الثالث والاربعون

29.5K 2K 223
                                    


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقدت فيروز حاجبيها باستنكار وهتفت بانفعال : يعني ايه مضطر .....ايه الاضطرار في آن واحد يتجوز علي مراته ؟!
قال مهران باقتضاب وهو يخلع عباءته : اهو ظروف وخلاص يافيروز
استنكرت كل ملامح فيروز وهتفت بانفعال : خلاص ايه ....مهران انت ازاي تسيب صاحبك يعمل حاجه زي دي ...ازاي تسيبه يتجوز علي ياسمين
التفت لها مهران ونظر لها بغضب من انفعال نبرتها : وهو انا ولي أمره ....فيروز اقفلي كلام في الموضوع ده
زمت فيروز شفتيها بحنق : مش هقفله يامهران وعاوزة افهم
هز مهران رأسه وبدأت عيناه تبرق بغضب من عنادها وتدخلها فيما لا يعنيها من وجهه نظرة ليقول بنبره محذره : انا محدش يراجعني في الكلام يا بت الناس ....قولت اقفلي كلام في الموضوع ده
فتحت فيروز فمها لتتحدث باندفاع ولكنها تراجعت بينما خلع مهران ساعته والقاها علي طاوله الزينه بحنق مصدره صوت عالي لتدرك مقدار الغضب الذي سيشتعل بينهما أن تحدثت الان لتصمت بكمد شديد غلف كل ملامح وجهها .....
..........
....
أسرعت ياسمين تجاه صالح الذي دلف الي المشفي بخطوات لهيفه للاطمئنان عليها
: ايه اللي حصل ؟!
قالت ياسمين من بين دموعها : بابا يا صالح ....بابا حالته صعبه اوي
اوما صالح وربت علي كتفها بحنان : طيب اهدي يا حبيتي ....اهدي وانا هدخل للدكتور اعرف حالته
أومات ياسمين وانساقت الي يد صالح الذي اخذها واجلسها الي أحد المقاعد ثم اتجه الي غرفه الطبيب الذي أخبره بحاله عماد الذي تعرض لكسور بكامل أنحاء جسده بسبب تعرضه لضرب شديد ...
التفتت ياسمين الي تلك الممرضه التي خرجت من غرفه ابيها تسألها بلهفه : ينفع اشوفه ؟!
أومات الممرضه : اه بس بلاش تتعبيه
دخلت ياسمين بخطي متردده الي غرفه ابيها الذي رقد فوق سرير المشفي الابيض وهو محاط بكل تلك الأجهزة
اقتربت منه لتري ملامح وجهه المتألمه بينما نكس رأسه وهو يتطلع الي الفراغ الممتد أمامه يري حياته التي انهاها
وليس حياته فقط بل حياه أبناءه ...
: بابا ....
بخزي شديد حرك عماد رأسه تجاه ابنته ولكنه لم يستطيع النظر إلي عيونها الباكيه بينما لم يتوقع منها أن تأتي إليه من الأساس بعد كل ما فعله بها وتسببت بها أفعاله
اقتربت ياسمين من فراش ابيها ومع كل خطوة كانت تذوب قسوتها التي حاولت أن تغلف قلبها بها تجاهه وتزداد نظرات الشفقة بعيونها تجاهه خاصه حينما نطق بانكسار شديد : انا مستاهلش تكوني هنا .... ولا استاهل كلمه بابا
لمعت الدموع بعيناه التي خفضها بخزي شديد وهو يتابع : انا اسف يا ياسمين .....اسف علي كل اللي عملته فيكي وفي اخوكي
اختنق صوت ياسمين بالعبرات فلم تستطيع اخراج كلمه من حلقها خاصه وان اي كلام لم يعد له محل فماذا يفيد عتابها الان ...!
ازداد الخزي بنظرات عماد حينما جاء صالح الذي لم يكن بحاجه ليكشف مقدار الحنان والرفق الذي يعامل به ابنته
نظرت ياسمين الي صالح باعتذار ليضم صالح كتفها بذراعه ويمسح دموعها هامسا بحنان : كفايه عياط .....هيبقي كويس ...متقلقيش
بعد قليل التفت صالح الي تلك الطرقات علي الباب ليدخل بعدها احد الضباط قائلا بلياقه : عاوزين ناخد اقوال المجني عليه
عقد صالح حاجبيه باستفهام ليوضح الضابط : المستشفي عملت محضر بالحاله ولازم نكمل المحضر
اوما صالح لينظر الي عماد وحالته قائلا بتهذيب : مفهوم يا فندم ....بس لو ممكن نأجل الموضوع ده شويه لان زي ما سيادتك شايف حالته
اوما الضابط قائلا : مفيش مشكله ..... بكرة الصبح ناخد أقواله
خرج الضابط لينظر عماد الي صالح باعتذار لم يستطع لسانه نطقه بينما يري مقدار حقارته وعدم ارتقاءه حتي لشخص يعتذر عن أخطاءه لان مافعله باختصار ليس مجرد أخطاء بل ذنوب ....ذنوب وخطايا كبيرة لا تغتفر ...!
.........
....
دارت مها حول نفسها بانهيار كبير بينما لا تتوقف عن ترديد تلك الكلمات لرأفت : شوفت يا عمي عمل فيا ايه .....ليه ياعمي يسبني في يوم زي ده .....
لطمت وجهها الذي سال فوقه مكياجها وهي تبكي : انا اللي عملت في نفسي كده ....انا اللي رضيت بالذل والإهانة
تنهد رافت وهو واقف بثبات تارك مها تتحدث وتفعل ما تشاء بينما انزوت ليليان بأحدي زوايا الغرفه تتطلع الي تلك الفتاه بشفقه بينما لم تعد تدري من الظالم بكل تلك الحكايه التي كان كل دورها بها علي الهامش ....
بعد أن رأي رافت بدايه هدوء مها التي انهكها البكاء و العويل اتجه إليها ليقف امامها ويمد يداه لها يوقفها : قومي يا مها ....قومي يا بنتي
امتثلت مها ليد رافت لتعتدل واقفه فينظر لها رأفت بنظراته القويه ويتابع حديثه الصارم : انا مخبتش عليكي حقيقه أنه اتجوز وانتي وافقتي وقولتي انك هتحطي ايدك في أيدي نبعده عنها ....نظر إلي حالتها وتابع : يبقي ليه بتعملي كده في نفسك
بكت مها بحرقه : سابني يوم كتب الكتاب ياعمي
اوما رافت : ولسه هيسيبك تاني وتالت ويروح لها .....هتفضلي تعيطي ولا تشوفي ازاي تخليه يسيبها !
نظرت مها إلي رافت الذي منحها نظراته المؤيده : هيسيبها ويرجع .....اسمعي كلامي يا مها ...البنت دي سرطان مؤذي وهو مسيرة يعرف حقيقتها وده الوقت اللي هيكون صالح فيه محتاجلك ....اجمدي
فقط ربت علي كتفها ليس ليواسيها ولكن ليشجعها وهو يقول : يلا امسحي وشك وانزلي اقعدي وسط صحابك ...
هزت مها راسها ببكاء : مش هقدر .....ازاي وهو مش موجود .....
قال رافت بثبات : كلها نص ساعه الناس تمشي اتحمليها عشان شكلنا قدام الناس وبعد كده اعملي اللي انتي عاوزاه
نظرت له مها بعيون منكسرة : وهو !
هز رافت رأسه : متشغليش بالك هيرجع ...!
..........
....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن