أعدت قياس المنزل الفيكتوري مترًا مترًا ... قفزت على السلالم، اختبأت بين الغرف وفي كل الأركان، فتحت الخزائن القديمة ... بعثرت كثيرًا من الخطابات والرسائل.
الماستر يملك هوس الاكتناز على ما يبدو، رغم ترتيبها المبالغ به، أو أنها أدلة ضد الآخرين ... من يعلم كيف يفكر هذا الرجل.
الملل جعلني أنظر نحو آد كفتى موشك على دخول نوبة حادة من الاكتئاب، بعد أن منعني جدي من العودة إلى المدرسة خلال الوقت الحالي، لم يشرح لي، كما أعرفه ... يلقي الأوامر دون تبيين الأسباب.
لكني فهمته، أرادوا التكتم قدر الإمكان حول معجزة شفائي التام ... وبالطبع فإن مصابًا يحترم نفسه لن يتجول كقرد نشيط في مدرسته، كان علي الاختفاء عن الأنظار قليلًا، لا ينقصني أن أتعرض لحادث ثالث ينتهي بسحرة أو أماثيست يقطرون دمائي خارجًا ظنًا أنها ذهبية سحرية تمنح قدرة الشفاء.
آدريان انشغل بمحاولاته ليس أن يبدو أبًا جيدًا فقط، بل شخصًا مثاليًا في كل شيء ... حين أمرني الماستر ألا أخرج، آد وافقه ... لم يتشاجر معه منذ عودتي، هذا المنزل صار يفتقد عنصر الحركة والإثارة فيه ... مثاليون، مملون.
ظننت أن هذا هو كل شيء، حيويتي الفائضة، فرط نشاطي ... تذمري اللامتناهي منهم.
لكن تلك الليلة، كانت البداية وحسب، الليلة التي قاطعت ذروة أحلامي، حياةً في مخيلتي لم أعشها، أماكن لم أزرها، وكل الأشياء التي لم أفعلها بعد ... بداية تكبد خسائر الحرب.
كان اسمه آدريان ... كان أبي، وفي مرحلة ما أنقذني، ثم حطمني ... حياتي وحتفي معًا، كانا هو.
كان اسمه آدريان ... وقد عنى لي الكثير جدًا آنذاك.
كل ما أردته، حياة لا يخسر فيها أحدنا الآخر، لا أظنها قابلة للتحقق.
أضواء حجرة آد كانت مضاءة ... دلفت إليه، سمعت أنفاسه الثقيلة القصيرة ... تتحرك رئتاه بهذه الطريقة الكثيفة كأنه يتنفس ماءً لا هواء، حين يبلغ ذروته ... خشي الجميع الاقتراب منه دائمًا حينئذ، يتركونه يعاني وحيدًا حتى صبيحة اليوم التالي مسيطرين عليه بمنومات ومهدئات بالكاد تخمده.
وحدي الذي كنت أقترب منه دون خوف ... علمت أنه لن يؤذيني يومًا، لكني أدركت مقدار خطئي بالظن ذاك، إن كان هناك من تسبب لي بالأذى، فلن يكون إلا هو في مقدمتهم.
دنوت منه وأغطيته الماكث أسفلها ... ينتفض ويختلج، تحسست جبينه وأجفلت، هذه ليست حمى، هذا بركان، هذا انصهار لا يحتمله جسد بشري طبيعي.
حال جديد يمر به، متعلق بشأن شظيته، سبق وعانى الصداع الشديد، لكن ليس الحرارة أبدًا ... يحتاج طبيبًا، أو أيًا كان، لا أعلم ما القادر على إيقاف اضطرامه.
ركضت نحو روي أنتشله من نومه وأجره، آد -المثالي- طلب مني ألا أزعج أحدًا، حين ضغطت بإصبعي نحو وجنته ... ليست إحدى الطرق الطبية المعترف بها للتعامل مع المرضى، لكنها مقياسي الخاص ... كشف لي المقياس أن أبي بات نحيلًا أكثر من السابق.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...