- " حين كنتَ طفلًا، اعتدت سؤالك عما إن كنتَ خائفًا أم لا، كانت إجابتك على الدوام أنك والخوف متصالحان، تؤثران على بعضكما بمقدارٍ متساوٍ وأنك تعمل حاليًا على تجارب لزيادة تأثيرك عليه، والآن أسألك من جديد ... هل أنت خائف، ماكسيل؟ "
كان هناك قائمة تحوي اسمًا واحد، لشخص واحد يستحق منه فرصة ... قائمة استخرجها لاوعيه العميق توًا مع شعور اقتراب النهاية ... ربما لم يكن الأمر متعلقًا بمدى استحقاقها هي أن تكون أمًا أم لا، بل باستحقاقه أن يكون ابنًا ... منح نفسه هذه الفرصة، وتمت طباعة قائمته القصيرة على هيئة تصرفات طبيعية للمرة الأولى.
لطالما كان الطبيعي منه لا طبيعيًا.
قررت ستيلاريس أنها تلك الأوقات التي لا يحتاج إعلان حاجته إليها، لأنه لن يفعل ... لكنها ستكون قريبة جدًا منه، لن تكون الكتف التي ينهار عليها ... لأنها لن تترك انهيارًا يصيبه، ليست بمهمة صعبة.
كل ما يحتاجه ماكسيل هو تذكير بحقيقته ... الفتى الذي لا ينكسر.
اضطرت للتركيز كثيرًا كي تستطيع فرز صوت الهواء الساخن المندفع من مجفف الشعر عن صوته ... كان يجلس أرضًا وهي خلفه أعلى السرير، تبعثر شعره تارةً ليتخلله الهواء ويجففه ... ثم تمشطه تارةً أُخرى حين يصبح فوضويًا جدًا، وهي حتمًا لا تحب ذلك، ابنها المثالي تعلم أن يكون أنيقًا طوال الوقت.
- " الخوف رد فعل طبيعي، جزء بشري غير قابل للتجزئة ... لكن أتعلمين؟ أحيانًا يساورني خوف من أني لا أخاف، ليس خوفًا يثقلني ... ليس خوفًا قد يردعني أو يوقفني، بينما أريد حقًا أن يتم إيقافي "
انحنت أكثر ناحيته ... واستنشقت عطر الأطفال اللطيف، منذ متى يحمله ماكسيل؟ لم تعلم يومًا ... المرة الأولى حيث تبدو تفاصيله الخاصة مهمة جدًا لها.
ربما شعورها أنها قد تخسره قريبًا جعلها عاطفيةً إلى هذا الحد معه ... أوقظ غريزتها كأم أضعاف ما كانته، للحظة لم يكن الكائن المثالي الصغير، لم يكن خمسة عشر عامًا من الصناعة والاستنساخ الماكر، ليس عميلها السري المستقبلي ... كان الطفل الصغير ذاته الذي ظنت أنها لن تراه مجددًا حالما تلده، ثم تمسكت به حين سهوًا قبض على إصبعها بكفه الصغير، مع عينين ذهبيتين واسعتين يفتحهما ويحدق ... يستكشفها والعالم معًا، يرغب برؤية كل شيء.
لم يبكي كثيرًا ... كل ما كان يفعله هو التحديق، الرؤية ... علمت حينئذ أنه سيكون طفلًا ذكيًا.
بعد كل هذه السنوات، ما زال يكثر التحديق والاستكشاف ... وتعلم الرؤية ما وراء الأشياء، وحياكة مؤامراته الخاصة.
- " حين أخبرته أن يرافقني، كنت تريد تقريبنا لعل مشاعره تتحفز وتوقظ من جديد "
- " ربما ... أنتِ حبه الأول "
لم ينفي ... بل رفع كتفيه كناية عن فشله مهما كانت خطته، ورفع بصوته قليلًا لتسمعه.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...