الثامن والثلاثون

44.9K 2.1K 240
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ضيق جاسر عيناه بغيظ حينما الحت ماس علي بقاء أبيه لديهم حتي الصباح .....
رفعت ماس عيناها تجاه جاسر الذي دخل الغرفه وهي تجاهد لتكبح ضحكتها علي هيئته التي كللها الغيظ لتتظاهر بأنها ترتب ملابسه في الخزانه بينما شعرت به يتحرك تجاهها بخطوات بطيئه يتطلع إليها بعيون ملئها المكر لتتراجع خطوتين الي الخلف ترفع اصبعها أمام وجهه حينما تلاعبت النظرات اللعوب بعيناه وهو يتوقف امامها مباشره يحشرها بين عضلات صدره امامها والخزانه من خلفها لتهمس بتحذير : جسورة انت بتبص ليا كده ليه ...؟!
اقترب الخطوه الفاصله بينهما وأسند كلتا يداه علي الخزانه حولها ومال تجاه وجهها وعيناه تتلكأ أمام شفتيها بينما يهمس بمكر : ببصلك ازاي
قالت ببراءه : بتبص علي شفايفي ليه كده ...
هدرت الدماء في عروق جاسر حينما نطقت كلماتها ببراءه ليميل تجاه شفتيها أكثر وهو يقول مضيق عيناه الماكرة : متغاظ من شفايفك
نظرت له ببراءه : ليه ؟!
قال بخبث وهو يرفع يداه يمررها فوق شفتيها ببطء : عشان لما بتقولي جسورة دي بتبقي عامله مصيبه ...زي اللي عملتيها ....ازداد الغيظ في نظراته وهو يقلدها : نام عندنا يااونكل ....عشان خاطري يا اونكل انت واحشني
افلتت ضحكتها : انا ياجسورة ...
اوما لها وهمس قبل أن ينقض علي شفتيها : اه ياقلب جسورة ....بقي اونكل واحشك وابن اونكل لا .....ضاعت كلماتها بين شفتيه التي التهمت شفتيها بتوق ورغبه لتذوب ماس بين ذراعيه تبادله قبلته باشتياق لدقائق قبل أن تشعر بيداه تتحرك تجاه ازرار بيجامتها يحلها الواحد يلو الآخر لتسحب شفتيها من بين شفتيه سريعا وتضع يدها فوق يده توقفه ما أن فتح اول ثلاث ازرار
: لا جاسر مش هينفع اونكل في الأوضه جنبنا
لم يقبل رفضها ليميل مجددا تجاه شفتيها التي لم يشبع منها بعد ليقبلها مجددا ومجددا حتي سلب أنفاسها....قالت بأنفاس لاهثه : جاسر ... مش هينفع ....إونكل هيسمعنا...قاطعها جاسر الذي همس بجوار اذنها التي أخذها يداعبها بشفتيه : يبقي هششش وبطلي كلام
افلتت ضحكتها الناعمه من قبلاته : بغير ياجاسر
رفع حاجبه ووضع يداه علي طرف شفتيها يوقف ضحكتها العاليه : بس ...هشش
ضحكت مجددا وهي تشير له : انت عارف اني هفضل اضحك ....بس ياجاسر بغير
عقد حاجبيه بانزعاج وقال اسمها بعتاب بينما اشتاق لها حد الجنون : ماس
قالت بدلال وهي تضع يدها فوق صدره الذي دق بداخله قلبه بقوة : قلب ماس
رفع حاجبه بغيظ : والله
هزت كتفها بدلال ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها تقبل طرف شفتيه : عندك شك انك قلبي
نظر في عيونها وقال بمشاعر جياشه وهو يعاود تحريك رأسه تجاه شفتيها : وانتي حياتي
تملصت ماس منه قائله : جسورة بس بقي .... بقولك اونكل جنبنا .
زفر بضيق لتسرع ماس تدخل الي الفراش وتنظر له بينما ظل واقف مكانه : مالك ياجسورة
ضيق عيناه ونظر لها بغيظ قائلا : مش هنام جنبك
عقدت حاجبيها قائله : ليه يا حبيبي ؟!
قال من بين أسنانه بغيظ : عشان انتي شريرة
قالت ببراءه : انا...؟! ده انت طيبه اوي
فتحت له الغطاء جوارها قائله بحنان : يلا يا حبيبي تعالي نام ...
هز رأسه : توء
مدت يدها الي أحد مستحضرات التجميل وأشارت له بها باغواء : ايه رايك اعملك مساج عشان تعرف تنام .....شكلك متوتر
نظر لها بشغف غلب غيظه منها وبالتأكيد لم يستطيع الرفض ليخلع التيشيرت الذي يرتديه ويتجه الي جوارها يتوسد الفراش ...ماشي مساج ..مساج ..
ضحكت ماس واستندت الي ركبتيها وبدأت تحرك يدها بالزيت فوق ظهره الذي استعذب لمستها وسرعان ما كانت دماءه الحاره تسري بكل عروقه ليهب من اسفل يدها ويهز رأسه : لا
نظرت له بدهشه : في ايه ؟!
هز رأسه وأشار لها بغيظ : هاتي التيشيرت ده ...نظرت له بدهشه : ليه
قال وهو يحاول تهدئه ضربات قلبه : هتهور لو فضلت جنبك ....انتي عاوزة تخلصي عليا انا عارف
ضحكت ماس وهزت كتفها بدلال وما أن فتحت فمها حتي اسكتها وهو يقول مقلدا لها : انا ياجسورة
ضحكت مجددا ليقول بغيظ وهو يرتدي التيشيرت الخاص به : أيوة انتي يا شريرة .....ماشي يا ماسه
رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : اقولك.... انا هروح انام جنب بابا احسن
افلتت ضحكتها ليقول بغيظ : مبسوطه اوي .. ماشي ياماس انا كل ده ساكت عشان الهرمونات اللي بتقولي عليها بس كلها بكره بابا يمشي وهتعامل مع ابنك وهرموناتك
ضحكت ماس واسندت ظهرها الي الوساده خلفها وقالت بحب وهي تمرر يدها فوق بطنها : اهو ابنك عندك اتصرف معاه
ضيق عيناه ومال ناحيتها : يعني ابني مش موقفك
قالت ببراءه مزيفه : موقف ايه ؟!
قال من بين أسنانه : ماس
هزت كتفها وقالت متظاهرة بعدم الفهم : اصل مواقفي معاك كتير ...حدد اي موقف
قال بغيظ من بين أسنانه : اني غلطان
سألته بمكر : وانت مش غلطان
هز رأسه وفرك عنقه قائلا : مش اوي
ابتسمت بسرها وهمست لنفسها ( بعد ما كان مش غلطان بقي مش اوي....يبقي في امل يعترف أنه غلطان )
.......
.....
قضت ياسمين ليلتها تبكي بقهر لتضيف ليله حزينه كئيبه أخري إلي لياليها التي عاشت بها لوقت طويل حتي أصبح الحزن هو السمه التي تكسو حياتها بينما أصبحت بها السعاده كلمه لا تستطيع حتي أن تطمح لها ولكن مع كل دمعه ذرفتها بالليل استيقظت وهي تشعر بشيء مختلف وكأن دموعها زادتها قوة أو هذا ما إرادته ....نعم سئمت البكاء والضعف وأصبحت تريد أن تكون قويه حتي لا تشعر بهذا الوجع .....مسحت بقايا دموعها وغسلت وجهها مرارا بينما أيقنت أن وجعها ودموعها كتبت عليها ان تكون منه هو وكل الجراح التي بداخل قلبها منه هو وحده..... وهي اعتادت فالوجع مازال مؤلم ولكن الفرق هو قوة احتمالها التي ازدادت ويجب عليها أن تحتمل الفراق وتحيا حياتها بدون صالح الي الابد فهي لم تعد تحتمل منه وجع اخر ....
ابتلعت أحد الاقراص المسكنه للألم لتسكن هذا الصداع الذي تملك من راسها ثم أعدت لنفسها كوب من القهوة وأخذته واتجهت لتجلس في الشرفه تستنشق الهواء وتشرد في الفراغ الممتد امامها بينما فراغ مماثل مخيف كان يكبر بداخل صالح الذي قضي ليلته يحاول فك تلك الكره الضخمه من خيوط أفكاره المتشابكه ....لن يبقي ممزق بين كل تلك الضغوط التي شجع نفسه طويلا بأنه يستطيع مواجهتها فهو ليس بضعيف وعليه أن يكون قوي ليسطر حياته وحده دون أن يخضع لضغط أبيه أو ضغط اي ظرف ولذا اول خطوه يجب أن يتخذها لمواجهه تلك الضغوط هي خطواته التي خطاها تجاه منزل ياسمين ....طرق الباب بضع مرات ولم يلقي رد لذا ظن أنها ما تزال نائمه ....فكر بالذهاب ولكن قلبه لم يسمح له فيكفي أن يتركها لوجعها وجرحها أكثر من هذا ....
عقدت ياسمين حاجبيها وهي تتجه الي الباب الذي تعالت عليه تلك الطرقات لتجد صالح امامها ....
دون أن تسمح له بنطق شيء كانت تعقد حاجبيها وتقول بجفاء : خير يا صالح ... في حاجه ؟!
تجاهل صالح جفاءها الذي يستحقه ليقول وهو يهز رأسه : اه يا ياسمين في حاجه لازم نتكلم فيها مع بعض
هزت ياسمين راسها وهي تخمد صوت قلبها بداخل ضلوعها فيكفيها جراح : مفتكرش في بينا اي حاجه نتكلم فيها ....لو سمحت ياصالح كفايه لحد كده
اوما صالح موافق علي كلماتها : عندك حق ...كفايه ....
ابتلعت وهي تفسر كلمه كفايه بأنه اكتفي منها بينما نظر صالح الي عيونها وسارع لتفسير كلماته : كفايه اوجعك واجرحك ....ياسمين انا اسف علي كل اللي قولته وعلي كل اللي عملته في حقك ....انفعلت نبرته بينما يتابع : مش هقولك مبررات بس وحياتك عندي كل ده من حبي فيكي ....غيرت عليكي غصب عني
غيرت وحاولت اني انسي كلامه بس غصب عني غلبتني غيرتي لما قولتي ليا انك كلمتي مكرم .....
عقدت ياسمين حاجبيها باستفهام : كلامه عني. ..... مين ..؟!
أخبرها بكلام زياد عنها وعن مكرم لتشعر ياسمين بالاشمئزاز من هذا الحقير الذي يعيش علي اذيه الآخرين ويتلذذ بها ...
نظر صالح الي عيونها باعتذار : انا اسف يا ياسمين ...انا مهما احاول اعتذرلك مش كفايه بس قدري غيرتي وسامحيني ....وحياتك عندي ما قصدت من كلامي اي حاجه ولا كلام الحقير ده اثر فيا الا لما اتكملتي عن مكرم ....انا راجل وبحبك يا ياسمين وحقي اغير عليكي
عارف انك اتحملتي مني كتير بس دي اخر مرة اجرحك ....سامحيني يا ياسمين
..........
...
تقلبت فيروز التي بدأت تفتح عيونها لتشعر بهذا الشيء الصلب اسفل راسها ...رفعت عيناها ببطء تجاه تلك الأنفاس التي تلامس وجهها لتقابل وجهه مهران النائم ...تحركت دقات قلبها وهي تنظر إلي يداه التي أحاطت بخصرها بينما توسدت راسها صدره لتتهادي ابتسامه حالمه علي شفتيها وتعود لتغمض عيناها من جديد والأحلام الورديه تغزو مخيلتها وتستسلم للنوم مجددا كما فعل مهران الذي استغرق بالنوم يشعر براحه واكتفاء لوجودها نائمه بحضنه بينما تلاشت كل الحواجز بينهم يوما بعد يوم ....فتح مهران عيناه ومد يداه برفق يرفع راسها من فوق صدره ويضعها فوق الوساده حتي لا يقلق نومها ليعتدل جالسا ويتمطأ بكسل وهو ينظر في ساعته التي تجاوزت الحاديه عشر .....قام من جوارها واتجه الي ستائر الغرفه الثقيله يغلقها حتي لا تنزعج من ضوء الشمس القوي ثم اتجه لاستبدال ملابسه بهدوء ....
شعرت فيروز بانفاسه حينما اقترب منها ومال فوقها يطبع قبله علي جبينها لتتنازع ما بين فتح عيونها و ما بين البقاء متظاهر بالنوم والاستسلام لخجلها الفطري ...مرر مهران يداه علي خصلات شعرها بحنان وعاد يقبل جبينها ثم اتجه الي باب الغرفه وانصرف لتعتدل فيروز جالسه ومازالت تلك الابتسامه علي شفتها ...فهو رجل حنون صبور اخترق أسوارها الزائفه ووصل الي قلبها بلين شخصيته ...
.....

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن