39

754 91 132
                                    

السحر هو فن التلاعب في الطبيعة، والعثور على الحياة في اللاحياة.

وأنا الآن كنت أرى فنانًا سابقًا لأوان عصره ...علمت ذلك حين لف كفه ثم بدأت صورته الملموسة تتداعى، وتتحول إلى ضباب رمادي كأثر متروك خلفه عن تعويذة الانتقال الآني، تعويذة محدودة الاستخدام لم يتقنها أحد بهذا الشكل من قبل، رأيت سيريوس يستخدمونها للتنقل بين مكانين خلال دوائر سحرية دقيقة الرسم ... إحداهما للإرسال، والثانية للاستقبال.

كيلارد ستيفانوس أداها توًا دون دائرة نقل للإرسال، واختفى تمامًا إلا بقايا ظاهرية محسوسة من هالته.

ركضت عودةً إلى المنزل مع وصول الإسعاف سريعًا وخلال دقيقتين ... كانت المقبرة قريبةً جدًا للمشفى الجامعي، ولهذا كانت خيارًا جيد كنقطة لقاء ... في حال حصول أي إصابات تُذكر، كان ذكيًا بما يكفي ليتنبأ بشيء كهذا ... ثم عجلة مغادرته منحت آنيت الراحة الكافية لاستدعاء الإسعاف فورًا ... إن لم يغادر، لطالت حربه الباردة مع آدريان، ولمات الرجل حتمًا.

ما زالت هناك فرصة لنجاته ... تطايرت بضع دمعات هامدة وأنا أدعو ألا يموت ذاك الرجل، ألا يُدعى آدريان بالقاتل ... يكفيني أن الخيانة دائمًا ما نُسبت إلى شخصي الذي أعيش حياته السابقة، إلى كيلارد.

تسللت إلى حجرتي ثم دفنت وجهي في الوسادة أكاد أحرقها من شدة حرارة الدموع ... كل شيء كان يلتهب فجأة، مفكرًا أن تلك الدموع هي جزء مني ... كل واحدةً شكلت دمعة داخلية من كياني، قطرة من بحار أناي ... محملة بوجودي، ذكرياتي ... الآلام والأفكار، مع كل واحدة تسقط ... فإن الأشياء مني تتساقط.

أنا كنت أتساقط ...

- " ماكسيل؟ ما الخطب؟ " وجه أمي الذي فاجأني ظهوره بعد رفع رأسي جعلني أسحب أصابعي على وجنتيّ على عجل، أمحو بقايا الدموع ... لكن أثرها يدوم طويلًا، وهذا ليس بمشهد قد أسمح لأحد أن يراه ... للمرة الثانية أمامها، أتهاون وأبكي.

جلست جواري وأبعدت شعري عن عيني عالمةً أن الخطب جلل، فأجبتها " اسأليه هو ... حين يعود قريبًا، اسأليه عما فعله ... وحين يخبرك، فلتعلمي حينئذ أني كنت هناك وقد رأيت كل شيء! "

- " هل تبعته! " وبختني بشدة وكأنها تتوعد حبسي في المنزل للأيام التالية وتسحب مرسومها الملكي لثقتها بي، ستبدأ الآن إجراءات التصرف كأم تجبرني على الدراية بمصلحتي.

ربما لم يكن آدريان وحده السبب في الضجيج القلبيّ والعقليّ الذي أصابني ... بل شبحي أيضًا، هويته ... حقيقته.

حين فقدت إيماني بكليهما.

- " ماكس ... "
لم تكد تكمل قولها حتى قاطعنا الخادم يستدعيها بأمر من جدي ... آدريان وآنيت قد عادا، وأنا حقًا لا أريد رؤيته ... لا أريد أعذاره، ولا أريد سماع شيء منه.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن