كان يا ما كان ...
كان هناك إنسان ولد بجرس عوضًا عن القلب.
رن الجرس دائمًا، مميزًا عن نبض كل القلوب.
دق قلب ... رن جرس.
نبذه الناس، رفضوه، لم يجد له مكانًا بينهم.
صار الجرس حزينًا ... رن خافتًا، راقب القلوب، أراد أن يتحرك مثلها، أن يضحك ويبكي مثلها.
لكنه لم يستطع.
فمقت الفتى الجرس، اقتلعه من صدره، وانتظر أن ينمو له قلب.
انتظر وانتظر ... دون جدوى.
دون جرس، دون قلب ... خسر ما امتلكه، خسر ما لم يمتلكه ... ثم لم يبقَ إلا صمت وفراغ.
لم يكن مثلهم، لم يعد مثله.
--------------------------
منذ طفولته، اعتاد أن يرى الحياة في كل شيء.
اعتقد أن كل شيء، كائنًا كان أم جمادًا، يملك " شخصًا " ووجودًا خاصًا، أو هالةً من الحياة.
إن تم سؤاله حينئذ، لمَ يمقت الأزهار؟ سيجيب أن حضور الأزهار لا يروقه ... شخصها مهووس بالمظاهر، مغرور، لكنه ضعيف محدود الجمال، مستسلم لكل ما هو جارٍ عليه، بلا مقاومة، ضعيف الجذور والتماسك، سريع الانجراف نحو الموت.
لهذا، لم يحب الأزهار يومًا، ولم يعتزم على الاعتناء بكائن ضعيف ناكر مثلها.
أكمل سقاية النبتة الطبية الصغيرة متجاهلًا الأزهار جوارها، قرر مسبقًا أنها ستموت، لا يهم، بينما يتابع انتظار استيقاظ أخته أليثيا.
رغم أن الحال التي وجدها عليها مثيرة للقلق جدًا، لكنه قرر الاسترخاء، لا حاجة لاستعجال الأنباء السيئة، ليستمتع بهدوء هذه اللحظة فقط، بينما تنهال عليه المشاكل لاحقًا.
في طريق عودته بعد أخذ نباتاته الثلاث التي أراد نقلها إلى منزل ستيفانوس الكبير، تقاطع طريقه مع أليثيا التي لا تكاد تسيطر على خطواتها حتى تتعثر، قبضتيها مليئة بالخدوش والدماء، رأسها وكل ما في داخله مبعثر ... كل ما استطاعت فعله هو أخذ نفس عميق عند رؤيته، التشبث به، ثم فقدان الوعي.
ربما قالت بعض الأشياء، لكنه لم يفهم، ولم يكن مستعدًا لممارسة لعبة التخمين والانتظار، ستصحو على أتم وجه، وتخبره.
قد يستطيع تدارك هذه الأحداث بعيدًا عن الأعين، لا حاجة لأخذ أليثيا إلى المنزل وجعل الجميع يعلم، سيعرف بمفرده ... رغم أنه لم يكن مهتمًا جدًا بما يكون قد حصل، أدرك جيدًا أنه شبه عاجز، موعد إعدامه قريب، ولن يستطيع فعل شيء.
جزء منه لم يرد أن يعرف أبدًا، لماذا على العالم أن يقلق راحته إلى هذا الحد وحتى قبل موته بقليل! ظن أن لا شيء قد يحفزه للخروج عن صمته، عاهد نفسه ... لا مزيد من إقحام نفسه بالمشاكل.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...