روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
التفت ساقها ببعض بينما كل ما استطاعت أن تسيره خارج الغرفه هو بضع خطوات قبل أن تخونها ساقها ولا تستطيع حملها فتجثو مكانها والألم الشديد يكاد يزهق روحها لتنادي اسمه مره اخري بينما قلبها العاصي مازال يراه امانها ... جاسر
خرج صوتها ضعيفا فلم يصل إليه بينما وصل المها الي الحلقوم لتحيط بطنها التي تتمزق الما بيدها وتحاول أخراج صوتها الواهن بينما بدأ العالم يدور من حولها ولكن كل ما استطاعت نطقه هو بضع حروف متقطعه ...ج...ا...
لم تكد تكمل كلمتها وكانت تهوي مكانها ....
انتفض جاسر من مكانه بينما استمع لصوت ارتطام جسدها بالأرض ليركض ناحيتها وتتجمد ساقاه بالأرض وهو يراها بتلك الحاله ..... لا يعرف كيف وصل إليها بينما هربت الدماء من أطرافه ليجثو علي الأرض بجوارها بهلع شديد ويحيط جسدها بذراعه يرفعها عن الأرض وهو يضمها إليه وهو يهتف بقلب لهيف : ماااس ....ماس ...ماس ردي عليا
لا توجد كلمات بتلك اللحظه قادره علي وصف حالته بينما رقدت بين ذراعيه بوجهه شاحب حاكي شحوب الموتي ليصرخ بهلع وقلبه ينتفض بين ضلوعه وهو يكاد يموت بل بالفعل شعر بتلك اللحظه أن روحه تفارق جسده وهو يراها بتلك الحاله ....ليمد أنامله المرتجفه تجاه وجهها يحيطه بكلتا يداه وهو يهتف باسمها يحاول افاقتها : ماسه ...ماسه افتحي عينك ....ردي عليا
مااااس متعمليش فيا كده .....ردي عليا
بصعوبه بالغه حركت ماس شفتيها تريد أن تنطق بينما كل ما تراه هو سحابات سوداء غلفت نظرات عيونها المتورمه ..جا....جا..س..ر
بحروف متقطعه نطقت باسمه وهي تحاول الاستجابه لنداءه اللهيف لتشعر بذراعيه تحيط بجسدها الواهن بقوة لايعرف من اين أتته وهو بالكاد يتنفس ليحملها ويسرع بخطواته الي الخارج ويضعها في السيارة ليميل عليها وهو يعدل من وضعها وعيناه لا تفارق النظر إلي ملامحها الباهته وصوته لا يتوقف عن التردد بأذنها يترجاها : ماسه متعمليش فيا كده .... فتحي عينيكي
ماس ردي عليا
غالبت ضعفها وحاولت فتح عيونها والتمسك ببقايا وعيها بينما الالم الشديد يفتك بكامل جسدها لتري عيناه تنظر لها وتحمل الكثير والكثير من المشاعر ...خوف ..حب .. اعتذار ...رجاء بل توسل الا يحدث لها شيء سيء
خانته عيناه لتلمع بها الدموع ما أن رأي عيونها بالكاد تحاول فتحها ليمسك بوجهها بين يداه وهو ينطق باسمها بصوت متحشرج بدموعه التي ملئت حلقه : ماسه ...متخافيش انا جنبك ..!
كم كانت بحاجه لسماع تلك الكلمه ....أنه بجوارها ..!
ربت علي وجهها بحنان واسرع ليغلق الباب ويتجه الي الجهه الأخري ويقود بها مسرعا تجاه اقرب مشفي
امسك بيدها البارده بيديه ولم يتوقف عن اخبارها تلك الكلمات : متخافيش انا جنبك .....فتحي عينيكي
ماس ....ماس حبيتي استحملي
تصبب العرق البارد علي جبين ماس التي عادت لتستسلم الي تلك السحابات السوداء من شده الالم ليهتف جاسر بها ما أن لمح انغلاق جفونها : ماس فتحي عينيكي ....فتحي عينيكي يا حبيتي هتبقي كويسه
بأيدي واهنه حاولت التمسك بيده لتشعر بيداه تتمسك بها أكثر وهو يردد : هتبقي كويسه يا حبيتي .....خليكي معايا ....فتحي عينيكي ياماسه .....انا جنبك
غص حلقه بقوة بينما يحاول استيعاب ما عانته وحدها بتلك الدقائق قبل أن يصل إليها ولا يريد التساؤل عما كان قد يحدث لها أن لم تخرج من الغرفه وبقيت بها وحدها حتي الصباح لينحر الالم والندم قلبه الملتاع وينظر إليها بأسف شديد عن قسوته عليها ولكن ليس وقت نطقه الان ....!
جاهدت ماس كثيرا ان تتحمل هذا الالم الشديد الذي اجتاح كامل جسدها ولكن الالم كان اقوي من احتمالها
نظر جاسر إليها بنظرات مشتته ملتاعه بينما انسابت الدموع كالانهار فوق وجنتيها ليقول برجاء : متعيطيش يا حبيتي .....هتبقي كويسه
اختنقت بدموعها بينما خرج صوتها واهنا ضعيفا بالكاد سمعه وهي تقول بفجيعه وحسره : حاسه البيبي حصله حاجه
ربط جاسر علي قلبه بينما يشعر بنفس الاحساس ليهز رأسه ويقول لها مشجعا : هتبقي كويسه متخافيش
فهمت ما يحاول قوله بينما لم يطمئنها أن طفلهم سيكون بخير لتغمض عيونها وتعتصرها من شده الالم بينما تضع يدها فوق بطنها وتنتحب بدموع غزيرة وهي تشعر أن قلب طفلها لم ينبض !
زم جاسر شفتيه بقوة يمنع دموعه حينما رأي قهره دموعها ليمسك بيدها هاتفا برجاء حينما وجدها تغمض عيونها باستسلام : فتحي عنيكي يا ماسه ....هتبقي كويسه
اوما لنفسه ولها وهو يقول : المهم تبقي كويسه
اوقف سيارته أمام المشفي العام الموجود بأطراف البلده ونزل منها مسرعا ليحمل ماس ويدخل الي المشفي بقلق بالغ هاتفا : ...دكتور بسرعه
أومات أحدي الممرضات التي قامت سريعا من مكانها وهي تراه يحمل ماس بتشير الي أحدي الممرات هاتفه : ادخل بيها الطواريء بسرعه وهنستدعي الدكتور
امتثل جاسر الي اشارة الممرضه واسرع وهو يحمل ماس ليضعها برفق فوق فراش المشفي الابيض .....
مد يداه تجاه جبينها يمسح حبات عرقها البارده ويبعد خصلات شعرها الي الخلف بينما ينظر إلي عيونها الباكيه بحنان قائلا : هتبقي كويسه ....معلش اتحملي شويه وهتبقي كويسه
امتقع وجهه ماس من شده الالم الذي عصف بها وشعرت بالوهن الشديد يسري باطرافها التي ارتخت كما ارتخت جفونها ليهتف جاسر بها بهلع وهو يضع وجهها بين كفيه : ماااس ...فتحي عينيكي وبصيلي
حاولت فتح عيونها بينما بدأ صوته يتباعد وتلك السحابات السوداء تقترب منها أكثر وتغرقها بها كما غرق وجهها بدموعها التي انسابت من عيونها بغزارة وهذا الالم الشديد التي تشعر به يزداد قوه كلما أغمضت عيونها وتخيلت ما سيخبرهم به الطبيب بعد قليل .....اختنقت بدموعها الساخنه وهي تتخيل سماع كلمه فقدان طفلها ليزداد بكاءها بشده حتي ارتجف كامل جسدها
فلم يحتمل جاسر ليميل فوقها ويضمها اليه بقلب موجوع وهو يتمني لو يأخذ هذا الالم مكانها ....تألمت ماس بقوة فاقت احتمالها لتغيب أنفاسها وتشعر بصعوبه في التنفس بينما لم تعد تقوي علي البقاء بوعيها أكثر فتغمض عيونها وتستسلم الي تلك السحب التي جذبتها الي دوامتها السحيقه
ليهتف جاسر بها بقلب لهيف وهو يراها تفقد الوعي : ماس حبيتي .....انتي هتبقي كويسه .....انتي قويه متستسلميش .....عشاني يا ماس.... انا مقدرش اعيش من غيرك
اختنق صوته وهو يقول بوجع شديد : هتبقي كويسه ....عشاني انا متسبنيش
دخل الطبيب سريعا ليشير جاسر إليه صارخا : بسرعه يادكتور ...الحقها بسرعه
قال الطبيب وهو يتجه الي ماس بخطوات مسرعه ويبدأ في فحصها : ايه اللي حصل ؟!
قال جاسر بضياع : تعبت فجاه ووقعت ....هي حامل في الشهر التالت و...و
تعلثم صوته وهو لايستطيع ترتيب جمله بينما عيناه لا تفارق النظر إليها وهي راقده بتلك الحاله
التفت جاسر الي الطبيب الذي تغيرت ملامح وجهه ليشير الي الممرضه قائلا : بسرعه استدعي دكتورة سماح وهاتيلي حقنه (**) بسرعه
أومات الممرضه واسرعت الي الخارج بينما التفت الطبيب الي جاسر قائلا : انتظر برا لو سمحت
هز جاسر رأسه بإصرار : مش هسيبها
قال الطبيب برجاء مهذب حينما دخلت الطبيبه التي قام باستدعاءها : لو سمحت خلي الدكتورة تشوف شغلها
وقف علي جمر ملتهب بالخارج بينما بلحظه ارتبك الأمر و لتخرج ممرضه وتدخل طبيبه ويسرع اخر ليشعر بأن هناك شيء خاطيء فاتجه سريعا تجاه الغرفه ليفتح الباب ويقف مكانه بينما كانت الطبيبه تقول : للاسف الجنين مات ولازم تدخل عمليات
اختنق جاسر بحمم دموعه التي كبحها بداخله بينما نظرت إليه الطبيبه بأسف لم يدعها تنطق به وهو يسأل بقلق بالغ : المهم هي ...هي كويسه ؟!
قالت الطبيبه : أن شاء الله هتبقي كويسه ....حاليا هتدخل العمليات بس حضرتك تروح تكمل الإجراءات علي ما نجهزها للعمليه
بانكسار شديد لأول مرة يشعر به كان يوقع علي تلك الأوراق التي لم يري بها حرف والدموع السجينه تغشي عيناه ليضع القلم ويتجه بانهزام الي غرفه العمليات حيث أخذوها ...!
ماذا حدث لهم ...؟! الا يكفي كل هذا العذاب والان يفقدوا طفلهم ....ااه من هذا الوجه الذي يشعر به ليس فقط لفقدان طفلهم ولكن للوجع والقهر الذي سيجتاح قلبها حينما تعلم ....!
جلس جاسر امام غرفه العمليات وقد احني ظهره ووضع رأسه بين يداه بانكسار بينما لأول مرة يشعر كم هو وحيد وبحاجه لمن يشد أزره بتلك اللحظات الصعبه ولكنه لم يستطيع محادثه أحد لينظر الي باب غرفه العمليات بحسره علي رفيقه دربه التي لم يشعر يوم واحد بوحده وهي بجواره ....!
انها حياته وعالمه الذي يضيع به بدونها ....أنه بحاجه اليها أكثر مما هي تحتاجه الان
اناني ويعترف ولكن الا تكون الانانيه في الحب مشروعه ...أنه كطفل اعتاد من والدته العطاء بكل شيء حتي أصبح لا يستطيع العيش بدونها
....كم كان قاسي عليها وهو يجافيها تلك الأيام ....
ليت كل هذا يحدث له هو وهي لا .....فهو يستحق أن يتالم كما تجرأ علي ايلامها .....
اه من نيران الندم التي تأكل بقلبه بعد فوات الاوان !
واه من وجع قلبه الذي احرقه فاحرق كل شيء في طريقه !
قسي عليها لانه مجروح ....!
خاف أن يفقدها بعد حديثها مع أخيها ....خاف أن تري البعد بينهم طريق ....خاف أن يواجه يوم حقيقه أنها لم تعد تحبه لذا لم يواجهها أو يتحدث معها وظل صامت تلك الأيام .....خاف أن تخونه شفتيه وينطق بعتاب من قلبه المجروح فيفسد ما بينهم أكثر .....
ليست المواجهه سهله ابدا بينما عقله يأخذه في غياهب اثار تلك المواجهه فماذا كان سيفعل ان كانت مواجهته لها اول الطريق لتقول له إنها لم تعد تحبه ولم تعد تستطيع العيش معه .....صمت نعم ولكن صمته كان خوفا من فقدانها ...خوفا من مواجهه مارد عصبيته في تلك الصورة التي رسمتها له ....أنه يعرف ويعترف بأنه
اناني للغايه في حبها ولكنه يحبها بكل جوارحه ولا يحتمل أن يستمع منها لشيء كهذا !
قسي عليها بشده ولكن هذا الطريق الذي يعرفه ولايعرف سواه ....تعلم المناقشه علي يدها وبيدها كانت من تقوده لذا ضاع وحده وظل صامت .....كان يريد أن تأتي ككل مره وتبدأ معه بالحديث الذي يجهل ابجدياته وهو كذكر احمق مغرور لايعترف أنه لايعرف كيف يتحدث ....فقط يخفي تخبطه بصوته العالي ....تحدثت وطلبت منه أن يسمعها ولكنه وقتها كان لا يستطيع التحكم في غضبه لذا لم يسمع ...كانت تلك المحادثه بينها وبين أخيها ماتزال تتردد في أذنه فلم يكن بحاله تسمح له بالحديث ولكنه بدأ يهدأ وأراد أن تبادر كما اعتاد منها ولكن يبدو أن هذا الحق المكتسب الذي سمحت له به بكل سماحه فات أوانه وهاهو يأخذ تلك الصفعه الموجعه عقابا له علي كل أفعاله ....لينتحب قلبه بقوة وهو يقر بأنه يستحق العقاب ولكنها لا ....لا تستحق ابدا ان توضع باختبار مؤلم كفقدان طفلها الذي كانت ترسم قبل أيام لحظاتهم سويا .....غامت عيناه بالدموع وهو يتذكر ضحكتها الجميله ( حلو اوي الفستان ده ....هلبسه لبنتنا اول يوم نخرج فيه سوا )
ااااهه حارة انبثقت من صدره وفرك وجهه بقوة بينما الغصه شقت حلقه وهو يتذكر تلك الليله المشؤمه .....ااه من تلك المحادثه التي يتمني لو لم يستمع إليها من الأساس ...تلك الكلمات هي ما جرحته بينما وجد الجميع يهاجمونه بعيوبه التي تحدثت عنها والتي يعرفها فهو عصبي للغايه خاصه في أي أمر يخصها ولا ينكر هذا ولكن ماذا تنتظر منه وهو يغار حد الجنون ....الم تعرفه ولو قليلا لتعرغطف أن هذا شيء ليس بيده !
طن رأسه بالمزيد والمزيد حتي عجز قلبه عن الاحتمال
.....! بماذا يفيد الندم الان ؟! لا يهم اي شيء إلا أن يراها أمامه سليمه معافاه وتلك الازمه التي يمرون بها ستمضي ...
طال انتظاره امام غرفه العمليات وقلبه يتوقف عن الخفقان كل لحظه بينما يعد تلك الدقائق التي بدت له لا نهائيه وهو واقف وحده مجرد هيئه ثابته ولكن بداخله منهار .....فصورتها ...ضحكتها ... حديثها....حنانها ...حزنها ...وجعها ودموعها .... كل شيء يؤلم قلبه وعقله لا يرحمه وهو يتوقع الاسوء
قلبه الملكوم ينعي ضياع طفلهم وقلبه العاشق لا يتحمل وجع حبيبته
يقف بمفرده وحيدا بينما بدأت انوار الفجر تزحف فوق عتمه الليل الطويل الذي لم يمر في حياته باسوء منه .... فكم أدرك أنه وحيد بدونها
واقر أنه لا يريد أن يتنفس نفس لا تشاركه به
لا يستطيع أن يعيش بدونها ....مرت تلك الساعات ثقيله للغايه عليه بينما كان واقف جسدا وروحه معها بالداخل
خرجت الطبيبه ليسرع جاسر إليها بقلب لهيف : ماس كويسه ؟!
أومات الطبيبه متنهده : الحمد لله. ..حاليا في الافاقه وهتخرج خلال ربع ساعه ...
أومات وتابعت بأسف لجاسر : ربنا يعوضكم خير
هز رأسه بنظره خاويه بينما تلقي التعزيه ثقيل للغايه
تابعت الطبيبه : هتفضل معانا يومين نضبط فيهم مؤشراتها الحيويه ...الضغط كان عالي جدا وده طبعا اثر بالسلب علي الطفل
يريد أن يعرف ما حدث ولكنه لا يحتمل سماع المزيد لذا كان واقف أمام الطبيبه التي تخبره بتوقف نبض الجنين قبل يوم علي الاقل بسبب سوء حاله ماس التي يدرك سببها جيدا ... لايريد الاستماع للمزيد ...لايريد تخيل ما كانت تعانيه وهو لا يشعر
اخيرا تابعت الطبيبه : الضغط مينفعش نستهتر بيه ولازم يتظبط قبل ما تخرج من المستشفي
: انا ممكن انقلها مكان تاني افضل
هزت الطبيبه راسها قائله : مفيش داعي .... دكتور عبد العزيز هيتابع معايا حالتها وهو دكتور ممتاز
اهم حاجه الفترة اللي جايه حالتها النفسيه لأنها لما تعرف مش هيكون سهل عليها نفسيا وخصوصا أنه أول طفل ليكم
استند جاسر الي الحائط واغمض عيناه يحاول بقوة ابتلاع غصه حلقه بينما كلام الطبيبه لايتوقف عن التردد بأذنه ....أخبرته أنها متعبه وهو ظنها لاتعني ما قالته
كم كان اعمي القلب حتي لا يشعر بها
ظلت مقهورة منه تلك الايام فلم تحتمل ...!
اسرع برفقه الممرضات حيث دفعوا بالفراش الذي نامت ماس فوقه تجاه تلك الغرفه ليمددوها برفق بينما مازالت تحت تأثير المخدر
تقدم ناحيه فراشها لينظر إليها بقلب لهيف وسرعان ما
مال عليها ومرر يداه بحنان شديد علي خصلات شعرها ينطق باسمها : ماس
بقي بجوارها ممسك بيدها التي انغرست بداخلها تلك الحقنه حتي بدات تستعيد وعيها
فتحت ماس عيونها بصعوبه وهي ترمش بضع مرات بينما تحاول تذكر ما حدث واين هي لتلتقي عيونها بعيون جاسر فتري لمعانها بدموعه التي تحجرت خلف جفونه فتفهم كل شيء ليلتاع قلبه حينما رأي تزاحم الدموع بعيونها
وكم شعر بالعجز بتلك اللحظه عن تسكين وجعها بينما سألته بصوت مرتجف وهي تضع يدها فوق بطنها : البيبي مات صح ؟!
غص حلق جاسر بقوة ونظر لها بعتاب أن ترحمه من رؤيه تلك الدموع تنهمر من عيونها بهذا القهر
مرر يداه بحنان شديد علي وجهها قائلا : انتي كويسه وده المهم
هزت ماس راسها ومالت بها الي الجانب وهي تنتحب بقهر صامت فلم تنطق بشيء ....فقط ظلت دموعها تنهمر بغزارة ...
مال عليها وبرفق مسح دموعها قائلا : ماس حبيتي انتي تعبانه نامي شويه وانا جنبك
مسح دموعها بحنان مجددا ولكنها لم تتوقف عن البكاء بصمت
فلم يستطيع ان يمنع نفسه من أن يميل فوقها ويحتضن جسدها بجسده ويهمس لها بيقين : ربنا هيكرمنا تاني المهم انك كويسه ...ده أمر ربنا ...الحمد لله انك كويسه
ماس انا مقدرش اعيش من غيرك ولا اقدر اشوف وجعك
متعيطيش ...
بصعوبه بالغه توقفت عن بكاءها الذي مزق نياط قلبه ليرفع جاسر جسده برفق من فوقها وينظر إليها وهو يمسح باقي دموعها برفق ويربت علي شعرها بحركات هادئه حتي استغرقت بالنوم ليبقي معها جالس علي أحد المقاعد حتي الصباح ..
......
........
بكمد جلست مها مكانها بينما طوال تلك الايام وهي تتغير ما بين اه و لا ....ما بين أن تذهب إليه وتجعل تلك الفتاه تعرف بكل شيء حتي لا تكون الوحيده من انكسر قلبها وتاره أخري تصمت فهي من وافقت من البدايه .....
زمت شفتيها بضيق متنهده وهي تنظر إلي جدران غرفتها التي ضاقت علي صدرها وهي تفكر أنها بالفعل لاشيء لديه وان كان مايزال لديها القليل من العقل ستعمل بنصيحه ليليان وتأقلم نفسها علي عدم وجود صالح في حياتها وتعتبره مرحله وانتهت بينما بالفعل كانت بحاجه لتلك الزيجه حتي لا يقع ابيها بالمشاكل .....ولكن ما تلبث تلك الفكره تلاقي هوي في عقلها حتي تأتي كلمات رافت ويأخذها قلبها الذي يحبه لتخيلات اكتشافه لسوء تلك الفتاه فيتركها ويعود اليها وكم كانت تلك الأحلام جميله لتتمني بالدقيقه الف مره أن يكتشف صالح سوء تلك الفتاه ولكن هاهو كل يوم يمضي بعد الآخر وهو حتي لا يفكر بمجرد اتصال بها .....!
هبت مها من مكانها بهلع حينما استمعت لهذا الصراخ لتركض بأقدام مرتجفه الي الأسفل حيث تعالي صراخ تلك الخادمه لتقول بهلع : في ايه ؟!
: الحقي رياض بيه ....؟!
ركضت مها تجاه غرفه ابيها لتجد وجهه ممتقع ونفسه بالكاد يستطيع التقافه ...بابا مالك ....بابا رد عليا ؟!
قال رياض بصعوبه من خلال أنفاسه الواهنه : البنك......البنك هيحجز علي مزرعه الفاكهه يا مها .......البن...ك
لم تفهم ولم تستوعب ولم تظن أن هناك شيء هام أكثر من ابيها لتقول بقلق شديد وهي تشير الي الخادمه : هاتي جهاز النفس بسرعه
ركضت الخادمه وبدأت مها بمحاوله إسعاف ابيها بينما أمسكت هاتفها سريعا وهي تقول بصوت مرتجف : الحقني ياعمي ....بابا تعبان اوي...انا لوحدي ومش عارفه اتصرف
قال رافت وهو يعتدل واقفا : انا جايلك علي طول يا بنتي
نظرت ليليان الي رافت الذي دخل الي الغرفه مسرعا : في ايه يا رافت ؟!
: رياض تعبان اوي ...هلبس واروح لمها مش عارفه اتصرف لوحدها
أومات وقامت لتجهز له ملابسه بينما تقول : تحب اجي معاك
نظر لها رأفت بسخط : لا خليكي ....نظر لها بتوبيخ مبطن بينما يتابع بمغزي : عشان تاخدي راحتك وانتي بتكلمي ابنك
اهتزت نظرات ليليان للحظه قبل أن تستجمع نفسها قائله : هو ممنوع اكلم ابني ؟!.
التفت لها رأفت بحده : ليليان ...!
انتي فاهمه انا بتكلم عن ايه ....
صمتت بينما بالفعل لا تفوت يوم دون الحديث مع صالح وياسمين ولم تبالي بمعرفه رافت للأمر حينما وجدها تنظر في صورهم التي ارسلتها لها ياسمين لتجتاح السعاده محياها حينما وجدت سعاده ابنها وسعاده ياسمين التي عانت كثيرا
اغلق رافت ازرار قميصه وتابع بحزم : عموما مش وقته الكلام ده ....لينا كلام تاني
صمتت ليليان ليتجه رافت الي باب الغرفه ولكن قبل أن يخرج التفت لها قائلا : بما أن البيه مش بيرد عليا وبيرد عليكي ابقي قوليله اللي حصل لحماه ....ميصحش ميكونش موجود في ظرف زي ده
أنت تقرأ
قيد من ذهب
Romanceتحبه بجنون ولكن اتحب قيوده حتي وان كانت من ذهب...! انه البريق الذي لايقاوم....!! انه القيد الذي نخطو اليه بكامل إرادتنا بينما بريقه اللامع يكون هو كل مايسيطر علينا.... انه القيد الذهبي...! اقتباس..... (هدر بانفعال : انا كدة ياماس ومش هتغير تقبليني...