40

898 91 174
                                    

- " أشعر أن رأسي يتداعى ... كما لو أني صدمته "

آدريان حاول تعديل جسده الملقى على سريره ... لم يكن يحتاج فتح عينيه جيدًا والإمعان لإدراك وجود ستيلاريس، كانت تجلس على كرسي مقابل له، تضع ساقًا على الثانية وتتظاهر أنها تتصفح كتاب قصائد وأشعار لويليام بليك ... فتاة إيرلندية كلاسيكية محبة للأدب، أجبرته قبل ستة عشر عامًا على توسعة نطاق ذائقته الفنية ورؤياه الأدبية لأجلها.

الكثير من شيكسبير ... الكثير من الأوبرا، كل ذلك كان من نطاق اهتماماته المحدودة فقط لأجلها.

لم تقم بالرد ... بل تركته يتفحص الجانب الأيمن من جبهته والضماد فيدرك حقًا أنه أصاب رأسه، وهو ظن أنه سيصمت للأبد ... لئلا يقاطع خلوتها مع الكتاب، ملامحها أثناء التركيز مع أي قطعة فنية تجعلها مضيئة جدًا، فاتنة أكثر مما هي عليه ... تنسيه كل أفعالها السابقة، كل إجرامها بحقه.

حبه الأول ... عيناها الخضراوان المنخفضة نحو الكتاب ذكرتاه بالحياة التي أرادها شخصه السابق، منزل دافئ منعزل وزوجة ذكية مع طفل جميل لا يطيق صبرًا كي يعود إليه كلما ابتعد.

أما زال يريد ذلك إن توافر له؟ لا يعلم ... تلك التخيلات أسهل من أن تكون حياته المليئة بالصراعات داخليةً وخارجية.

- " ماكسيل مختفٍ منذ أمس، منذ أن انتهى الاجتماع ما من أثر له، محجوب " تمتمت بعد تفكير مطول كيف ستخبر الأب والحارس المهووس دون أن يفقد صوابه المفقود.

- " تم اختطافه ... " أكمل عنها يتبنأ ويقرر أن نبوأته الاستنتاجية صائبة، يطالب أن يتم رفده بتفاصيل الواقعة بشكل تقريري موجز وسريع بينما ينهض ... يختل توازنه لحظات لكنه يرتدي سترة عشوائية ليغادر فورًا يسترجع ابنه.

- " لا ... لقد هرب، إنها رغبته "

- " ولأي سبب قد يهرب بنفسه! "
زجرها بأنه احتمال غير مقبول! كيف تجرؤ على التفكير به حتى؟ ثم إن الفتى محجوب بتعويذة ... ألا يعني هذا أن السحرة قد قاموا باختطافه فعلًا؟ لكن لمَ لا تحركات بعد؟

- " لأنه فقد أمله منك تمامًا ... كان هناك، رأى ما فعلته ورأى الحدود التي صرت تتخطاها، كثيرًا ما انتظرك، وكثيرًا ما خذلته "

لم يستوعب حقًا مقدار هدوئها المبالغ به حين نهضت وفتحت الستائر ... انتشر الضوء بغتةً يهاجم كل ركن بارد ... ينغرس في عينيه، أغمضهما منزعجًا من الضربة الفجائية للصداع النصفي ... وهن شديد، بالكاد يحرك جسده، لكنه عازم على التماسك واستعادة ماكسيل " سأحرق أحياء السحرة الأوغاد جميعًا ... لن أتوقف حتى يظهر ماكسيل نفسه ويعود "

- " سيفعل بالطبع لأنه يظن أن أخطاءك على عاتقه، أنه مسؤول عن خطاياك ... أهذا ما تريد فعله بابنك حقًا؟ استغلال شعوره بالذنب لأفعالك؟ " كانت متعقلةً جدًا قادرةً على عزل شعورها الخافت باهتمام جديد ناحيته، شيء لن تبالغ فيه وتسميه حبًا ... ليس بعد، وإن استمرت أفعاله هذه، فربما ليس أبدًا.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن