43

816 92 205
                                    

 
- " كيلارد ستيفانوس! كان الاتفاق بيننا ألا تقوم بتحويل غرفة السكن إلى مذبح للسحرة! "

روي سالفاتور البالغ من عمره اثنين وعشرين عامًا، والذي سيبدأ توًا بدراسة تخصص أكثر عمقًا في الفيزياء، الفلكية منها ... كان يملك ملاحظة دائمة التكرار على لسانه حول شريكه في غرفة السكن الجامعي ورفيق طفولته، واحدة فقط تكسر مثالية التناغم بينهما ... أن الحجرة يجب أن تبقى بشرية قدر الإمكان!

قد يتحول كيلارد إلى فوضوي من حين لآخر، لكنها فوضى مرتبة داخل عقله وفق نظام معين ... نوبات من التفكير العميق التي تتطلب فوضاه الخاصة مع كثير من الهدوء الخارجي حوله، ينتظر روي نهايتها بفارغ الصبر كي يعاود التنفس والخطو على الأرض من جديد ... ثم يبدأ كيلارد بترتيب وتصفية كل بعثراته، رغم ذلك ... هذا لم يكن يثير حفيظة روي بقدر ممارسة التعويذات، إعداد الجرعات وحرق النباتات داخل حجرتهما.

ما المتوقع حين يكون شريك المهجع هو ساحر؟

- " مهلًا ... هل تقوم بحرق البيلادونا في غرفة السكن؟ "

- " مع القنب الهندي ... نعم " تجاوب كيلارد أخيرًا مع كل انفصاله عن الواقع.

- " نباتات مخدرة! "

- " مسكنات ألم ... تجربة لمضاعفة تأثيرها سحريًا "

- " بل مخدرات! " روي أوشك على فقدان صوابه، يسارع لفتح النوافذ بأوسع طريقة ممكنة، يرجو أن تكون التهوية الجيدة كافية لتشتيت الدخان المتكاثف قبل أن يبدأ تأثير الهلوسة على كليهما، كان وضع الحجرة ليوصف بالكارثي تمامًا ... لا تتلقى من الإضاءة أو الهواء شيئًا ... يتفرع الظلام نحو الأركان، تمتد جذوره نحو كيلارد فتجعله يبدو كلون الظلال.

- " مسكنات ألم، مهدئات ... وحسنًا ربما مخدرات، وأنت أفسدت تجربتي توًا "

بعد كل هذه السنوات من الرفقة ... لم تعد علامات الاستفهام أو الاستغراب شيئًا يمكن لروي إطلاقه.

- " أنت لم تنم ليلة أمس "

- " لم أفعل ... " كيلارد رفع كتفيه دون اهتمام، وببساطة جلس على حافة النافذة يرتشف بعض الضوء كأن عهدًا مر منذ آخر مرة أبصره ... والآخر يرجو فقط أن الساحر لا يملك نوايا في إلقاء نفسه من الطابق الثالث لأجل تجربة ما أيضًا.

- " الكابوس ذاته؟ "

- " ربما؟ " يصعب تصنيف السؤال عن الجواب حين يتحدث كيلارد بهذه النبرة الساخرة الناعسة، مجرد طريقة واحدة من طرقات كثيرات للتهرب.

- " يلازمك منذ طفولتك، ألا يفترض أنه قد يعني شيئًا ما؟ ... لكنك لم تخبر أحدًا عنه، مما يعني أنك تدرك معناه جيدًا، وتخفيه "

- " ربما؟ "

- " مفقود الأمل منك ... تمامًا "

- " ربما؟ "

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن