الفصل الثامن

37K 1.8K 169
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
شعرت ماس بانتظام أنفاسه لتستدير علي جانبها تتطلع إليه
كم هو صعب الغوص بأعماق ذلك الرجل الذي تعشقه .... بينما كلما ظنت أنها تمكنت من الغوص بين صفاء بحره تجد نفسها تغرق مجددا .....الي متي سيظل المد و الجزر بينهما ...الي ما لا نهايه
لا ..لا تستطيع أن تحيا هكذا ..... خلافاتهم تخنقها و تكمد قلبها الذي تشعر أن دقاته تتراقص علي قضيبين متناقضين الاول يهيم به عشقا والآخر يكره تصرفاته وشخصيته الصلبه العنيده ....جافاها النعاس لتظل مستيقظه علي شتات أفكارها لوقت طويل قبل أن تشعر بذراعيه تلتف حولها بينما استدار وهو نائم ..لم تبعده ولم تبتعتد عنه بل تركت جسده يحتوي جسدها لتشعر بالدفء يتسرب إليها ومع مداعبه النعاس لجفونها كانت اخر أفكارها تطرح سؤال ....كيف يمكنها أن تجد كل هذا الدفء بين كنف أحضانه في حين أن قلبها كان ساخطا عليه قبل قليل ..... أنه الحب ....
فتحت عيونها بصعوبه علي اهتزاز هاتفها برنين المنبه لتمد يداها الي جوارها تلتقط الهاتف وتسكت اهتزازه
شعر جاسر بحركتها ولكنه لم يفتح عيناه حينما شعر بها بين ذراعيه ....يحب تلك الماسه التي تكونت من لهيب وبريق خاطف للانفاس التي بمقدار سحرها الخاطف  بمقدار لهيب النيران التي كونتها ....
مررت أناملها علي الهاتف لتهمس بصوت خافت ...ريم اعملي ليا إجازة عشان مش جايه النهاردة
لا انا تمام بس مش قادرة اصحي
أغلقت الهاتف وإعادته الي جوارها وعادت من جديد لتتوسد راسها ذراعه وتغمض عيونها ..... ماس كما يعرفها كانت ستبتعد عنه وتجافيه ...ظل يفكر هكذا كثيرا بينما يراها لم تنفر من قربه بعد ماحدث بينهما ليفكر بانها بالتأكيد لن تتدع للخصام مجال بينهما أو هكذا كان يتأمل بينما يريد تجاوز ماحدث دون عتاب أو كلام ..... وبتفكير رجولي بحت فكر أنه علي حق  فإن عاتبها سيكون عتاب قاسي علي مغزي حديثها....
بعد ساعه فتحت عيونها علي موعد استيقاظه ليشعر بها تقوم من جواره ....نظرت إليه ثم مالت الي جواره تضع هاتفها علي الكمود وتتركه وتخرج من الغرفه ... دقائق وكان صوت المنبه يتعالي بجوار جاسر الذي قطب جبينه بانزعاج ....لم توقظه وتركت المهمه للمنبه
انها ماس التي يعرفها ..... نعم لن يمر ماحدث وكأنه لم يكن ...دفع الغطاء بحنق واضح بينما أقر أنه كان علي استعداد لتجاوز ماحدث دون أن يقر بشرطه ...أن تكون المباردة من نصيبها بينما لن يعترف أنه أخطأ بينما بداخله يري أنها من أخطأت وتحدثت معه بتلك الكلمات .....
اخذت ماس دوش دافيء وخرجت لتظل بروب الاستحمام وتتجه الي المطبخ تعد له قهوته ثم تعود الي الغرفه لتجده قد بدأ بارتداء ملابسه ....وضعت القهوة علي طرف طاوله الزينه وغادرت دون نطق كلمه واحده وهو لم يقل شيء بينما كل منهم ينتظر من الاخر المبادرة ....جلست علي الاريكه بغرفه المعيشه المطله علي باقي المنزل لتستمع الي صوت خطواته وهو يغادر دون قول شيء ......
بحنق شديد كان يخبر نفسه انها من أخطأت وليس من هو عليه التحدث ....أن كانت تريد جفاء ....حسنا فلتري ...!!
شعرت ماس باختناق بعد ذهاب جاسر وكعادتها لا تستطيع احتمال شعله غضبها بداخلها لتمسك بهاتفها وتطلب رقم ماجده :
الوو ازيك ياطنط
قالت ماجده باقتضاب : اهلا ياماس..... خير
زمت ماس شفتيها بحنق بينما لم تحاول ماجده ولو علي الاقل أن تتحدث معها بلياقه أكثر لتقول ماس باحتدام : خير طبعا ياطنط..... هو حضرتك شوفتي مني الا خير ....
احتجت ماجده هاتفه : ولازمته ايه الكلام ده..... ادخلي في الموضوع
هتفت ماس من طريقه تحدث ماجده إليها بهذا الهجوم وقد ظنتها لا تقوي علي ردعه :  ماهو ده الموضوع
: اللي هو ايه
هتفت ماس باندفاع : موقف حضرتك ومي مني من غير سبب
اندفعت ماجده بدفاع عن ابنتها : وهي مي هتاخد منك موقف ليه ....؟!
قالت ماس بانفعال مكبوت بداخل نبره صوتها : اساليها
ياطنط...... انا مش هعمل زيها و اشتكي انا اهو بتصل بحضرك افهم في ايه .....ايه اللي حصل مني وحش ناحيتها عشان تتسبب في مشكله بيني وبين جاسر مع أنا كان كل نيتي خير ومستعده اقول لحضرتك كل اللي حصل عشان تتاكدي
لوت ماجده شفتيها باستنكار وقاطعت ماس بهجوم  : يعني بنتي انا بتشتكي وعامله ليكي مشاكل..... مش كدة  .....
مش ده قصدك
بتلك اللحظه ندمت ماس علي اتصالها وأدركت خطاها بتسرعها في مهاتفه والده زوجها بينما ظنتها ستحكم بالعقل  لتقول متنهده : لا خلاص .....مش فارق قصدي طالما ده موقف حضرتك ......
عموما انا اسفه اني اتصلت من الاساس
أغلقت ماس الهاتف بحنق بينما اغتاظت من تسرعها ....فكرت أنها امراه حكميه تستمع لها وربما تنصح ابنتها أن تتوقف عن إدخال نفسها كضحيه في حياه الاخرين دوما ....
........وبالفعل كانت مخطأه بينما لم تمر الا دقائق وكانت ماجده اتصل بجاسر ودون أي مقدمات كانت تنفث السموم برأسه بينما تجسدت ماس لها كما صورتها مي دوما ......
: اهي مراتك اللي كنت بتدافع عنها وبتقول ملاك..... بتتصل بيا تسمعني كلمتين ...!!
بدات ماجده في اخبار جاسر بما حدث وبالتأكيد كان من وجهه نظرها
زم جاسر شفتيه بحنق مزمجرا في والدته : وهي عملت ايه غلط ...واحده بتتصل وتقولك اننا اتخانقنا بسبب مشكله مي مع جوزها وده اللي حصل فعلا
اتسعت عيون ماجده بغيظ من رد جاسر ليتابع جاسر بحنق : وطبعا
حضرتك بتتصلي عشان تشحنيني عليها مش كدة
هتفت ماجده بامتعاض : واشحنك عليها ليه بيني وبينها ايه ....قاطعها جاسر بضيق : ما هو ده اللي نفسي اعرفه بينكم وبينها عشان في كل مشكله لازم اسمها يتحط
زفر جاسر بضيق شديد وتابع بلوم وعتاب : ايه ياامي مش عاوزة اني اكون ومراتي عايشين كويس ..كل يوم والتاني تليفون منك ومن مي شكوي منها
احتدت ماجده هاتفه بنبرة ضعيفه معاتبه : بقي كدة ياجاسر ....بقيت مستتقل تليفوني انا واختك نشتكي لك ...عموما كتر خيرك ومن هنا ورايح مش هسمعك صوتي ولا اتصل بيك
أغلقت ماجده ليفرك جاسر وجهه بعصبية وانفعال ... لماذا تقحم نفسها في ما يحدث ...؟!
إن لم تتصل أو تتدخل لما حدث كل هذا والاسوء أنها لم تكتفي بل عادت لتتصل بوالدته من جديد بينما هي تعلم جيدا أن والدته بتأكيد بصف أخته .....لم يفكر كثيرا وهو يدير سيارته ويقود عائدا باتجاه المنزل
............
....
تفاجات ماس بعودته بينما لم يكن قد وصل الي عمله .....عقدت حاجبيها وقامت من مكانها تجاهه بقلق : جاسر انت رجعت ليه ...في حاجة ؟!
دون مقدمات كان يسألها : انتي كلمتي ماما
أومات ماس دون تفكير :  اه
نظر إليها لتري شحنات غضب تلمع بعيناه وهاهو السبب بينما سؤاله كان عتاب أكثر منه هجوم ولكنها لم تري الا الهجوم  :  كلمتيها ليه ؟!
سمعت كثيرا عن انسياق الزوج خلف كلام والدته ولكن هاهي تعيشه لذا دون تفكير أو حسن اختيار الكلمات كانت تبوح بما في داخلها لتشعل غضبه أكثر :
كنت فاكرة أنها زي ماما لما تعرف أن حصلت بيني وبينك مشكله مش هترضي
تهكم جاسر من مغزي كلماتها :
وطلعت شيطانه
اشاحت ماس بوجهها :  انا مقولتش كدة
هتف جاسر باحتدام : امال قولتي ايه
هزت كتفها : معرفش اسالها
ازدادت حده نبرته : انا بسألك انتي
التفتت له ماس بانفعال وقد انفلتت الكلمات من بين شفتيها : وتسالني ليه طالما وصلت ليك الاخباريه
احتقن وجهه جاسر الذي بصعوبه تمالك أعصابه بينما يهتف بتحذير : ماس خدي بالك من كلامك انا من امبارح وانا ساكت
قالت بعصبيه : لا اتكلم ياجاسر
هتف بعصبيه هو الآخر : اتكلم اقول ايه وانا كل يوم مشكله بينك وبين اهلي
قالت بدفاع : انا مش بعمل مشاكل
هتف بنفاذ صبر : امال اتصلتي بيها ليه ....كان خلاص الموضوع خلص
قالت بعصبيه : قولتلك فكرتها زي ماما بس واضح انها مش كدة ومن غير ما تحط نيتي الكويسه في تفكيرها جريت تتصل تشتكي ليك مني ...ازدادت عصبيتها وتابعت بهجوم :
عموما انا غلطانه وانا كنت متوقعه ايه منك او منها
سحق أسنانه بغضب مزمجرا : ماس قولت حاسبي علي كلامك
تهيأت إليه الدفاع عندها لتعميها بينما تقول باحتدام : شوف كلامك انت الاول
صاح جاسر بانفعال : انا شايف وشايف انك بتعملي مشاكل من الهوا
: لا انا شايفه انك ما بتصدق كل حاجة ترميها عليا وعموما مش فارقه.... براحتك
اتسعت عيون جاسر بحنق من كلماتها : انتي شايفه كده
أومات بعناد : اه
زفر جاسر هادرا بنره قويه :؛ تمام
...انتي كمان براحتك انا بقي مش هبررلك لاني كل مرة باجي أسألك ...تهكم متابعا وهو يكرر كلماتها : اول ما الاخباريه بتوصلني
رفضت أن تري لو جزء بسيط في كلماته علي حق لتهتف به : وتسأل ليه وانت واخد موقف مني وحاططني في خانه المتهم
انفلتت أعصاب جاسر : انا زهقت من المشاكل دي 
نظرت له بمغزي قبل أن تلقي بباقي كلماتها : ماهو هو ده الجواز عرفت كنت خايفه من ايه
تركته وانصرفت وبداخل كل منهما حريق اشعله بالآخر ....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن