الفصل الثالث عشر

33.1K 1.8K 205
                                    


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
توسدت ماس صدر جاسر الذي أخذ يمرر يداه بين خصلات شعرها ليسود الصمت بضع دقائق الا من صوت انفاسهما وبخلال تلك الدقائق اخذت الافكار تتخبط برأس ماس بينما اغمض جاسر عيناه بارتياح ....
رفعت ماس راسها قليلا لتنظر إليه بينما سري الارتياح بملامحه لتنطق باسمه :جاسر
تمتم دون أن يفتح عيناه لتقول بقليل من التشتت
: جاسر احنا ليه مش بنبطل خناق .....
فتح عيناه وتطلع إليها لتشرح ماس بأفكار متضاربه ...يعني انا توقعت بعد ما نتجوز مش هتفضل نتخانق لقيت اننا بنتخانق اكتر و كمان علي اي حاجة
قاطعها جاسر باعتراف : ومش هنبطل ياماس ...احنا كدة هنفضل نتخانق ونشد مع بعض المهم اننا في الاخر بنتصالح ....ده المهم
نظرت له بقليل من عدم الاقتناع : ليه نفضل نتخانق
وضع اصبعه بابتسامه هادئه فوق رأسها : عشان دماغك ناشفه وعنيده
رفعت حاجبها : انا عنيده
اوما لها بإقرار لتهز رأسها : لا طبعا ....انت اللي عنيد و كمان مش بتتفاهم معايا
تنهد بينما استطاعت انتشاله من حالته الهادئه الي أفكارها واسئلتها ليقول وهو يعتدل جالسا ويجذبها لتظل بحضنه : ماس ياحبيتي ..انتي اللي دايما مقتنعه اني مش بتفاهم وبمشي كلامي عليكي وخلاص بس لو فكرتي شويه هتلاقي أن بيكون عندي حق ..... يعني لما اغيب عنك طول الفتره دي اظن ابسط حقوقي ارجع البيت الاقيكي مستنياني ...الا لو مكنتش واحشك زي ما انتي وحشاني
قالت باعتراض : اكيد وحشتني ياجاسر بس حصل و كان في مناسبه عائليه المفروض نحضرها سوا .....
قاطعها رافعا حاجبه : ليه المفروض
هزت كتفها : عشان ...عشان زي ما قولتلك دي مناسبه عائليه واحنا من العيله
: مش هختلف معاكي بس كمان انا المفروض تكون عيلتك ...يعني ليا اولويه
نظر في عيونها وتابع باعتراف متصالح مع نفسه به : انا متعودش اكون نمرة اتنين ....وضع وجهها بين يديه وتابع : وخصوصا معاكي .....انا عاوز اكون انا وبس اللي هنا وهنا ...أشار بيده تجاه عقلها وقلبها
هل نال من أفكارها بكلماته التي بالرغم من أنها أن فكرت بها ستقودها الي انانيه بحته ولكن اعترافه بها بتلك الطريقه جعلت أفكارها تأخذ منحني اخر
لتقول : ماهو فعلا انت كدة ....انت حياتي كلها ياجاسر ...بس
نظر بترقب الي اخر جملتها لتتابع : بس احنا مش عايشين لوحدنا ولازم يكون في ناس تانيه في حياتنا ومش ناس بس .. لا حاجات تانيه ...شغل خروج أصحاب
هز كتفه وقد بدأت ملامحه تتغير من إطالتها للحديث بنفس النقطه : انا معترضتش بدليل انك كنتي طول الايام دي بتخرجي وبتروحي شغلك وعايشه حياتك
عقدت حاجبها قليلا : انت كنت عاوزني افضل قاعده في البيت
تجنب جاسر بفطنه ما يقوده إليه حديثها ليقول وهو يداعب خصلات شعرها : كنت عاوز ارجع الاقيكي مستنياني .
تنهدت ماس بينما عرفت انها لن تصل لشيء معه لتصمت ....نظر جاسر الي صمتها متسائلا : مالك يا حبيتي ...سكتي ليه ؟!
هزت كتفها باستسلام : عادي ....اهو اللي حصل
اوما لها بابتسامه وجذبها الي حضنه مقبل جبينها بينما يقول : مش قولتلك أن أي حاجه مش مهم طالما في الاخر بتكوني في حضني
حاولت الاقتناع بكلامه بينما تريد فعلا الا تفكر كثيرا بأي مشاكل حدثت بينهم لتغمض عيونها وهي تهمس برجاء : بلاش تتعامل معايا ببرود تاني ياجاسر لو اتخانقنا ....بجد عشان الموضوع ده بيزعلني اوي
اوما وترك جفونه تنغلق هو الآخر بينما يقول بدفاع اخير عن نفسه : بسكت عشان الموضوع ميكبرش ونتخانق اكتر ...
.............
....
نظر عمران الي بسمه التي شردت ولم تتناول شيء منذ جلوسها الي طاوله الأفطار ليقول بحنان : مالك يا بسمه ؟!
لم تنتبه الي حديث عمها لتوكزها والدتها فتنتبه إليها : ها
قالت تهاني : عمك بيكلمك
التفتت الي عمها : نعم ياعمي
: بسألك مالك ...مش بتاكلي ليه ...حد زعلك
هزت راسها وتناولت لقمه لينظر الي تهاني التي ما أن قامت بسمه من علي طاوله الأفطار حتي قالت : انت بتسأل ومش عارف مالها ؟!
نظر لها عمران بجبين مقطب : اتكلمي علي طول
قالت تهاني بامتعاض : اتكلمت ومحدش سمعني ....قولتلك البت كانت فاكره أنها هتكون لابن عمها وفي الاخر ابن عمها رايح يتجوز غيرها
زفر عمران وهب واقفا من مقعده : وبعدين في كلامك الماسخ ده .....
: كلامي ماسخ وعمله ابنك ...قاطعها عمران مزمجرا : ابني مش عامل عامله ...ابني شايف البنت أخته وانا مقدرش اغصبه علي جوازه مش عاوزها . ...نظر لها وتابع بتحذير : اياك تفتحي تاني الموضوع ده ...
تركها وانصرف لتعض تهاني علي شفتيها بغضب ...
جاءت إليها الخادمه تجمع الاطباق لتهتف تهاني بحده : سيبي اللي في ايدك و روحي نادي علي الست سحر والست سهام
أومات الخادمه واسرعت الي المبني الملحق بالمنزل تستدعي سحر وسهام
أسرعت سهام تسال والدتها : في ايه ياماما
قالت تهاني بحنق : في أنكم ولا علي بالكم امكم واللي بيحصل لها
نظرت سحر الي والدتها باهتمام : في ايه ياماما ...ايه اللي حصل ؟!
قالت تهاني بحنق شديد : في أن اختكم هتموت من القهر بسبب جواز مهران من البت الغريبه
نظرت الفتاتان الي بعضهما ثم الي والدتهما بعدم فهم لتقول إحداهما بتعلثم : أيوة يا ماما ...بس بسمه و...و قصدي مهران يعني عمره ما لمح انه عاوز يتجوز بسمه
نظرت لها تهاني بحده لتتدخل سحر قائله : سهام مش قصدها ....تقصد يعني نعمل ايه ....تحبي نكلم مهران
هزت تهاني راسها قائله : لا مش انتوا ....خلي جوزك انتي وهي يتكلموا معاه أن النسب ده مش مناسب لينا وإن البت واهلها داخلين علي طمع ...
صمتت تهاني سريعا ما أن استمعت الي خطوات مهران الذي نزل درجات السلم ليلقي التحيه علي إخوته ما أن رأهم
ابتسمت سحر وسهام : صباح الخير يامهران
ابتسم لهم : صباح النور
تلتفت حوله : فين نور
قالت سهام : لسه نايمه
اوما لها لتقول سحر : انت خارج
اوما قائلا : اه عاوزة حاجه
هزت راسها : لا ..مع السلامه
خرج مهران ليلقي التحيه الي زوج أخته الكبري سهام : صباح الخير يا عوني
قال عوني : صباح النور ....خير في حاجه
عقدت مهران حاجبيه بتساؤل ليقول عوني سريعا : اصل البت مهجه جت من بدري بتقول الحاجه تهاني عاوزة سهام ففكرت في حاجه
هز مهران رأسه : لا هما قاعدين جوه معاها
اوما ودخل ليتابع مهران طريقه الي منزل فاروق بينما انتوي أن يصل معها الي اخر كلماتها. ...
.........
رفضت كثيرا تناول الطعام ولكن مع إصرار امتثال وافقت أن تتناول بضع لقيمات
واللبن
مش قادره
عشان خاطري عشان جسمك يخف
مش عاوزة أخف ياريت اموت
ليه يابنتي بتقولي كدة انتي لسه في عز شبابك
تعبت
انتي ايه وقعك في سكه زياد بيه
قالت ياسمين باستسلام : نصيبي
ربتت امتثال علي كتفها قائله بمواساه : معلش يابنتي ....حاولي تتحملي في رجاله كتير بيكون طبعهم صعب بس بيتغيروا
نظرت لها ياسمين بتهكم : يتغير
أومات امتثال وهي تأخذ صينيه الطعام : اه  يابنتي ..ربنا يهدي سرك
دخل زياد الي الغرفه بعد قليل لتعتدل ياسمين جالسه سريعا بهجوم : انت جاي هنا ليه
قال بحنق : جاي اتخمد
نظرت له بازدراء قائله : اتخمد في اي حته تانيه
انفجر بها زياد بغضب : اسمعي بقي انا ساكت من الصبح
نظرت له ياسمين دون خوف قائله : وهتسكت
رفع حاجبه باستهجان :  وده ليه ؟!
قالت بتحدي : عشان أنا مش هسكت بعد كدة
نظر لها زياد بحنق : فاكرة جنانك ده هيمعني عنك ....لا فوقي انا بس ساكت عشان حالتك إنما متسوقيش فيها واعرفي كويس اوي أن محدش غيري بقي ليكي فعشان كدة حاولي تتعدلي بدل ما اتصرف معاكي بطريقه تضايقك
نظر لها وازدادت حده تهديدة : انا مش خايف تأذي نفسك عشان مش هستني لما تعمليها وهأذيكي انا يا ياسمين بحيث متنفعيش ليا ولا لغيري ....
نظر لها بغضب شديد مكتوم بداخله وتابع : انا مش بعد ما عملت كل ده عشان اوصلك تفتكري اني هستسلم أو اسيبك ولعلمك انا عارف كويس اوي خطط عماد الفاشله فأحسنلك بلاش تمشي وراه
قال كلماته واندفع خارج الغرفه بعد أن سحب أحدي اللفائف من خزنته وتركها مفتوحه ...
.......
اتجه مهران بخطوات ثابته الي منزل فاروق لتقول عزيزة باعتذار : الحاج مش موجود ياابني
اوما مهران قائلا : ياريت تبعتي حد يبلغه اني عاوزة
أومات عزيزة سريعا وهي تفسح له المجال : طيب اتفضل ياابني استناه جوه
دخل مهران حيث قادته عزيزة ليقول بتهذيب : بعد اذنك .... عاوز اتكلم معاها كلمتين
أومات عزيزة سريعا : حاضر .....بنت يا ذكيه اطلعي نادي الانسه فيروز
نزلت فيروز باندفاع كعادتها :
جاي عاوز ايه ؟!
عقد مهران حاجبيه بينما رأي طرف شفتاها مجروح وتلك الكدمه الزرقاء اعلي خدها ليقول بصوت حاد ونظره لا يحيد عن وجهها :
ايه اللي عمل فيكي كدة؟!.
زمجرت فيروز :
وانا مالك .... ابعد بقي من حياتي ربنا ياخدكم كلكم
اولته ظهرها واندفعت تغادر لينظر مهران في أثرها
لتسرع وداد تقول باعتذار :  حقك عليا ياابني ...هي فيروز عصبيه شويه
زفر مهران قائلا وهو يعود لجلسته : ممكن فنجان قهوة علي مالحاج فاروق يرجع
أومات عزيزة سريعا : من عنيا
عاد فاروق ما أن ارسلت عزيزة في أثره ليدخل مرحبا : اهلا اهلا يامهران بيه ... اتفضل
هتف مهران دون مقدمات وهو يعتدل واقفا :
انت مديت ايدك عليها
عقد فاروق حاجبيها باستنكار لسؤال مهران : هي مين ؟!
هتف مهران من بين أسنانه :
انت عارف مين ....رد من غير لف ودوران
قطب فاروق جبينه بقوة من طريقه مهران ليقول بحده : لو بتتكلم علي بنت اخويا .....قاطعه مهران بغضب :
قصدك الست اللي بقت تخصني ....وانا حذرتك قبل كدة تقرب منها ....
........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
اندفعت فيروز مجددا خارج الغرفه بينما غلت الدماء بعروقها ما أن فكرت للحظه أنهم يتفقون علي زواجها لذا اندفعت تجاههم مصممه علي أن تهدم المنزل فوق رؤوسهم فلا شيء لديها لتخسره .....
توقفت بمنتصف الدرج ما أن استمعت لصوت مهران الغاضب : طالما انت مفهمتش تحذيري اول مرة يبقي من بكرة الصبح الاقي رجالتك برا الأرض عشان لو لقيت فيها واحد يخصك هدفنه فيها ....
نظرت عزيزة إلي فيروز التي استمعت لكلام مهران بينما زاغت نظراتها بترقب بانتظار رد فعل فاروق الذي بمجرد سماعه لتلك الكلمات حتي هتف بانفعال : ماشي يامهران بيه ....من دلوقتي هسحب رجالتي من الأرض ونفضها سيرة ...منعديش بنات للجواز
شهقت عزيزة وسرعان ما وضعت يدها فوق شفتيها بينما تأزم الوضع بوقوف فاروق أمام مهران الذي هب واقفا ...معناه ايه الكلام ده ؟!
قال فاروق بحزم : معناه أن الاتفاق كله كأنه مكانش
انا مش موافق علي جوازك من بنت اخويا ...
( بس انا موافقه ) ....ساد الصمت للحظات بينما انطلق صوت فيروز التي انسلت من  جوار عزيزة واتجهت لتقف أمام عمها ناطقه بتلك الكلمات التي أشعلت نيران بالفعل متوهجهه ....!!
............

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن