الواحد والخمسون

41.2K 2.1K 249
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
انفجر جاسر بصوت غاضب : غلطان . .. قولت واترجيت الف مره وقولت غلطاااان ...ضرب مقدمه السيارة بقبضته وتابع بقهر شديد : قالتلي بكرهك ومش مبسوطه معاك ....قالتلي دمرت حياتها ....قالتلي اني سبب موت ابني اللي انا زيها قلبي محروق عليه أضعاف ....قالتلي ياريتها ماشافتني ....وقفت قدامي تقولي أنها مش لاقيه نفسها معايا ....ازداد صراخه بينما يتابع بيأس : كنت اعمل ايه .....اعمل ايه. ... غلطت بس هي كمان غلطانه !!
التفت إليه زيدان باستنكار بعد أن استغرق دقيقه لاستيعاب اخر كلمه نطق بها ابنه الذي مازال يكابر : غلطانه ؟!
غلطانه في ايه ؟! غلطانه أنها اتحملتك كل ده ...غلطانه أنها جت علي نفسها بدل المره عشره عشان ترضيك .....غلطانه أنها بقيت عليك وانت اللي طلقتها ؟!
عبست ملامح جاسر بقوة بينما بكل مرة يكون هو وحده الشرير بالحكايه ليقول لابيه باعتراض مدافع عن نفسه وليس عدم اعتراف منه بغلطته الوحيده بوجهه نظره  : وهو انا طلقتها من غير سبب ولا هي اللي طلبت وقالت كل الكلام ده ...كانت مستنيه مني ايه وهي بتقولي كل ده   ؟! ...قاطعه زيدان بغضب : كانت مستنيه تحتويها وتتحملها زي ما اتحملتك
قال جاسر باستنكار : وانا متحملتهاش ...انا بقالي شهرين بحاول أراضيها ومتحملها ....هز رأسه بيأس وتابع : كنت مستعد اتحمل منها أي حاجه الا اللي قالته .... اتحمل ايه اكتر من كده وايه متحملتهوش اي راجل مكاني كان هيتحمله بعد كلامها ليا ؟!
قاطعه زيدان بحنق من إصرار ابنه علي تبرير خطأه : ادي انت قولت أنه كلام .......التفت الي ابنه بكامل جسده وتابع بدفاع عن ماس : كلام واحده مدبوحه ومدبوحه منك انت
ايه الصعب في أن راجل يتحمل مراته شويه وهو عارف ظروفها الصعبه اللي بتمر بيها ...فتح جاسر فمه ليقول شيء ولكن زيدان لم يمنحه الفرصه ليكمل بغضب : وقبل ما تنطق اي كلام تدافع بيه عن نفسك اعرف أن ربنا امرك بكده وعشان كده حط العصمه في ايدك ....عشان انت تتحكم في نفسك مش عشان تجري تعاقبها علي كلامها وتطلقها
اشاح جاسر رأسه بخزي من كلام أبيه الصحيح الذي تابع : طول ما انت بتفكر كده ومش بتفكر تلتمس ليها الأعذار زي ماهي بتعمل معاك عمرها ما هتسامحك وحياتكم هتبقي شد وجذب .....نظر له بعتاب وتابع : كنت تعالي علي نفسك واعملها بجميله ياأخي إنما مش كلمه قصاد كلمه ..... انت حرمتها من شغلها ومن أهلها وحتي من ابنها وجاي تقولي قالت معرفش ايه ....ماهي لازم تقول وتقول
بلسان ثقيل عجز عن الرد قال جاسر بأسي : اعرف منين أنها لسه شايله في قلبها مني.... فكرتها نسيت كل اللي فات لما قالت مش عاوزة تتكلم في اللي حصل
اوما زيدان وقال بتوبيخ : واهي اتكلمت ومنسيتش ....تقوم تعمل كده ؟!
تنهد جاسر بضيق شديد من نفسه قائلا  : غصب عني يابابا ...كلامها دبحني وفكرت اني هرضيها لما ابعد عنها ....هز راسه وتابع ؛ مكنتش اعرف انها مش قاصده وفكرت أنها فعلا اخدت قرار وسابتني
رفع وجهه الي ابيه وتابع : انا مش وحش اوي كده يابابا ....انا بحبها وهي عارفه وحتي لو كنت عصبي فأنا بتعصب بسبب وهي مكانتش بتساعدني وكانت بتعصبني زياده
نظر له زيدان بيأس : يعني لسه برضه مصمم تطلعها غلطانه ؟!
قال جاسر بأصرار : عشان هي غلطانه .... حتي لو انا غلطت فهي برضه غلطانه ... غلطت لما خبت عليا وخلت الحال يوصل بينا لكده ...لو مكانتش خبت عليا من الاول مكانتش مي هتعمل كده ولا هيكون في فرصه ليها تتدخل بينا ....اشاح بوجهه وقبض علي المقود بيده وهو يتابع : وبرضه خبت عليا أنها لسه مش ناسيه اي مشكله بينا حصلت وفكرت أنها نسيتها وجت مرة واحده انفجرت وحسستني اني مصدر عذابها وان حياتها هتكون احسن من غيري
لم يعارض زيدان تلك المره بل نظر إلي ابنه قائلا : طالما انت شايف كده يبقي انت حر ...!
نظر له جاسر وقطب جبينه باستفهام : يعني ايه ؟!
نظر له زيدان بمغزي قبل أن ينزل من السيارة : يعني انت حر ....أهي مراتك عندك وحجتك وتفكيرك كمان عندك شوف بقي هتعرف ترجعها بدماغك وتفكيرك ده ولا لا 
نزل زيدان ليلحق به جاسر : بابا انت رايح فين ؟!.
اشاح زيدان برأسه : هرجع البيت لوحدي
قال جاسر برجاء : بابا لو سمحت انا مقصدش اضايقك ...انا بتكلم معاك
قال زيدان بحده : وكلامك مش عاجبني ولا مقتنع بيه
اوما جاسر بتهذيب : طيب اتفضل هرجع حضرتك البيت ونكمل كلامنا
هز زيدان رأسه بإصرار : مفيش كلام تاني يتقال ....كلامك معاها
..........
....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن