- " هذه الخصلة طويلة ... ثبتها نحو الأعلى جيدًا "
حان وقت حفل الولاء كما يدعوه الماستر، بعد ثلاث أيام من ذكره ... ثلاث أيام من التجنب المستمر، آدريان أدرك إرادتي، وتراجع كعادته يمنحني مساحتي الخاصة التي أحتاج ... كل ما كنا نتبادله هو الإيماءات الصامتة كتحية بعيدة، كتذكير وجوديّ.
ثم حين طلب إذني لمساعدتي في التهيؤ، لأجل توتر أحدنا ... أنا أو هو، كلانا ربما ... وافقت، لذا أخذ المشط مني، وقف خلفي وراح يتبع أوامري لترتيب شعري.
إن كان هناك ما أحبه في هذه العائلة، فهو الشعر الأسود الكثيف الناعم الذي توارثناه ... قد أحب جينات سالفاتور فقط لأجله.
- " لماذا؟ تركها يجعلك تبدو لطيفًا "
- " وأنا لا أحتاج أي انطباع لطيف الليلة "
رفع شعري بأكمله كما طلبت منه، دسه خلف أذني بحذر ... ثم حين انتهى انحنى قليلًا حتى صرنا بمستوى مقارب، وضع يديه على كتفيّ ... يحدق في المرآة كما أفعل " أنت الآن تبدو كالملك الصغير ذو اللمسة الذهبية ... أكثر فتىً وسيم في العالم "
- " وهذا يجعلك حارسًا من ذهب؟ "
- " ربما؟ "
لم يفهم ما أرمي إليه.
- " لا أريد حارسًا من ذهب ... أريد أبي، فقط "
- " دائمًا ... وللأبد "
عينا الكسوف الناعسة تفهمني ... حنونة ودافئة، ليس ذاك الشخص الذي كان يهدد، ليس الذي أخبرني أنه سيحرق العالم أو يدفنه في الظلمات لأجلي، هذا هو الآن ... سئمت تقلباته، لكن هذا الحالي يبقى التقلب الأحب إلي، الذي يمكنني التواصل معه روحيًا دون كلمات.
- " أعلم أنك هددت الماستر بأذى روي ... هل ستفعل حقًا؟ "
- " روي غير قابل لأن يُؤذى ... هو فقط أصلب من ذلك دائمًا، لذا ... أيًا كان ما هددت بفعله، لن يكون مشكلة لروي "
هو قالها ببساطة، لم ينفي قدرته أو نيته في فعلها، لكنه نفى مقدار ضررها على روي.
أليس يتمادى في ظنونه أكثر مما يجب؟ ما من شخص غير قابل للأذى، كل ما في الأمر أن نقطة اللاعودة بعيدة، النقطة التي يحدث عندها ضرر دائمي لا يمكن عكسه.
مبدأ " التسبب بضرر " يحتاج إعادة تعريف في هذه العائلة، الماستر لا يمانعه لآدريان لأنه متضرر بالفعل ولا مانع من بعض المزيد، ثم آدريان لا يمانعه لروي لأن روي قوي بما يكفي ليحتمله.
روي هو بطل آدريان، وقد صدق بذلك تمامًا منذ صغره وحتى الآن، أكثر مما يصدق الأطفال بأي بطل آخر.
ثم لم يتهالك هذا البطل بنظره أبدًا ... كان قويًا حد ألا يسأله أحد يومًا عما إن كان بخير، عومل تمامًا كآلة مثالية لن تكل تعبًا ... ولا مانع من رفع معدلات الضغط المسلط عليها لأنها لن تتضرر، وستبقى بالكفاءة ذاتها.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...
