الثالث والخمسون

35.4K 2.1K 146
                                    


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
احتقن وجهه ماس بقوة لتهتف به بتحدي : متقدرش
اشتعلت أعصاب جاسر ليقول بعنفوان : اقدر ياماس ومتستفزنيش انا لغايه دلوقتي سايبك بمزاجي لغايه ما تعقلي وتهدي خالص بس لو فضلتي تعاندي معايا بالشكل ده هرجعك البيت غصب عنك ...!!
اندفعت الدماء الي وجهه ماس وتحول الي جمره ملتهبه ودارت بعقلها الآلاف الكلمات ردا علي كلماته الغاشمه بينما بكل عنفوان قلبه نطق بها ظنا منه أنه تمسك بها بينما بكل عقله يدرك أنه يخسرها بتلك الكلمات التي لن تخضع لها حبيبته ولن تزيدها الا عنادا مهما كان مبرره أو اسبابه ليدرك متأخرا مقدار خطأ اندفاع كلماته التي كانت نابعه من استراتيجيه خاطئه في حربه ضد فقدانها لتلتقي عيناه بعيناها التي ظلت تنظر اليه للحظات تفاضل بهم بين رد عقلها ورد قلبها ليتولي قلبها الرد بعتاب قاسي : كفايه ياجاسر ....كفايه وبلاش تهد اللي بقي فاضلك عندي بكلامك وعصبيتك اللي مش متخيل بتجرحني اد ايه ..!
وقع كلماتها كان بمثابه صفعه ورد أمثل علي عصبيته الهوجاء التي تأخذ كل شيء بطريقها لتثبت له للمرة المليون أنها تفهمه أكثر من نفسه بينما تعرف أن كلماته ليست إلا عصبيه اعتاد أن يصل بها الي مايريد ولكن تلك المره مناله أصبح مستحيل !
اسرع يفيق من عتابه لنفسه بعد كلماتها التي نطقت بها واستدارت لتغادر ليمسك بيدها سريعا : ماسه ..!
مش قصدي اللي فهمتيه ولا اني اجبرك .... انا تعبت من البعد بينا
اشاحت بعيناها التي بدأت تلمع بها الدموع بينما امتليء صوتها خزلان وهي تتابع عتابها : انت اللي عملت كده ...متوقع مني ايه بعد ما طلقتني ؟!
تنهد بتعب حقيقي : متوقع تفهمي اني مكانش قصدي ....امسك بكتفها وتابع : ماس انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ...اللي حصل بينا ده كان لحظه تهور مش اكتر بعد كلامك ....نظر إلي عيونها وتابع : هتفضلي سايبه بيتك وبعيد عني لغايه امتي .... آخره بعدك ده ايه عاوزة توصلي لايه ياماس
تنهدت بخزلان ويأس : كنت عاوزة اوصل انك تتغير بس كل مره بتثبت ليا انك زي ما انت ....معندكش استعداد تعترف بغلطك في حقي
قال باندفاع : اعترفت
ارتسمت ابتسامه متهكمه علي طرق شفتيها : اعترفت بغرور.... انا غلطان وانتي كمان غلطانة
رفع حاجبه : ومش ده الواقع
بادلته رفع حاجبها بينما تقول بتهكم مبطن : هقتبس من كلامك انك لو بتحبني مكنتش شوفتني غلطانه
افلتت زفره ضائقة من صدره بينما لا تتوقف عن الدوران بنفس الدائرة ليقول بانزعاج واضح :  ماس كفايه بقي ...
أبعدت يده عن كتفها وهتفت بنبره قاطعه : عندك حق ...كفايه بقي .... خلصنا ياجاسر بطريقتك دي مش هرجعلك ابدا ....
احتدت نظرات عيناه لتتابع ماس بنفس نبرتها القويه : و
لو كلامك في موضوع ريم خلص انا ماشيه
أوقفها جاسر برفض : استني هنا كلامنا مخلصش
نظرت له ماس بانزعاج وقالت بنبره قاطعه : لا خلص ياجاسر ....
...........
....

وهاهي مها تغرق بسبب كذبها كل يوم أكثر ...!
فهارون لا يتوقف عن ملاحقتها وأصبح كابوس لا يحميها منه إلا وجودها وسط عائله صالح .... أو هكذا اخذت تقنع نفسها بينما هي بكل مرة من تخضع لتهديد هارون وهي من بدأت بتقديم الأموال له حينما أعطته ذهبها
لتنظر لها خالتها باستنكار بعد أن استمعت منها لكل ماحدث : انتي اكيد مجنونه ....ازاي تقبلي علي نفسك وضع زي ده ؟!
قالت مها بدفاع عن نفسها : كنت هعمل ايه .... الراجل ده مش هيبعد عني
قالت خالتها باستخفاف : ليه ...مفيش حكومه في البلد ؟!
هزت مها راسها بيأس : ده راجل شرير وانا خايفه منه
تهكمت خالتها بنبره جارحه : لا انتي خايفه تفوقي نفسك من حلم صالح وبتدوري علي اي سبب تفضلي فيه قابله ومش قابله بس لا انتي بتشحتي وجودك في حياه راجل مش عاوزك ....اعتدلت المراه واقفه وتابعت : انا بعد ما خزلتيني المره اللي فاتت جيت ليكي دلوقتي بمد ليكي ايدي بس انتي مصممه تمشي في نفس الطريق .... أعملي اللي يعجبك واقنعي نفسك زي ما انتي عاوزة بس اعرفي أن كل ده وهم ....صالح عمره ما هيحبك ولا انتي هتحبي نفسك طالما عايشه من غير كرامه
اسرعت مها خلف خالتها ولكنها رفضت هاتفه : خلص الكلام يامها ....لما تفوقي من وهمك هتلاقي بيتي مفتوح ليكي !
ابتلعت مها غصه حلقها التي اوقظتها كلمات خالتها الصحيح مائه بالمائه بينما هربت من مواجهه نفسها بتلك الحقيقيه بل وخضعت لتهديد رجل مثل هارون لتقنع نفسها أنها بحاجه لحمايه صالح بينما هي بحاجه الي حب من رجل كما قالت خالتها لن يحبها يوما
عقدت ليليان حاجبيها حينما خرجت الي الحديقه ووجدت مها جالسه وحدها : خالتك راحت فين يامها ؟!
قالت مها بوجوم : مشيت ياطنط
: ليه يابنتي ...انا جهزت الغدا
التفتت مها إلي ليليان قائله : زعلت مني ؟!.
قالت ليليان باستفهام : ليه يامها ؟!
هزت مها كتفها وتابعت بصوت حزين ترثو نفسها : عشان الوضع اللي انا قبلته علي نفسي ... قالت أن ماليش مكان في حياه صالح
.....نظرت إلي تغير ملامح ليليان لتسألها : عندها حق ياطنط مش كده ؟!.
اكتفت ليليان بنظرات عيونها بينما سبق واخبرتها بهذا الحديث
.........
...
قالت رغده بعتاب : كده يا ندله ...بقالك اكتر من شهر هنا ومتقوليش ولولا أني بالصدفه شوفتك في النادي دلوقتي مكنتش هعرف 
قالت مي بوجوم : والله يارغده ما فيا دماغ ولولا أن آدم زهقان مكنتش نزلت من البيت اصلا
عقدت رغده حاجبها باستفهام : ليه بس ...مالك يامي ؟!
أخبرتها مي لتعقد رغده حاجبيها بعدم تصديق  : طلقها ؟!.
أومات مي بحزن : ردها تاني بس هي رافضه ترجعله
نظرت رغده إليها بدهشه : وده اللي مضايقك اوي كده
نظرت لها مي : وانتي مش عاوزاني اتضايق وانا السبب .
قالت رغده باستنكار : السبب في ايه .....؟! عادي انتي طول عمرك بتقولي طبع جاسر صعب واهي مشكله وحصلت بينهم واتطلقوا
هزت مي راسها : طبعه صعب وهي كانت متحملاه ولولا اللي عملته جاسر كان بيعرف يسيطر علي عصبيته معاها ....انا السبب يارغده ...مش هنكر .....جاسر عنده حق انا السبب
دمعت عيون مي بينما تتابع بأسي شديد من وخز ضميرها : انا اللي كذبت وافتريت عليها بكلام محصلش وسخنته عليها وبسببي ابنهم مات ....
انسابت دمعه حاره علي خدها وتابعت : ليه حق جاسر يكرهني وماما وبابا وحتي مالك ....انا انسانه وحشه اوي ....معرفش امتي بقيت حقوده وكل اللي كان شاغلني هو حياه غيري بدل ما اهتم بحياتي
حاولت رغده التخفيف عن صديقتها لتضع يدها علي يد مي قائله : مش اوي كده يامي..... أراده ربنا بلاش تزودي في الذنب علي نفسك وبعدين ماس عنيده اصلا وتلاقي كان بينها وبين جاسر مشاكل تانيه
قالت مي وهي تهز راسها : لا يارغده ....احنا بنبرر لنفسنا
انها وحشه مع انها تكون حلوة أو وحشه ميفرقش معانا في حاجه .....انا ياما اتكلمت عليها معاكي ومع ماما وحتي مع جاسر .....ماس مش وحشه انا اللي وحشه وحقوده وحتي لو زي ما بتقولي أراده ربنا الا اني برضه عليا ذنب كبير اوي
غص حلقها وتابعت : انا طول عمري ببص في حياتها وبستكتر عليها اي حاجه ....حب عيلتها وحب جاسر ليها وحتي شغلها ....كل حاجه كنت بشوف أن ملهاش حق فيها مع أن ده مش من حقي وربنا وحده هو اللي بيوزع علينا نعمه بالتساوي ...
صمتت رغده تستمع الي عتاب مي القاسي علي نفسها لتقول اخيرا برفق بصديقتها التي أزالت تلك الغشاوة عن عيونها  : عموما يا مي كفايه انك حاسه بالذنب وحاولي تكلمي جاسر وان شاء الله يرجعوا لبعض
نظرت لها مي تتبين صدق حديثها  : انتي بجد عاوزاهم يرجعوا ؟!!
ضحكت رغده وقالت بمرح لتخرج مي من حزنها  : بعد اللي سمعته منك اه طبعا .... وانا ناقصه اتجوز واحد يعمل فيا كل ده ...لا ..لا هو جاسر حلو اوي عليه اعتبره فارس احلامي من بعيد
ارتجفت شفاه مي ببكاء : متتكلميش علي اخويا كده ...جاسر مش وحش
أومات رغده وغمزت بشقاوة : هو من جهه مش وحش هو قمر ...وقمر اوي كمان بس زي ما قولتلك من بعيد لبعيد ....تنهدت وتابعت : انا عاوزة اتجوز واحد حلو وهيبه زي جاسر كده بس يكون حنين وطيب ومتفهم زي مالك وياسلام بقي لو يكون رومانسي و....اوقفتها مي التي ضحكت اخيرا : بس بس ....ده انتي شكل مخك ساح من الشمس ...
أومات رغده وهي تلوح بيدها من حرارة الجو : هو بصراحه الجو حر اوي ....ايه رايك نقوم نروح لطنط ماجده نتغدي اصل اكلها وحشني
قالت مي بحزن : مش بتكلمني من وقتها  ....وكل مابروح بتديني كلام زي السم وبابا اصلا مش بيبص في وشي
ربتت رغده علي يدها قائله : هتتحل أن شاء الله
نظرت لها مي بيأس : تتحل ازاي بس ....ماس مصممه وجاسر بابا زعلان منه وخلاص محدش بيتدخل عشان نرجعهم
قالت رغده بحماس جديد اكتسبته من حديث مي بينما لايفوت الاوان ابدا لرؤيه أخطائنا وعيوبنا
: نحاول احنا
نظرت لها مي بعدم فهم : نحاول ازاي ...؟!.
هزت رغده كتفها : نروح لماس نتكلم معاها
...........

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن