العشرون

33.3K 1.8K 170
                                    


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
أستنكرت كل ملامح ياسمين وهي تنظر إلي صالح بعدم تصديق لما نطق به لتردد بلسان ثقيل : ... انت ..انت بتقول ايه ؟!
خرجت نبرته جارحه بقدر الجراح التي ملئت قلبه طوال تلك الفترة الماضيه بينما تحول الي انسان آخر وهو يغلق قلبه علي تلك الجروح متظاهرا أنها لا تؤلمه بينما هي فتكت بروحه وهي تتفاقم  بداخله دون علاج
وها قد أتت له الفرصه ليفرج اخيرا عن تلك الجروح التي نالت من روحه وجعلته فاقد للاحساس لذا دون أن يدري أنه ليداوي جراحه بعتاب قاسي فهو يجرحها بكلماته
بينما امتلئت عيناه بعتاب قاسي وهو ينطق بها :
قولت ايه غلط ....؟! بسألك ندمانه انك سبتي الفلوس ؟!
لمعت الدموع بعيون ياسمين بينما تردد بعدم تصديق : صالح انت ازاي تفكر فيا كدة ؟!
ازدادت حده كلماته القاسيه :
انتي عندك سبب يخليني مفكرش كده ؟! ......نظر إليها وتابع بقسوة : طيب انا تفكيري غلط ......قوليلي كان فيها ايه الخزنه يخليكي مفيش علي لسانك غيرها
تعلثمت ياسمين وهربت الدماء من عروقها ليتابع صالح اختلاج ملامح وجهها بتلك الطريقه فتقسو ملامحه بشده وهو يسألها : سكتي ليه ؟.....جاوبي عشان تأكدي ليا أن تفكيري غلط
قالت ياسمين بعنفوان بينما اهتز قلبها من مكانه وهي تفكر ان فكرته عنها لن تتغير : طبعا تفكيرك غلط ....انا مش كدة يا صالح ولا متخيله اصلا أن دي كل فكرتك عني بعد اللي عيشناه
قال بتهكم مرير نابع من قسوه جرحه منها :
اللي عيشناه امتي ....؟! لما كنت عايش في الاحلام ولما لما فوقت منها  ؟!
حقا جرحها وادمي قلبها بقسوته التي كانت مع سبق الاصرار ولكنه ظن انه يشفي جروحه بتلك الطريقه ....يريد أن يصرخ بها ويسالها لماذا فعلت به هذا بعد كل هذا الحب الذي تتحدث عنه الان ...؟! يريد أن يعرف كيف غدرت به بتلك الطريقه وبتلك البساطه ولكن كرامته الجريحه تمنعه من سؤالها ......نظرت له ياسمين بينما تجمدت الدموع بعيونها فكيف استطاع
جرحها وشطر قلبها بتلك الطريقه .....أنقذها من براثن زياد ولكنه فتك بها ببراثن كلماته التي كانت اشد قسوه من ما عاشته علي يد زياد .....
أرادت أن تصرخ في وجهه وتلقي به الحقيقه ليعرف مقدار الإثم الذي اقترفه بحقها ولكن الكلمات انحشرت بحلقها ...كيف تخبره بما داخل الخزنه
وقد تعالت كلمات زياد بأذنها .....وتساءلت هل سيصدقها ما دامت تلك فكرته عنها ....؟!
حاولت النطق لتخلص نفسها من تلك الصورة البشعه :
الخزنه كان فيها ....كان ....!!
لم تجروء  علي نطق شيء بينما اعتصرت عقلها تترجاه أن ينطق ويخلصها دون الالتفات لوجع قلبها
فتحت فمها مقرره أنها ستخبره بأمر المخدرات ولكنها تراجعت سريعا وهي تفكر بأنه أن علم بأمر المخدرات سيتدخل البوليس وسينكشف أمر تلك الرقاقه التي تحوي فيديوهاتها المخله .....نكست ياسمين راسها بخزلان بينما عاشت خيبه امل وراء خيبه امل ولا تحتمل المزيد أن خزلها ولم يصدقها  ....؟!
نظرت له وقد انسابت دمعتان ملتهبتان فوق وجنتيها وهي تقول بعتاب : 
صالح انت بتظلمني بكلامك زي ما ظلمتني قبل كدة
هل تتحدث عن الظلم ....هي من تتحدث عن الظلم ...اذن ماذا يفعل هو ....؟!
احتدت ملامح صالح هادرا بقوة يستنكر ما قالته : انا اللي ظلمتك ؟!
امسك ذراعها وجذبها إليه يتطلع الي عيونها الباكيه دون أن يعطي قلبه أي فرصه ليشفق عليها بينما يتذكر نفس النظرات والدموع منها وبعدها غرست تلك السكين بقلبه وغدرت به ....نظر لها بغضب وتابع بينما تقبض يداه علي ذراعها :   ظلمتك ازاي ....؟! ردي !!
نظر لها بقسوة وتابع بتأنيب : انا اللي سبتك وروحت لغيرك .....انا اللي لما لقيت اني مش هقدر اخدك مع الفلوس دورت علي مصلحتي وروحت للعريس الغني .....
ظل يطعن قلبها بكلماته الطعنه وراء الأخري بينما لا تستوعب أنه فقط الانفجار اللازم لإخراج كل ما كتمه بداخله ...انفجار غاشم قاسي ولد الكثير من الجروح له ولها ....تابع صالح قسوة كلماته :  بس للاسف العريس  طلع مش كويس ..... نعمل ايه ...؟! اه
برضه لسه في ايدينا حل تاني .....صالح موجود ....وبرضه ياريتك اتعلمتي لا لسه بتفكري تاخدي كل حاجه ......المهم متطلعيش خسرانه
نظر لها بقسوة وتابع : شاطره اوي عمرك ما طلعتي خسرانه......دلوقتي عاوزاني انا والفلوس صح
بكت ياسمين بقهر شديد حتي ارتجف كل جسدها من وقع بكاءها الحارق وهي تهز راسها بقهر : لا مش صح ...كل اللي بتقوله غلط ....انت ظلمتني زمان ودلوقتي بتظلمني تاني
هزت راسها بنوبه بكاء هستيري ....ياريتك ما انقذتني منه .... ياريتك سبته يموتني بدل ما تموتني انت بكلامك ده ....
اهتز قلبه بقوة بينما صرخ قلبه به بقوة يوقفه عما يفعله ...كيف يفعل بها هذا .....كور قبضته بينما يمنع نفسه عن جذبها الي ذراعيه يطبطب علي جروحها ويعتذر عما نطق به ويسألها هذا السؤال الذي به علاج جروحهم فربما يجد لديها اجابه مقنعه عن سبب ما فعلته به.  ....
اقترب منها وبدأت نبرته القاسيه تلين بينما يسألها :
امال ايه الصح ....ردي قولي ايه الصح يا ياسمين . ....؟!
لم يستمع لشيء الا صوت بكاءها الذي حجب عنها الرؤيه بينما تتلفت حولها بتخبط تجذب سترته وتحاول ارتداءها ليعقد صالح حاجبيه ويمسك بذراعها : انتي بتعملي ايه ؟!
أبعدت ذراعها عن يده بصوت مختنق بالبكاء : مالكش دعوه بيا
أوقفها قبل أن تتجه الي باب الغرفه : استني هنا اريحه فين ؟!
نظرت له بعيونها المحترقه بدموعها : تفرق معاك في ايه اروح فين .....اروح في داهيه
زمجر صالح بغضب بينما لا تدافع عن نفسها وتتهمه بالظلم ..فلتنطق وتقول دفاعها ولكنها تكتفي بالبكاء
نظر لها بحده : زعلانه اوي من كلامي ....كذبيه وقولي ليا ظلمتك في ايه .....واحده بتموت وكل اللي علي لسانها الخزنه ....احتقن وجهه بالغضب الشديد وتابع بحنق : نفس اللي حصل زمان .....انتي والفلوس ولما رفضت روحتي اتجوزتي غيري
انتحبت ياسمين بقهر بينما دفاعها عن نفسها سيدينها أكثر ويضيف لها تهمه جديدة بينما تري مقدار عدم ثقته بها فكيف سيكون رد فعله عن تلك الفيديوهات ....!!
مسحت ياسمين دموعها بظهر يدها ورفعت عيناها له تسأله وهي تكتفي بتلك الخانه التي وضعها بها مادامت لن تستطيع تغييرها : بابا وعبد الرحمن فين ؟!
التفت صالح لها : ليه ؟!
خفضت عيناها وقالت بصوت مختنق : هروح ليهم .....شكرا علي وقفتك جنبي انت مش مضطر تعمل حاجه اكتر من كدة
خلل صالح أنامله في خصلات شعره بانفعال ....هاهي ستتركه دون دفاع أو تبرير
: لو سمحت قولي بابا وعبد الرحمن فين ؟!
سحب صالح نفس عميق ونظر لها قائلا : معرفش
عقدت حاجبيها وسألته ببطء : يعني ايه متعرفش .....انت قولت انك هتوصلهم لمكان بعيد عن زياد
اختنق صالح ليزفر بضيق وهو يخبرها بالحقيقه : عماد مرضيش
هل هي بحاجه لصدمه أخري ؟!
: مرضيش ...
اوما صالح ونظر إليها ليري امتقاع ملامح وجهها الذي اكتسي بالخزلان وهي تسأله : مكانش عاوزني اسيب زياد
؟!
هز صالح رأسه دون قول شيء لتشعر ياسمين بألم شديد في قلبها .....هاهي وحيده وحتي ابيها تخلي عنها للمرة التي لاتعرف عددها ....
شعرت كم هي بلا حيله ...وحيده ...ضعيفه ...منبوذه ....لا احد بجوارها ...حتي من ظنته خلاصها يراها بتلك الصورة البشعه .....بانكسار تحركت تجاه باب الغرفه بينما لاتدري الي اين ستذهب او ماذا ستفعل ولكنها لاتدري أن لا مكان لها بالمكان الذي يتواجد به صالح بينما هي فاسده بنظره ... !!
زفر صالح واقصي كل تلك الأصوات التي ملئت رأسه بخناق دائر بين عقله الذي يخبره أنه فعل الصواب بينما قلبه ينهره عن كل ما قاله لها ....كانوا بحاجه للعتاب ولكن ليس بتلك الكلمات الجارحه ولا بهذا التوقيت ولكن لا سلطان له علي وجع قلبه الذي فاض دون إرادته ليخلف بركان انفجر بها
اتجه ناحيتها وتوقف امامها يتطلع بقهر شديد الي انكسارها بتلك الطريقه ويود لو اعتذر عن كل كلمه نطق بها ولكنه الكبرياء الزائف الذي يتغني به عقله لذا قال : رايحه فين ؟!
سالت نفسها نفس السؤال ولكنها لم تجد اجابه لذا صمتت ليقول صالح برفق : خليكي هنا انتي لسه تعبانه وبكرة هجهز مكان تفضلي فيه لغايه ما تقرري عاوزة تعملي ايه .....؟!
نظرت له ليكمل بينما يتدخل كبرياء عقله القاسي مجددا بكلماته : شوفي هتطلقي منه ولا هتكوني عاوزة ترجعي له .....
ادمت شفتيها وهي تعض عليها بقهر بينما تريد أن تصرخ به أن يتوقف عن جلدها .....!!
بتلك اللحظه طرقت ماس باب الغرفه ودخلت وخلفها دخل جاسر ليري احتقان وجهه صالح ......قالت ماس بحرج وهي تري حاله ياسمين وحاله صالح وتمنت لو لم تدخل إليهم ولكنها كانت قد جهزت الطعام لياسمين  :
انا جهزت اكل لياسمين ...
استمع الي صوتها المختنق بالدموع :  متشكره انا تعبتك .....انا ماشيه
هزت ماس راسها وتقدمت تحمل الطعام : لا طبعا ماشيه ايه ...الوقت اتاخر وانتي لسه تعبانه ....
مياده قالت لازم تأكلي كويس وبكرة هتعدي علينا تاني تشوف حالتك
نظرت ياسمين الي ماس لتري ماس كميه الوجع والانكسار بعيونها بينما لا ملجأ لها الان لتمسك ماس بيد ياسمين برفق قائله : تعالي ارتاحي
أخذ جاسر صالح للخارج بينما انحنت ماس تضع الطعام أمام ياسمين التي رأت انهمار دموعها الغزيرة لتقول بترد. :  انا ...انا مش عارفه اقولك ايه بس لو عاوزة تتكلمي هسمعك
نظرت لها ياسمين لتربت ماس علي كتفها بحنان وتأثر شديد : لو عاوزة تتكلمي هسمعك
..............
.....
أخذ جاسر صالح وخرج به دون قول شيء بينما يري أنه ليس بحال ليتحدث ليجلسوا سويا بهذا المكان حيث سيتجه مهران لهم بعد أن تراجع عن فكره العوده لمنزله تلك الليله ....لماذا يعود ؟! فليبقي مع أصدقاءه بدلا من البقاء مع تفكيره الذي اختنق به ...
اخيرا بدأ صالح يتحدث عما حدث بينما يريد من أحد أن يزيل صوت بكائها من أذنه ويخبره أن لديه حق بقسوته عليها   ...استمع جاسر ومهران له دون قول شيء حتي انتهي ليقول جاسر ببطء ::
وقالت ايه ؟!
قال صالح بسخط : هتقول ايه   .....؟؛
مفيش عندها كلام
قال مهران الذي كان في عالم اخر بسبب أفكاره :  بس انت قسيت عليها اوي ياصالح
استغربوا رده بينما لم يكن هذا مهران الذي عهدوه ليقول صالح بعنفوان : غصب عني مقدرتش اكتم جوايا اكتر من كده .....نظر إلي قبضه يده وتابع باعتراف :
انا عايش من غير روح من وقت ما كسرت كرامتي ..... بتقول اني انا اللي ظلمتها مع انها هي اللي دبحتني لما غدرت بيا
انفلتت الكلمات من شفاه مهران الذي تماثل حيرته نفس حيره صالح فربما وجد اجابه لسؤاله عن سبب زواجه بها أن كان يعلم أنها تستغله : وساعدتها ليه بعد اللي عملته فيك ؟!
زمجر صالح بسخط علي قلبه الخائن والذي ما زال يحمل لها هذا الحب : عشان مقدرتش اسيبها تتعذب ......
نظر إلي مهران وتابع باعتراف : وده اللي قاهرني اني بالرغم من اللي عملته لسه ب.....
...صمت و لم يستطيع نطقها .....ليكمل وهو يشيح بوجهه :
كان لازم اجرحها زي ما اتحرجت منها

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن