(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قال جاسر بنبره قاطعه : لا متفكريش احسن
بوغتت بإجابته : ايه ؟!
التفت لها جاسر بجديه :
اللي سمعتيه ياماسه ..... بلاش افكارك دي
احنا كويسين بلاش مشاكل ...!
نظرت ماس اليه مطولا ودارت برأسها الآلاف الأفكار والكلمات والردود ولكنها بقيت صامته فقط تنظر إليه ..واااه من صمتها الذي كان يحمل الف معني ورد لكلماته !
صمتت ليس اقتناع وليس رغبه منها في الصمت ولكن رغبه منها في تجنب خلاف جديد بينهم ...تعبت حقا من كثرة الخلافات التي أرهقت قلبها ومشاعرها تجاهه
صمتت لأنها لاتريد مجددا الدخول الي تلك الدوامه اللا نهائيه من الأفكار والجدال والشد والجذب
صمتت لأنها باختصار وستقتبس اخر كلماته ..( لا تريد مشاكل بينهم )
نعم لاتريد المزيد من المشاكل بينهم ليس خوفا علي شيء إلا حبها له الذي يتمزق في الوسط ...!
وبالرغم من أنها صامته إلا أن صمتها أصاب هدفه تحديدا حينما طال وفهم جاسر ما تقوله عيناها ( تعبت منه ومن تقيده لها ) ولكنه ابدا لا يقيدها ...!
نعم في قراره نفسه لا يفعل هذا او ينطق بتلك الكلمات قمعا لها ولحريتها بأن تعمل ...هو فقط يريد راحتها من وجهه نظره أيضا ولكنه لا يعلم كيف يفكر عقلها الان مع هذا الصمت الذي قرر اختراقه ما أن قامت ماس من مكانها واتجهت الي الداخل ليلحق بها سريعا ويتوقف امامها : ماس
لم تقل شيء وتابعت خطواتها ليمسك جاسر ذراعها ويجذبها إليه ويوقفها أمامه : ماس ...سكتي ليه ؟!
هزت كتفها بيأس واضح في نبرتها الحزينه : اقول ايه ؟!
عقد جاسر حاجبيه ونظر لها برفق لرؤيه هذا الحزن بعيونها ليقول بحنان : قولي كل اللي انتي عاوزاه
هزت ماس كتفها ولم تستطيع نبرته جذب الكلمات من داخلها والتي تعرف نهايتها لذا فالصمت افضل
: مش عاوزة اقول حاجه
نظر لها جاسر بطرف عيناه وداعب خصلات شعرها : بقي ماسه مش عاوزة تقول حاجه بعد اللي انا قولته
رفعت عيناها إليه تتطلع الي تناقضاته التي لم تستطيع يوما حل شفرتها لتقول بنفس اليأس : لو قولت ....في حاجه هتتغير
ابتسم جاسر لها بهدوء : عمري ما شوفتك بتتكلمي بيأس كده
دون إرادتها لمعت الدموع بعيونها ليمسك جاسر بيدها وياخذها الي غرفتهم ويجلسها علي طرف الفراش ويجلس بجوارها وهو مازال ممسك بيدها بين يداه
نظر إليها وسحب نفس عميق قبل أن يقول بنبره هادئه : ممكن افهم ليه الدموع دي ؟!
فركت عيونها بيدها التي سحبتها من يده قائله : مفيش دموع
نظر لها بطرف عيناه ولم يجد بد ولا مفر من الحديث معها : ماس حبيتي انا جايز قولت كلمتين بايخين بس انا مش قاصدهم زي ما فهمتي
رفعت عيناها إليه باتهام : وانا فهمت ايه من كلامك وانت مش قاصده
ابتسم لها بمراوغه : فهمتي اني مش عاوزك تشتغلي واني بفرض عليكي رأيي وان الشغل ده حقك وكل الكلام اللي انا وانتي اتجادلنا فيه كتير قبل كده
امسك بوجهها بين يديه وجعلها تنظر إليه بينما يتابع بجديه : ماس حبيتي انا خايف عليكي وقلت الكلام ده عشان مش عاوزك تتعبي مش اكتر وبخصوص موضوع الشغل انا معنديش مانع تشتغلي بس عندي مانع في اختيارك توقيت ومكان غلط
عقدت حاجبيها ونظرت له باستفهام : مش فاهمه
تنهد قائلا : يعني يا حبيتي احنا هنا زي ما قولتلك بصورة مؤقته ازاي بقي تدوري علي شغل وانا عارف سخافه انك تبدأي من اول وجديد وتقدمي في أماكن وتعملي interviews كل ده بخلاف انك حامل وبعد ما تتعبي نرجع تاني لحياتنا وبيتنا يبقي ليه التعب من الاول
بالنسبه له وجهه نظر صحيحه ونعم تبدو كذلك للبعض ولو لم تكن هي بداخل الموضوع لكانت ربما تقول نفس الكلام ولكن بالنسبه لها ولشعورها بهذا الحماس وهي تعمل تلك الساعات الماضيه وتستعيد شغفها كان الأمر غير مقنع لتنظر له مطولا ومجددا تصمت وهي تفكر في كلماتها التي سيترتب عليها الكثير ..... أن صممت ستدخل معه في جدال وهو لديه وجهه نظر صحيحه وكعادته مبهر في الإقناع وهي ستعجز عن إثبات وجهه نظرها وستشعر بالمزيد من الغضب منه ومصير هذا الغضب هو الفتك بحبها له وهذا ما لايريده قلبها لتشعر نفسها طفله صغيرة لا تعرف ماذا تفعل وهاهو ابيها يعدها بالحلوي وليس عليها إلا أن تصدق وعده
سألها جاسر حينما طال صمتها : ساكته ليه ....؟! كلامي غلط
نظرت إليه كطفله صغيرة متأمله : يعني انت بجد مش رافض اني اشتغل
هز رأسه : زي ما قولتلك ....معنديش اي مانع الا في اختيار الوقت المناسب
نظرت له برجاء الا يكون كاذب في وعوده : يعني انت مش بتضحك عليا
ابتسم لها وهز رأسه قائلا بحنان : لا يا حبيتي ....ممكن تبطلي تبصي ليا كده وكأني وحش ساجن الأميرة
ابتسمت لتشبيهه ولكنها سألته مجددا بإصرار : يعني لما نرجع هتخليني اشتغل
اوما لها : أن شاء الله
ضيقت عيناها وتطلعت الي إجابته المراوغه والتي تحمل التسويف : جاسر قول اه
نظر لها رافعا حاجبه : وانا قولت لا
هزت راسها بعدم اقتناع : قولت أن شاء الله
اوما لها بمسايرة : ماهو أن شاء الله ياحبيتي
وضع يداه برفق فوق بطنها التي لم تظهر عليها آثار الحمل بينما عبرت للشهر الثالث ليقول : اهتمي انتي بصحتك وببنتي و أن شاء الله هنشوف موضوع الشغل لما نرجع بيتنا
عقدت ماس حاجبيها وهددت عيناها بالشر لتقول بهجوم : انت بتضحك عليا
بالفعل ضحك جاسر علي هيئتها التي تحولت سريعا لغضب محبب لتوكزه ماس بصدره : انت بتضحك علي ايه ؟!
نظر لها وهو يكتم ضحكته : عليكي يا روحي ...كنتي هاديه من ثواني ايه اللي حصلك
زفرت قائله : اللي حصلي انتي فاهماك
هز رأسه وامسك بيدها بحب قائلا : وانا فاهمك يا حبيتي وعارف انك مش هتتراجعي عن موضوع الشغل ده حتي لو انا رجعت في كلامي
نظر لها بمشاكسه وتابع : باختصار هتخلي حياتي جحيم وانا مش قدك عشان كدة اطمني
نظرت له بشك : يعني هشتغل
اوما لها ومرر يداه علي بطنها قائلا بمكر : قومي بالسلامه وكام سنه كده البيبي يقف على رجله وبعدين اشتغلي براحتك
اتسعت عيون ماس بصدمه قبل أن ترعد وتبرق وهي تنفجر به باستنكار : كام سنه ....ايه كام سنه
ضحك جاسر وقال بمرح : ماهو يا حياتي اول اربع سنين البيبي هيكون محتاجلك وبعد كدة يدخل المدرسه برضه محتاج لك وبعد المدرسه .... قاطعته ماس بحنق : بعد المدرسه يدخل الكليه ويشتغل ويتجوز وانا يكون عندي سبعين سنه صح
ضحك جاسر وداعب شعرها بسماجه : متقوليش كده ياقلبي انتي صغيرة وقمر
أبعدت يداه عن شعرها بغيظ : اوعي كده
احتضنها جاسر ومرر يداه علي شعرها بحنان : بهزر يا ماسه ....بهزر
تنهد وتابع بجديه : زي ما قولتلك وقت ما يكون الوقت. والظروف مناسبه اشتغلي براحتك
.............
....
نظر مهران الي رياض الذي قال بانفعال : يرضيك يا مهران
هز مهران رأسه متنهدا وهو يقول : اهدي يا حاج رياض و سيب ليا الموضوع ده
زفر رياض بغضب وتابع : انا كلمته كتير وهو مصمم علي موقفه ....نظر إلي مهران وتابع : مش هينفع الكلام يامهران مع الراجل ده.... انا مش عاوز اعمل مشاكل عشان النسب اللي بينكم وهو مستغل الفرصه و طايح علي مدد اسمك ... بس ده كده بيضربني في تجارتي وشغلي وانا حبيت اتكلم معاك الاول بس بعد كده هتصرف بنفسي
هز مهران رأسه قائلا : خلاص يا حاج رياض قولتلك سيب ليا الموضوع ده و انا هتصرف فيه
اوما رياض وهو يضع يداه علي صدره الذي بدأ يعلو ويهبط من فرط انفعاله بينما فاروق لا يتوقف عن اثاره المشاكل في العمل بجهل منه عن قواعد التجار والمزارعين ليأخذ منه المزاد يلو الآخر بالاضافه لبخسه ثمن الفاكهه ليحرق ثمن محصول رياض
نظر مهران الي رياض بقلق : انت كويس يا حاج
اوما رياض ليقول مهران : طيب قوم بينا اوصلك ترتاح
هز رياض رأسه قائلا بتعب : لا يا مهران متتعبش نفسك انا لسه قدامي شويه شغل
قال مهران بإصرار : سيب الشغل يا حاج واسمع الكلام وتعالي ارتاح
تنهد رياض بغصه حلق وهو ينظر لمهران قائلا : ولما اسيب الشغل مين يعمله .....انا معنديش ولد يا مهران عشان يشيل عني الشغل وبنتي هتتاكل لو سبت الشغل في ايد العمال
اوما مهران بتأثر وربت علي يده قائلا : انا وصالح زي ولادك ....اطلب مننا اللي انت عاوزة
اوما رياض قائلا : ربنا يخليك ....يلا قوم انا عطلتك
هز مهران رأسه : ولا يهمك يا حاج ...ومتقلقش موضوع فاروق ده انا هخلصه
اوما رياض له بامتنان : ده العشم
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Romanceتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...