السابعة من صباح الأحد ...بعد نوم مبكر عميق جدًا، صحوت أبحث عن أي أحد، لمَ أشعر أني الشخص الوحيد في هذا المنزل الذي استطاع النوم ليلة أمس دون أرق؟
نسيم أخضر لطيف يهز أشجار البرتقال خارجًا، سمعت صوت بعض من الثمار الصغيرة تتساقط ... ثم من النافذة كان هناك آدريان يقف جوار رئيس الخدم ويتبادلان بعض الأحاديث السطحية، لا بد أنها مقارنة حول تغيرات المدينة الساحلية خلال العقد الماضي، والعاصمة ... ولا بد أن آد يتذمر من صخب الميناء البحري والعاصمة على حد سواء، أحاديث كبار.
أزعجني أمر ترك المدرسة بهذا الشكل ... لكني سأعرف مصيري اليوم، مع ذلك، تملكني حدس جيد، كنت مسترخيًا ... إن عشت، فلدي مخططات مستقبلية كثيرة، وإن مت ... فقد عشت حياةً جيدة في أيامي الأخيرة، عرفت أبي ... لن أندم على ذلك.
حين ركضت خارجًا رأيت الماستر وروي يقفان على بعد مسافة لا بأس بها من آد، لم ينتبه ... كل منهما يمسك بعض القوائم ويراجعان نقاطًا تخص اجتماع اليوم على ما يبدو، لا أظنهما قد يتحدثان عن شيء لا يخص المجلس وعمله، كلاهما يعطي الآخر وجهًا جامد لا يمت لأب وابن بصلة ... هما الآن مجرد رئيس ونائبه، وريثه.
تنبه لي الجميع، آد أعطاني إيماءةً ذات ابتسامة متعبة ... لا بأس ببعض الاستعراض أمام الجد، أليس كذلك؟ عليه أن يرى الفرق الشاسع بينه وبين آدريان كآباء.
كان مبعثرًا جدًا، لم يغير ثياب الأمس حتى ... منذ أن كلينا حصل على ثياب جديدة، النشاط الذكي لرئيس الخدم!
رحت ألف ذراعي حول عنقه ... ثم أسحبه ناحيتي في عناق خفيف ماكر لم يبادلني إياه، قبلة سريعة على وجنته جعلته يتجمد في مكانه حرفيًا ... ينفصل عن الواقع، محرَج جدًا! المرة الأولى التي أبدأ بها ... ليس أحمقًا لئلا يدرك أنها تمثيلية، لكنه مجددًا ... يخجل.
بعد خمس وأربعين ثانية من الصمت، بالكاد أومأ لي ... فعليًا فقد قدرته على النطق معي اليوم، لا أظنني قد أستخلص ولو جملة واحدة منه.
حين تأكدت أن الماستر قد رآنا ودخل، تبعته ... الخادمتان تعدان الإفطار، والماستر فتح أكبر باب داخلي في المنزل، باب قاعة الاجتماعات ... أسود، مزخرف بالذهبي، لونا الأماثيست المفضلين، لوني الحجر.
يتفقد القاعة ... انسللت خلفه، نظرته أخبرتني أن دخولي ممنوع، غير مسموح ... لكنه لم يطردني علنًا، قابلني بالتجاهل، والصمت.
جد سيء!
طاولة الاجتماع بنية مائلة للاحمرار، متينة جدًا رغم وضوح مرور حلقات الزمن عليها ... شيء يمكنك أن تصفه بالأصالة، لا بد أنها كانت باهظة جدًا.
ثمينة جدًا ... تستحق أن يجلس أعلاها شخص ثمين مثلي! قفزت نحو الأعلى أجلس عليها أمامه، أزيح ملفاته دفعًا نحو الجانب الآخر من الطاولة، أجذب الاهتمام منه جذبًا ... شاء أم أبى، ابتسامة انتصار حين خطا أقرب إلي، يحط عينيه الزرقاوين وسط عيني ... لم أخضع.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...