الملاجئ ...
مهما كان العالم واسعًا، دائمًا ما بحث الإنسان عن بقعته الصغيرة، عن " ملجئه "
أحيانًا كانت الكهوف، مراتٍ صارت المنازل ... وأنا ملجئي الصغير كان كتابًا، وبيت الشجرة، ربما يكون الشيء الوحيد الذي أفتقده من حياتي السابقة كطفل سيريوس.
أنا، كتاب، ومساحتي الصغيرة الضيقة.
أن تكون بلا ملجأ ... دائمًا ما ستكون ضائعًا، ومشتتًا.
منذ غادرت ملجئي ذاك، لا أظنني وجدت واحدًا آخر يعوضني ... لم تكن غرفتي في منزل الماستر لتعوض فقدي، ولا منزل أمي ... لا مكان استطاع أن يكون مثله.
إن أردت وداع شيء في هذا العالم ... فسيكون مكاني ذاك، منزل شجرتي الصغير، مع أنواره صعبة التفاهم معها، وبابه الذي يقفل أكثر مما يجب بطريقة دائمًا ما عزلتني أكثر ... أراحتني أكثر.
ثم تساءلت، ماذا عن كيلارد؟ تبدو قلعته تلك ملجأه، ويبدو كمن سيرغب بوداعها حقًا.
لهذا السبب ... عرفت أين أتجه، لم أكن بحاجةٍ للبوصلة كي تدلني إليه.
هو، حيث لم أعد أريد أن أنسى ... بل أريد أن أتذكر.
عند الانحراف من الطريق العام نحو مدخل الغابة، دائمًا ما رأيتها كحالة انتقالية بين ما يريد البشر إدعاءه، وبين ما يريدون نكرانه، حقيقتهم البدائية ... بين الطريق المُعبد والغابة، ودائمًا ما شعرت أن الثاني هو مكاني.
عبرت ذلك الخط متجاوزًا سياجًا خشبيًا نصف محطم صغير، عددت الخطوات ... أردت التركيز، لم أشأ أن أفلت طاقة عقلي مبددًا إياها في تشتت لا أحتاجه، وهناك ... من بين أرقام خطواتي العالقة بين خمسين وستين، كان ثمة صوت حفيف عشبي، واحتكاك شجري ... أحد ما، غريب عن المكان في الجوار ... شخص لا يعرف كيف يتجاوب مع الأغصان.
غريزتي دفعتني للاختباء ... والبحث عنه من بعيد.
بان الشعر الكستنائي الفاتح المألوف ... واتتني رغبة في القفز من مخبئي وإرعابه، لكني تكاسلت ... ليس بالوقت مناسبًا.
لا أذكر يومًا أني كنت ضد ارتكاب الفظائع ... لكني ضد التوقيت، إن اخترت التوقيت المناسب، فلك فعل ما تريد.
والآن حتمًا لم يكن وقتًا مناسب لترهيب كريسنت، لا بد أنه يعاني ما يكفي من الرعب فقط لقدومه هنا، والبحث عن والده ... لا سبب آخر.
- " مذنب بكونك تتشارك هدفًا واحدًا معي ... "
لوحت له من المسافة الفاصلة بيننا، رغم ذلك نهوضي من بين الشجيرات أجفله لحظة، مهما فعلت سيرتعب في النهاية، أليس كذلك؟ لكنه ابتسم على أي حال بعد انتهاء هوايته الطبيعية في الشعور بالرعب من كل شيء.
- " أنت تعلم أن هذا هو الاتجاه المعاكس، أليس كذلك؟ "
هز رأسه ... ولم ينظر نحوي أبدًا، على أن نبرته كشفت محتوى قلبه " لا ... لا أعلم، كيف لي أن أفعل؟ وبأي حال، لا حاجة لمعرفتي ... أنت هنا الآن وتحفظ الطريق جيدًا "
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...