روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتح جاسر عيناه وبهدوء شديد حرك رأسه تجاه ماس التي بقيت بحضنه طوال تلك الساعات التي مضت عليهم بتلك الليله الكئيبه وقد انهكها البكاء ونامت كما انهكه وجع قلبه عليها وعلي طفلهم الذي مازالت تحتضن ملابسه بين ذراعيها .... برفق شديد مد يداه الي تلك الملابس يبعدها من بين يديها ثم تحرك ليحملها برفق ويعتدل واقفا يكبح الم جسده من بقاءه طوال الليل علي الارضيه الصلبه فلم تتحرك أو تقل شيء بل بقيت تبكي بلا توقف ولم تفلح محاولته لتهدئتها ليبقيها بين ذراعيه تبكي وتفرغ مكنونات صدرها المحترق ....شعرت ماس به حينما حملها لتفتح عيونها المتورمه واول ما قابلته هو وجهه بينما يميل بها ليضعها فوق فراشها
حاولت نطق شيء ولكن وكأنها نسيت ابجديات الحروف فلم تستطيع نطق شيء وهو بالرغم من أنه يفهم ما تشعر به إلا أنه عاجز عن اختيار كلمه يعبر بها عن شعوره بوجعها ... قبل أن تنساب تلك الدمعه من عيونها كانت يداه تتحرك تجاه وجهها يمسح بها اثار دموع الليله الماضيه ويزيل بها أي دموع قادمه بينما يقول بنبره راجيه : ماسه كفايه عياط
نظرت له تلك المره ليستقبل نظرات عيونها باشتياق وحنان جارف ويحتفظ بنظراتها في مرمي نظراته لعلها تقرأ بعيناه كل ما يريد قوله ويعجز عن التعبير عنه بالكلمات فهو طفل مشاكس اعتاد الدلال والتفهم من والدته وهاهو أخذ عقاب شديد علي أفعاله فينتظر منها المسامحه ولكن هاهي تحرمه مجددا من نظرات عيونهم بينما خفضت ماس عيونها ونظرت الي فراغ يدها بعد أن أخذ تلك الملابس منها ليسحب جاسر نفس عميق ويجلس بجوارها ويحيط كتفها بذراعه رافض أن يشعر برفضها لاقترابه الذي حتي ولو لم تظهره جسديا إلا أن قلبها أوضحه له ولكنه تجاهل ذلك الشعور وصمم علي الاقتراب ليزيد من ذراعه حول كتفها ويضع راسها علي صدره ويستند بذقنه فوق راسها
ظلوا علي حالتهم طويلا والصمت يحيط بهم حتي شعر بانفاسها تنتظم .....مرر بحنان يداه علي خصلات شعرها وظهرها ثم يرفع ذقنها برفق لتنظر اليه وهو يسألها بعتاب : ليه فضلتي لوحدك ومكلمتيش مامتك ؟!
عادت لتخفض وجهها ولكنه لم يترك عيناها تبتعد ليرفع وجهها إليه مجددا ويحتفظ بلمسه أنامله فوق ذقنها حتي لا تهرب بعيناها منه
: مش عاوزة اقول لحد ؟!
غامت عيناه بالحزن وهو يواجهها بالواقع : بس هما لازم يعرفوا
غص حلق ماس وهي تقول بانكسار : مش هقدر دلوقتي ..... انفلتت الرجاء من شفتيها وقد نظرت هي له بعيون عادت لتغيم بالدموع : بلاش تقولهم دلوقتي .... بلاش تخليني اتكلم ولا اسمع حاجه عن الموضوع ده دلوقتي ....مش هقدر... لو بتحبني متقولش حاجه
اوما سريعا وامسك بوجهها بين يديه واغرقها بالقبلات الحانيه وهو يهتف بقلب ملتاع لوجعها : بحبك طبعا ....حاضر ...حاضر هعمل كل اللي يريحك بس انتي خليكي كده ....متسكتيش تاني ..اتكلمي وقولي كل اللي جواكي ...انا حاسس بيكي وعارف والله انك مجروحه وهستحمل منك اي حاجه بس حاولي تخرجي من الحاله دي ....ربنا كريم وهيعوضنا ....أن شاء الله قريب اوي ربنا هيكرمنا تاني
بدأت كلماته تثمر لتقاوم ماس ما تشعر به من وجع والم وظلام وتتلمس طريقها للنور بكلماته فتردد بيقين ارتاحت له : ان شاء الله
ابتسم جاسر وقبل راسها قبله طويله ثم رفع وجهها وهو يمسك بذقنها ومال تجاه شفتيها ولكنها أبعدت وجهها ليتوقف جاسر بمنتصف الطريق ويتقبل رفضها بالرغم من الغصاصه التي أصابت قلبه بتلك اللحظه .
دون إرادتها كرهت جرحها له فهي تحبه ولكن قلبها مجروح منه .... ككل خلاف بينهم ترغب بوضع نقطه والبدء من جديد كما تشعر الان خاصه وهو يكون بتلك الحاله من الحنان والحب الذي يغرقها به ولكن عقلها لا يرحمها ومازال يعج بالذكريات التي يذكرها أنها ليست مجرد ذكريات بل واقع حياتهم وأن لاشيء سيتغير ... ربما وقتيا يتغير ولكن لاشيء سيتغير جذريا. ... عقلها لا يتوقف عن الحديث الذي تريد قوله له ولكن شفتيها لا تساعدها وتصمت وقلبها لايريد شيء إلا الارتياح والشعور بالحنان والاحتواء لوجعه وجراحه .....ككل مره وقعت صريعه متمزقه بين شتات عقلها وقلبها ....اقصت عقلها وسارت خلف قلبها ومشاعرها طوال الفتره الماضيه وهاهي النتيجه والان أن سارت خلف عقلها سيتألم قلبها لأنها ستجرح قلبه بكلماتها ..... مثاليه أن اعترفت أنها تكره جرحه ووجعه ولا تحتمله ابدا بالرغم من كل الجراح التي تحملها قلبها منه
ماذا تفعل ؟! طال وجومها وصمتها بينما عاد عقلها شيئا فشيئا يقوم من اسفل انقاضه ويمزقها بأفكاره وكلماته
رفعت وجهها الي جاسر الذي لم يبعد عيناه عن النظر إليها لتنظر الي عيناه علها تتلمس الطريق الصحيح
احتضنت عيناه عيونها بنظرات مطوله قبل أن ترتسم تلك الابتسامه الهادئه علي شفتيه وهو يقول بقليل من المرح : انا عاوز اعترفلك بحاجه ياماسه
نظرت له وهزت راسها ليهز رأسه ويزم شفتيه : انا تقريبا بوظت الair fryer ....ازدادت ابتسامته بينما يتابع اعترافه بوعده : بس متقلقيش هجيبلك واحده تانيه
داعب شعرها بمرح حينما لمح ابتسامتها وهو يسألها : هي بقت بكام دلوقتي ؟!
بعفويه رددت ماس التي أخرجها سياق حديثه الي طريق آخر بعيدا عن التحدث بما يمرون به عرف أن عليهم تجاوزه والابتعاد : ٤٠٠٠
رفع حاجبه وقال بمرح وهو مازال يداعب خصلات شعرها بأصابعه : لا حيث كده انا اكلم خالي عزيز يجيب لينا واحده وهو راجع
رفعت ماس حاجبيها وقد استحق بجداره أن ينال ابتسامتها بعد أن أستخدم اخيرا قدراته كضابط علي تحويل مجري الحديث بينهم ليغاير جو الكأبه التي خيمت عليهم : خالك بتاع القميص
ضحك جاسر بصخب وهز رأسه : اه هو
زمت ماس شفتيها برفض أن تشاركه الضحك ولكنه أصر ليميل عليها بمشاكسه وهو يأخذ يدها بين يداه يضعها علي صدره قائلا : طيب ما تقطعي القميص ده كمان عشان اطلب منه قميص مع ال air fryer
ضغطت ماس علي شفتيها تكتم ضحكتها فهل هي ساذجة ليمضي كل شيء بمجرد كلمات حنونه ومداعبه شقيه منه ....سحبت يدها من اسفل يداه ووكزته بصدره تبعده عنها بينما تقول بحنق محبب : اوعي كده
هز رأسه وكال عليها قائلا بسماجه : مش هوعي الا لما تضحكي ... اشار الي وجهها : بصي واضح اهو عاوزة تضحكي بس مش راضيه. ...
ضمها إليه وعاد ليهمس من جديد بتلك الكلمات ( اضحكيلي ياماسه ) وسرعان ما تعود لتتذكر تلك الكلمات التي مرت عليها يوم زفافهم ...... قلبها المحترق
يريد أن يصارع كل هذا الحزن لترحب بتلك الذكريات الجميله بينهم لعلها تمسح قسوة الذكريات السيئه التي انحفرت بعقلها وقلبها الذي يريد أن يتنفس ويخفق له من جديد ....
............
....
تهللت ملامح جاسر بينما يهتف : انت بتتكلم جد يامهران
اوما مهران قائلا بينما استطاع اخيرا أن يتنفس الصعداء بعد تلك الليله العصيبه : الحمد لله ياجاسر ....الدكتور قال إنه بيتحسن
قال جاسر بلهفه : يعني شوفته ؟!
: لسه في العنايه بس حالته كويسه
تنهد جاسر قائلا : الحمد لله ....معلش يا مهران انا مقدرتش اجي ..تنهد وتابع : غصب عني مقدرتش اسيب ماس في الحاله دي لوحدها بس كلها يومين تتحسن وهرجع علي طول
: ترجع بالسلامه
: بس انت تبقي تطمني علي طول
اغلق الهاتف واتجه سريعا الي الغرفه تسبقه ابتسامته فلم يجد ماس التي دخلت الي تلك الغرفه مجددا ليسرع جاسر خلفها .....ماس
تماسكت وهي تلتفت إليه بينما أعادت تلك الملابس الي مكانها لينظر لها بحنان ممزوج بالشفقه علي حالتها وهي تحاول التماسك : حبيتي جيتي هنا ليه ؟!
ابتلعت غصه حلقها وهزت كتفها دون قول شيء
ليتجه جاسر إليها ويربت علي كتفها وياخذها الي خارج الغرفه بينما يقول برفق : الحمد لله علي كل حال ....
أومات له ليمرر يداه برفق علي وجنتها قائلا بابتسامه : صالح بقي احسن
ابتسمت له بوهن : بجد
هز رأسه : اه لسه مكلم مهران
نظرت له قائله : لو عاوز تروح تزوره وتتطمن عليه ...روح انا بقيت كويسه
هز رأسه قائلا : مش هسيبك لوحدك تاني
قالت بإصرار : والله بقيت كويسه
اوما لها : معلش ....برضه مش هسيبك
ساد الصمت قليلا ليستجمع جاسر شجاعته وهو يقول بينما يفرك يداه بثقل : ماس . ... احنا لازم نقولهم
دون إرادتها انفلتت زفره ثقيله من صدرها وهي تقول بنبره قاطعه : قولتلك مش عاوزة اتكلم دلوقتي في الموضوع ده
قبل أن يقول شيء كانت تقوم من جواره وتعود الي غرفتها ليتنهد جاسر ويفرك وجهه بيأس ..... يشعر بما تعانيه ويحاول إخراجها من حاله الحزن التي تملكت منها بضراوة ولكنها مازالت منغلقه علي نفسها فلايدري ماذا يفعل ولكنه بكل الاحوال لن يضايقها ويفرض عليها موقف لن تحتمله لذا سيمتثل لرغبتها ولن يتحدث الي أهله أو أهلها بخصوص هذا الأمر ......تعالي رنين هاتفه ليجده رقم والدته الذي رن بإلحاح بضع مرات .....
اجاب جاسر علي هاتفه لتتغير ملامح وجهه علي الفور بضيق شديد حينما أتاه صوت مي تعاتبه : كده برضه ياجاسر مردتش عليا الا لما كلمتك من تليفون ماما
هتف جاسر بضيق ....لايريد سماع صوتها ناهيك عن عتاب منها : عاوزة ايه يامي ؟!
غص حلق مي لتقول : انت واخد مني موقف ليه ياجاسر و بتكلمني بالطريقه دي وكأنك مش طايقني
سحبت نفس عميق ثم تابعت بدفاع عن نفسها : عملت ايه انا عشان تاخد مني موقف ... كل ده عشان خوفت عليك و مخبتش عنك اللي عرفته
غامت عيون جاسر بتلك الذكري لتتابع مي بصوت متأثر لكونها دوما المكروهه وسط الجميع مع انها لم تفعل شيء سيء ....أنها فقط أخبرته بما اخفته عنه زوجته !!
والكارثه حقا لا تكمن في ارتكاب الأخطاء بل تكمن في اقتناعنا بمبررات زائفة لفعلها واقتناعنا اننا لم نفعل شيء خاطيء وهنا تتوقف الأقلام وتتوقف الكلمات عن نطق شيء مادام الإنسان بداخله لايعترف بخطاه إذن فأي كلام ليس أكثر من مهاترات تستنزف الروح والعقل
: انا غلطانه اني قولت حاجه ...كنت سكتت
انفلتت أعصاب جاسر التي لا تحتمل اي شيء كما انفلتت شفتاه بينما يزجرها بضيق : عاوزة ايه ...بتتصلي بيا ليه ؟!
اجتاحت الدموع عيون مي لتقول بعتاب ظنت أن لها حق به لتقول بنبره ضعيفه : مش عاوزة حاجه ياجاسر ....انا بس كنت بكلمك اطمن عليك واشوفك مش بترد عليا ليه ...انت اخويا الوحيد
كور جاسر قبضته بضيق شديد ليحاول أن يسحب نفس عميق الي داخل صدره الضائق وهو يقول : ماشي يامي
انفلتت شفتيها بشكواها لتقول بصوت منكسر : انا مسافره ...
عقد جاسر حاجبيه دون قول شيء لتتابع مي : مالك اتنقل ومصمم اسافر معاه ....
فرك جاسر وجهه بينما تابع استماعه بصمت لكلمات مي التي تابعت بأسي : يرضيك يا جاسر يبعدني انا وادم عن بيتنا وحياتنا وعن ماما وبابا ..... كلمه ياجاسر يسافر لوحده وانا استناه
رفع جاسر رأسه من بين يده قائلا : وانا مالي ؟!
انصدمت مي مما نطق به لتقول بوجل : ايه ؟!
هتف جاسر من بين أسنانه : اللي سمعتيه يا مي ....انا ماليش دعوه ومش هتدخل بينك وبين جوزك ....عندك بابا خليه يكلمه
انفلتت الدموع من عيون مي بينما خذلها أخيها لاول مره بعد أن ظنته الوحيد الذي سيقف أمام زوجها الذي خيرها بالسفر أو الانفصال
: كده برضه ياجاسر .... بتتخلي عني
قال جاسر بثبات : بابا يتدخل احسن ...تدخلي هيزود المشكله
قالت مي بهجوم من بين دموعها : كل ده عشان ماس .....طبعا هو يتحمق ويولع الدنيا عشان أخته وانت تسيبني .... وتلاقيها اصلا فرحانه في اللي حصلي
قاطعها صوت جاسر الحانق : بس ..اسكتي ومتجبيش سيرتها في كل كلمه تقوليها
احتدت نبرته وتابع بهجوم شديد يفرغ به ضغطه : عملتلك ايه عشان كل شويه تجيبي سيرتها ...ها
زفر بضيق شديد ليزداد الحقد بقلب مي من دفاع الجميع عنها ليعمي تفكيرها وتنفلت كلماتها المهاجمه : كل ده بسبب عمايلها ....اخوها قاصد يبعدني عن اهلي زي ما انت بعدتها ....بيجيب حقها وخصوصا أنه عرف اللي كان بينكم زمان ...!!
ظلت مي ممسكه بالهاتف الذي انقطع صوت جاسر من خلاله بعد ما نطقت تلك الكلمات التي قالتها بدون تفكير لتنتفض من مكانها علي صوت ماجده التي انصدمت ملامحها بعد أن استمعت لتلك الكلمات التي نطقت بها ابنتها لتقول بعدم استيعاب وهي تنظر إلي ابنتها بعيون متسعه :
انتي قولتي ايه ؟!
ابتلعت مي بصعوبه وهي تلتفت الي والدتها التي تسمرت أقدامها مكانها من الصدمه لتقولبتعلثم : ماما ... .قاطعتها ماجده بهياج شديد : ماما اييييييه ....؟!!
اقتربت منها تزجرها بعدم تصديق : انتي ايه اللي قولتيه لاخوكي ده .......ده حصل فعلا ولا بتقولي اي كلام ....
توترت كل ملامح مي ولم تجد اجابه لتزجرها ماجده بعدم تصديق : انتي اللي قولتي لمالك ؟!
قالت مي بتعلثم : ماهو ....م....قاطعتها ماجده بصياح :
ماهو ايه ...ماهو ايه ....؟! وكزتها بكتفها وهي تتابع بعدم تصديق :: حد يعمل عملتك .....
انتي غبيه .....ايييييه اللي عملتيه ده ؟!
قالت مي برجاء وهي تتلفت حولها : ماما وطي صوتك بابا هيسمع
هتفت ماجده بعصبيه من تصرفات ابنتها الطائشه : وانتي خايفه من ابوكي ومش خايفه من جوزك ولا من اخوكي .....انتي مجنونه
قالت مي بتبرير بينما كعادتها تفعل المصيبه سريعا وتندم علي مهل : ياماما ماهو لساني فلت غصب عني يوم الخناقه ....قلبي اتحرق من ماس وكنت عاوزة انتقم منها
قالت ماجده بعصبيه : فلت ايه ....!!
انتي كنتي قاصده ......قاصده تولعي حريقه ياغبيه ..... ولعتي نار بين اخوكي وجوزك
ماس هيحصلها ايه ماهو اتجوزها خلاص .....وتنتقمي منها في ايه ....دي لولا كلامها أن صاحب جاسر هو اللي قاله كان زمانك متطلقه . .
ضربت ماجده علي ساقيها بيدها وهي تتخيل ما قد يحدث لتهتف بمي بعصبيه ممزوجه بالقهر : وقعتي بين الصحاب منك لله .....منك لله علي اللي عملتيه
هزت راسها وتابعت : وانا بقول جوزك واخوكي ايه اللي حصلهم اتاري من كلامك .....منك لله ...اقول عليكي ايه ؟!
اشاحت مي بوجهها تحاول الهروب من نتيجه أفعالها : هو كل حاجه انا
زجرتها ماجده بغضب : اخرسي .....انتي لسه هتتكلمي
حاولت مي امساك كتف والدتها برجاء : ماما اسمعيني
أبعدت ماجده يد مي بغضب : اوعي كده وامشي من وشي .....امشي مش عاوزة اشوفك
......لمعت الدموع في عيون مي تقول بعتاب : بتطرديني ياماما
زفرت ماجده بغضب : اه عشان مش عاوزة اشوف وشك
لتنظر لها وتسأل وهي تفرك وجهها : اخوكي عمل ايه لما قولتي كده
هزت مي كتفها بتوتر : مقالش حاجه ... قفل التليفون
قالت ماجده وهي تضرب صدرها بيدها : ياريت تيجي علي كده وبس ......ياريت تيجي علي كده وبس
: في ايه ؟!
التفت مي بتوتر الي زيدان الذي وقف علي باب الغرفه لتنظر الي والدتها برجاء وهي تقول لأبيها :: مفيش
نظر زيدان إليهم بريبه ليضع ادم الذي كان يحمله أرضا
وينظر الي ماجده قائلا : ماجده في ايه
هتفت ماجده وهي تتهرب من نظراته : مفيش يازيدان مش عاجبني انها مش عاوزة تسافر مع جوزها واتخانقنا انا وهي
تهربت وهي تتجه الي باب الغرفه : انا هقوم اشوف اللي ورايا
اوما زيدان ليقول لمي بهدوء : تعالي يامي عاوزك في كلمتين
اتجهت خلفه ابيها بتوتر بالغ : نعم يابابا
اشار لها زيدان برفق ؛ اقعدي
جلست مي تنظر لأبيها بترقب ليقول زيدان بحنان :: ايه اللي مضايقك انك تسافري مع جوزك
قالت بتعلثم وهي تحاول السيطرة علي خوفها مما قد يحدث بعد ما قالته لجاسر : ماهو هسيب حياتي هنا
قال زيدنن بهدوء : حياتك مع عيلتك مش كده ولا ايه
أومات مي ليكمل زيدان بعقلانية : جوزك طيب وابن حلال وكل مدي ما بيكبر في نظري باللي بيعمله .....واحد غيرة مكنش صبر عليكي وعلي تصرفاتك الطايشه
أومات مي تجاري ابيها بينما عقلها كان بكلمات والدتها التي كانت كناقوس خطر دق براسها بعد فوات الاوان لتعترف أنها غبيه للغايه بعد ما فعلته ....صمت مالك ولكنه سرعان ما كان يسدد لها عقابها والان جاسر صمت أيضا فهل سيكون لها عقاب .... ؟!
.......
فرك جاسر وجهه بانفعال شديد بينما اخذ يكور قبضته ويعض عليها بغضب شديد يكبحه بداخله حتي لا تشعر ماس بشيء ..... !
اعتدل واقفا وهو يحاول تنظيم أنفاسه الغاضبه بينما يتجه الي ماس .....
حاول السيطرة علي غضبه وهو ينقي نبرته قائلا : ماسه حبيتي
رفعت وجهها إليه ليتجه الي جوارها قائلا برفق شديد :
ماسه معلش ممكن اسيبك ساعه واحده بس
أومات قائله : انا كويسه متقلقش
ابتسم لها بحنان قائلا : مش هتأخر .... هروح بس المديريه اخلص حاجه وارجع علي طول
أومات له بصمت ليمد يداه الي ريموت التلفاز قائلا : اتفرجي علي فيلم ولا حاجه تتسلي بيها
أومات له ليتنهد جاسر وهو يتطلع الي حالتها التي تمزق قلبه الذي لا يطاوعه علي تركها ولكنه يجب أن ينهي هذا الحريق المشتعل بداخله ..... قام من جوارها واتجه الي جانب الغرفه ليحضر لها ذلك الحاسوب الذي مازال بعلبته حتي اليوم ليضعه امامها قائلا وهو يمرر يداه علي خصلات شعرها : انتي لسه مفتحتهوش ..... اتسلي شويه علي ما ارجع
أومات له ليبتسم لها برجاء وهو يتابع :
ماس خدي بالك من نفسك
هزت راسها : انا كويسه
نظر لها وتابع برجاء أكثر : لو ليا خاطر صغير عندك متعيطيش لوحدك
أومات له ليقبل جبينها وينصرف ......وما أن وضع قدمه بسيارته حتي ترك العنان مجددا لغضبه ليضغط علي دواسه الوقود بسرعه يقطع الطريق وعيناه بدأت تنزاح تلك الغيامه من فوقها وهو يرتب الأحداث برأسه ......
..........
...روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
عقد زيدان حاجبيه وهو يستمع لتلك الطرقات الصاخبه علي الباب ليسرع بانهاء صلاته قبل أن يتجه الي الخارج
بينما أسرعت ماجده تجاه الباب تفتحه لتجد جاسر امامها ولكن قبل أن تستقبله بلهفه كان يهتف بصوت جهوري وهو يدلف الي الداخل كالمجنون صائحا : هي فين ....هي فييين ؟!
قبل أن يسأل مره اخري كان يجد مراده المتمثل في مي أمامه التي انتفضت من مكانها ما أن اتجه جاسر إليها بخطوات غاضبه افزعتها كما افزعها صوته الذي صرخ بها وهو يقبض علي ذراعها مزمجرا : انتي عاوزة ايه ....عاوزة اييييه باللي عملتيه ؟!
قالت مي بتعلثم ورجاء ؛ جاسر والله غصب عني ... مقصدتش هو اللي ...
قاطعها جاسر صارخا : ....هو اللي ايه ...؟! هو اللي ايه بالضبط فهميني ؟! ...قولتيله ايه
قولتي ايه عنها ؟!
هزت راسها بخوف : مقولتش انا ...قاطعها جاسر مجددا بصوت جهوري : اخرسي ....انا مش عاوز اسمع صوتك .....مش طايقك انتي شيطان مش بني ادمه .....
حاولت ماجده أن تحول بينهم وهي تعطي لابنها كل الحق فيما يفعله ولكن زيدان كان قد خرج مسرعا يهتف : في ايه ؟!
....تفاجيء بوجود جاسر ليعقد حاجبه : جاسر في ايه ؟!
هتف جاسر بغضب شديد بينما لم يعد يحتمل الصمت أكثر لينفجر بنبره بالرغم من شدتها إلا أنها حملت انكساره : في أن ابني ضاع بسببها
انصعقت ملامح الجميع بينما يحاولون تبين صحه كلامه ولكن غضبه المتوهج لا يعطيهم فرصه للتساؤل
شهقت ماجده بهلع وهزت راسها بهستريا : جاسر انت بتقول ايه ؟!
وضعت مي يدها علي فمها بينما تجمدت ملامحها من الصدمه وهي تهز راسها : انت ...انت بتقول ايه ....
نظر لها جاسر باتهام شديد وهو يهتف بها : بقولك اللي حصل ...ابني مات ..ابني مات بسببك
هزت مي راسها وطفرت الدموع من عيونها بينما لم تتخيل أن تكون سبب في شيء كهذا : لا لا انا معملتش حاجه
صرخ بها جاسر بانفجار : اخرسي اخرسي ومتنطقيش كلمه
حاول زيدان التمسك باعصابه ليمسك بذراع جاسر يوقفه : جاسر اهدي وفهمني ياابني ايه اللي حصل ؟!
بكت ماجده بقلب منفطر وهي تترجاه : قولي ياابني ايه الي حصل ؟!
دار جاسر حول نفسه بهياج وضياع وهو يهتف وكأنه يحدث نفسه : اللي حصل .....اللي حصل أن اللي قاله مالك صح .....حصل واختي اتصنت علي مراتي وأخوها .....حصل وجت وحكتلي وانا زي الغبي سبت عصبيتي تمشيني
تغضنت نبرته بالندم وهو يتابع : انا السبب .....انا اللي كنت سبب موت ابني ....اشار الي مي باتهام : كل ده حصل بسببها ...ابني راح بسببها
قالت ماجده ببكاء حار وهي لا تستوعب تلك الصدمه كما حال زيدان الذي تلجم لسانه : جاسر ....لم تحتمل أن تكمل جملتها بينما نكس زيدان رأسه بخزي وهو يردد : لاحول ولا قوة الا بالله
هزت مي راسها وقالت بدفاع عن نفسها : لا ياجاسر .....انا
قاطعها جاسر صارخا : اسكتي خالص .....انتي لسه هتكذبي
انحني جاسر بغضب تجاه هاتف مي الملقي علي الطاوله ليرتجف قلب مي بينما يفتش جاسر به وهو يعرف عن ماذا يبحث تحديدا وبلحظه كان يرفع الهاتف أمامهم بينما انسابت كلمات ماس والتي استمع سابقا لجزء منها فقط لينحر الندم قلبه بضراوة للحظات وهو يستمع إلي باقي حديثها قبل أن يفرغ ولو قيد أنامله من غضبه بهاتف مي الذي ألقاه بالحائط ليسقط أشلاء
صارخا : انا غبي ......صدقتها ......صدقتها .....
اندفع الي مي التي تجمدت أقدامها بالأرض بينما يدفعها جاسر بغضب من نفسه أكثر من أخته : كله منك ....بسبب كلامك وكدبك
كرهتها ومكنتش قادر ابصلها قالتلي اسمعني مسمعتش
قسيت عليها و سبتها لوحدها وهي بتقولي تعبانه
مكنتش راجل واخدتني الكرامه وانا زعلان من كلامها عليا اللي هو اصلا صح .....حتي لو مدافعتش عني هي مقالتش حاجه غلط. . ..... كنت بستقوي عليها بصوتي وعصبيتي....كان ممكن اسامحها في أنها خبت عليا مشكلتها بس بسببك وبسبب كلامك مقدرتش ابصلها
وكرهتها وقسيت عليها .......كله بسببك
ترجته ماجده وهي تبعده عن مي التي كانت ترتجف من شهقات بكاءها : جاسر اهدي ياابني وغلاوتي عندك اهدي
هيجرالك حاجه
هتف جاسر بانكسار وهو يترك مي ويدور حول نفسه : يجرالي ايه اكتر من اللي جرالي
نظرت له ماجده بقلب منفطر وهي تسأله بلسان ثقيل : ماس ...ماس كويسه ؟!
نظر إلي والدته بعتاب : انتي ايه رايك ....واحده في حالتها هتكون كويسه ؟!
هزت ماجده راسها بكمد بينما بحث زيدان عن كلمه ينطقها ولكنه لم يجد وهو يري أفعال ابنته الشنعاء التي جعلت مصيبه كتلك تحل فوق رؤوسهم .....
بينما حاولت مي الدفاع عن نفسها ببكاء شديد : جاسر والله انا مكنتش متخيله الموضوع يوصل لكده
زمجر بها جاسر : اخرسي
أمسكت ماجده بكتف ابنها تحاول تهدئته : اهدي ياجاسر
ابعد جاسر يد والدته عنه واتجه الي مي ليرفع إصبعه في وجهها بوعيد : من للحظه دي لا انتي اختي ولا اعرفك مش عاوز اشوف وشك تاني ومالكيش اي علاقه بمراتي لو قربتي منها من قريب أو من بعيد مش هقولك هعمل فيكي ايه ....لو فتحي بوقك ونطقتي بكلمه عن اللي حصل لها لاخوها مش هرحمك
لم يستطيع السيطره علي غضبه أكثر ليمسك ذراعها بغضب ويتابع بوعيد : انا قولتلها تخاف مني وهي ملهاش ذنب دلوقتي بقي انتي اللي تخافي مني..... عشان لو فكرتي تاذيها تاني قسما بالله هخرب بيتك زي ما خربتي بيتي .....فاهمه
اندفع من الباب لتحاول ماجده اللحاق به ولكن زيدان أوقفها مكانك لتنظر له برجاء : زيدان خليني ألحقه
هتف بها زيدان بغضب : اسكتي .....مش وقت كلام حسابي معاكي ومع بنتك اللي معرفتيش تربيتها بعدين ....تركها واسرع خلف جاسر يناديه :
جاسر ....
لم يتوقف جاسر الذي اسرع الي سيارته ليلحق به زيدان ويركب بجواره وسرعان ما كان جاسر ينطلق بسرعه غاشمه تركه زيدان يقود بها لعله يفرغ ولو جزء من غضبه ليجده يتوقف تلقائيا بعد قليل ويلتفت الي ابيه بانهزام قائلا : اعمل ايه يابابا .....ظلمتها .....ظلمتها كتير اوي
مكانتش تستاهل مني كده ....اعييش ازاي وانا عارف اني السبب في موت ابني ....
ربت زيدان علي كتف ابنه الذي تابع بقهر : انا مؤذي واذيتها بس غصب عني بحبها ومتحملتش تشوفني كده
.....قلبي محروق يا بابا عليها وعلي اللي حصلها وحصل لابني بسببي .....والله الغيرة عميتني ومقصدتش يحصل ليها كل ده ....انا بحبها ومقدرش اعيش من غيرها .....خوفت تبعد عني والغيرة حركتني ....مقدرش اقولها أن اختي السبب ....مقدرش احكيلها انا عملت كده ليه .....مش عارف اعمل ايه يابابا .....؟!
ضم زيدان ابنه إليه وربت علي كتفه هاتفا : هتعدي يا جاسر ... ياما الحياه الزوجيه بتمر بأزمات والحب هيخليكم تتجاوزوها مع بعض ....ماس طيبه وبتحبك وانت بتحبها وهتعرف ازاي تداوي جرحها
نظر جاسر لابيه : تفتكر هقدر ؟!
اوما زيدان بثقه : هتقدر أن شاء الله .....
عوضها ياابني. .... عوضها عن كل اللي حصل ...!
......
أنت تقرأ
قيد من ذهب
عاطفيةتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...