لم يكن هناك إلا كثير من الصمت ...خلال ما تبقى من اليوم الأول ... انعزلت في حجرة لم يسبق وأن سكنها أحد مهيئًا إياها لي، كثير من الصمت ... والطعام المعد منزليًا من قِبل روي ذاته.
كان مجرد شيء آخر يتصرف بمثالية حياله ...
ضيعت وقتي بتصفح الشبكة الإلكترونية ... كنا نملك بعضًا منها بين حين وآخر، ضعيفة بطبيعة الحال ولا يصل نطاقها المكان بأكمله، ليست تصل منزل الشجرة الذي يخصني.
ببساطة، كان البقاء مع روي بمثابة فندق بخمس نجوم مجانية ... وأنا لم ولن أمانع، بدأت أتكاسل تمامًا وخشيت فقدان لياقتي العقلية، منذ أني لم أحرك عقلي للأيام الثلاث القادمة أيضًا ... بقيت مهووسًا بالشبكة السريعة.
كونيًا، امتلكت أغلب الحقائق، الفترات الزمنية ولربما حتى المشاعر ... حدودًا، ما لا يملك حدودًا أو نهاية لعلها الكذبات فقط ... لن تنفد يومًا من كوننا ... وأنا ربما كنت لأصبح أي شيء في هذا العالم إلا كذبة ...
امتلكت حدودًا ... حدتني أيام ثلاث عن استرجاع طبيعتي التي لا يخمد ثورتها إغراءات كشبكة سريعة، طعام لذيذ وإطلالة جميلة ... وأخيرًا، عدم رؤية روي كثيرًا، كان ينشغل بعمله خارجًا وبالكاد نلتقي عند وجبات الطعام.
لم أعلم إلى متى سأبقى عنده ... لم أعيش عند عمي وليس أبي؟
دخلت المطبخ لمرتي الأولى ... يعد مزيج قهوة ساخن حرر عطرها في الهواء ... ثم حاسة شمي القوية ضاعفت التأثير أكثر وجعلتني حرفيًا أتخدر ... أقف جواره وأسحب ما استطعت من عبق دافئ ممزوج بالكاراميل، أرقب تحركاته الدقيقة.
- " هل تحبها بالطريقة التي أعدها؟ "
سألني بنبرة طبيعية جدًا، لا نفور هذه المرة ... أومأت بنعم فورًا.
- " دعني أعلمك كيف تصنعها إذًا ... إنها عالم متكامل من الأسرار "
قضينا وقتًا كثير لا نناقش إلا أنواع القهوة، هو كان يدمنها تمامًا ... علمني كيفية اختيارها و " جنسياتها " فبالنسبة له كانت القهوة كيانًا حيًا ويملك انتماءً، علمني حول الكميات والإضافات ... كيف أجعلها تطلق كل نكهتها ... ثم حول نوعي المفضل، القهوة مع الحليب المحلى دون إضافة سكر ... هو فقط كان يبتسم حين وصلنا لتلك، تذكره بشخص ما على ما يبدو.
يتصرف ببصيرة تعليمية مطلقة ... بصيرة لن يملكها إلا من يملك ارتباطًا وثيقًا بالعملية التدريسية بالفعل ... كيف يلقي المعلومات، يبسطها ويعرف تمامًا الأجزاء أو المقادير التي أنساها.
ربما علي السؤال عن مهنته لاحقًا ...
حين انتهينا كنت قادرًا على صناعة ثلاثة أنواع بالفعل كما يعدها هو ... اللذة ذاتها، ختمناها بجلسة تذوق نقارن بيننا ... فأصابه بعض الرضا مني.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...