعاتبه مع عتاب نظراته وهو يقول : كنت فاهمك لغايه ساعه واحده بس ....هز رأسه بخزلان وتابع : للاسف اللي عملته مالوش اي تبرير ولا سبب
انكسر وهو يطلب ويترجي كما لم يفعل من قبل : في سبب ....خليها تسمعني ....لو ليا خاطر او حتي ذكري واحده حلوة معاها هفكرها بيها ... ارجوك يامحمود خليها تستني وتسمعني .....نظر إليه بانهزام وهو يعترف بتلك الحقيقه المريرة : لو اخدتها معاك انت عارف انها مستحيل ترجعلي تاني ... !
لا ينكر محمود أن حاله جاسر وكلماته لامست قلبه فهو لم يراه بتلك الحاله من قبل ولكنه بالرغم من هذا قال بجمود وهو يشعر بعبرات أخته الساخنه التي انهمرت من عيونها التي اخفتها بصدر اخيها تبلل ملابسه : انت اللي ضيعتها من ايدك !
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Romanceتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...