كان ياما كان ...
أول قطرة مطر سقطت في هذا العالم ... لم تشعر بانتماء، لم تستطع الانغماس فيه ... فقررت أن تتجمد.وهكذا، كانت أول قطرة ماء متجمدة ... وللأبد.
حاول العالم إذابتها مرارًا وتكرارًا ... لكنها رفضت، وهو فشل ... فألقى عليها العالم لعنة.
لعنة الجليد الأبدي ... وإن قررت كسرها يومًا ما، وأن تذوب ... أن تعيش، أن تشعر ... فستذوب معها كل القطرات اللاتي تجمدت على مر عصور، وسنوات.
أول قطرة مطر هبطت في العالم ... بقيت وحيدة، باردة ... متجمدة، ولا يمكنها أن تذوب ... لأجل كل قطرة تالية، لأجل الجميع.
ثم قطرة المطر المتجمدة تلك ... نمى لها جناحان، وولدت من جديد كفراشة ... ثم كانت قطرة المطر التي ولدت لتكون فراشة، باردة، متجمدة ... زرقاء، وتبحث عن الحرية.
لكن أجنحتها بقيت تحمل ثقل الجليد ... للأبد.
----------------------------
مرت ساعة ونصف إلا خمس دقائق ... ثم ها أنا ذا، أراهم يخرجون ... يتنهدون، يعدلون ربطات أعناقهم ويتهامسون كما جرت العادة.
يهزون رؤوسهم متوافقين ... متفقين، ويمررون نظرات افتراس مفخخة سريعة يظنون أنها غير ملحوظة، نحو كيلارد ستيفانوس.
من سيخبرني عما جرى هنا؟ لا أحد على ما يبدو ... لمَ تبدو ملامح الانتصار على أعضاء المجلس؟
كنت أنتظر خروج آدريان ... الوحيد الذي قد يخبرني بالتفاصيل، ملامحه ستفعل ... قبل أن ينطق حرفًا.
اخترقت التجمع المؤقت جوار الباب أحاول الدخول ... لكن البقايا من آد، روي وكيلارد كانوا يغادرون أيضًا.
آدريان يلتزم الصمت وحسب ... يتنهد براحة، ثم يبحث عني ... وجدني فورًا فدفع بكفه على ظهري يحثني للابتعاد عن الزحام وعن القاعة " لنبتعد عن هنا " ... تحركت بالكاد بضع سنتمترات وعيناي معلقة على روي ... وكيلارد، ثم توقفت عن التحرك مع آدريان الذي مر وسط البقية ووقف ينتظرني.
- " خلال أقل من ثلاثين كلمة ... فسر لي هنا والآن، ما فعلته في الداخل ... صفقتك تلك! "
- " سأوفر العناء على كلينا ... ولا أستخدم ولا حتى كلمةً واحدة للتفسير "
كانا روي ... وكيلارد، سمعتهما.
رأيت روي يمنع كيلارد كليًا عن الخطو ولو بواحدة نحو الأمام ... قابضًا على مفصل مرفقه بقوة تحطيمية واضحة، كان قادرًا حقًا على سحق ذراع كيلارد ... متشبث به، يلومه، وفي عينيه ليست نظرة غضب ناجم عن كراهية ... بل غضب شخص أجبرته مرة بعد مرة أن يتخلى عنك ... ويرجوك أن تتوقف، يريد استعادتك ويعلم استحالة ذلك ... يحملك مسؤولية كسر مرآة اعتدتما فيها أن تريا فيها نفسيكما معًا.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...