1

4.2K 209 553
                                    


قبل ست وسبعين عامًا من الزمن الحالي/ ترانسيلفانيا / أحد أقاليم رومانيا/ أوروبا الشرقية/ مزاد القطع الأثرية

درجة الحرارة انخفضت تحت الصفر بكثير، عاصفة ثلجية جعلت الضيوف كلهم آنذاك بمعزل في المبنى الواسع ... الجليد سيطر تمامًا على التركيبة الزجاجية للنوافذ الواسعة، ولو أنه لم يكُ مدعمًا أو مقوى لتحطم حتمًا.

مصادر الطاقة تمت إعادة توجيهها نحو وظيفتين فقط، نظام حماية القطع الأثرية ... والتدفئة المركزية مع بعض الأضواء في صالة العرض حيث تم جمع الحضور كافة.

كانت هناك تلك الطبقة فاحشة الثراء للمزايدة، وكثير من العاملين والحراس ... من كافة الجنسيات عالميًا، غالبًا عليهم الطابعين الروماني، الروسي والألمان الباحثون عن حرب.

حضر بعض المزايدين كل مع ساحره أو عرافه الخاص، تقييمًا للقطع الأثرية ... جودتها، قياس زمنها الحقيقي وماهيتها.

ولا شك أن صائدي النيازك قد تواجدوا بكثافة، لأجل قطعة واحدة ... حجر نيزكي فريد لم يكن من مثيل له، بالإجماع ... ينتمي إلى عائلة النيازك النادرة الحديدية الحجرية، الميزوسيديريت ... حاويًا عناصرَ أرضية معروفة كالنيكل والسيليكات بنسب قليلة، نسبة عالية من الحديد وتركيب بلوري يشابه كثيرًا الحجر شبه الكريم، الأماثيست ... لكنه حتمًا لم يكن أرضيًا، كانت هناك نسب من معادن مجهولة تمامًا بقيت قيد التحليل الطيفي الشعاعي دون جدوى.

أسود شديد الظلمة ... تتخلله شقوق صفراء ذهبية.

اختصارًا لفوضى كونه عديم الاسم العلمي، تمت تسميته وفق الحجر الأرضي الأقرب لتركيبه الداخلي رغم أن نسبة التباين عالية جدًا، والتشابه ضئيل، لكن لا يمكن إنكاره ... دُعي " أماثيست الفضاء " الذي دب رعبًا ونفورًا في قلوب البعض يعزون منشأه إلى كون آخر، قادم من المجهول، مسافر خلال ثقب أسود.

موطنه أو منشؤه، تاريخه ... انعدمت أهميتها، حتى أصله الزمني والمكاني مقارنةً بالخطر الذي تحسسه السحرة المتواجدون، طاقة مرتفعة جدًا لا استقرار لها ... قد تساوي مئات المصانع النووية الذرية، أو القنابل الهيدروجينية، خطير جدًا ... من يظفر به فهو حائز على مصدر طاقة عالمي، بين يدي فرد واحد ... لكن كل تلك الطاقة لم تكن مستقرة البتة.

يؤول لانفجار ... في أي لحظة.

إخلاء المكان والتفريغ ليس حلًا وسط عاصفة قاتلة في الخارج، فإذًا نشر الأمر مسبب أول للذعر دون حل سريع مُنقذ.

لوحظت تهامسات السحرة فيما بينهم، قوم متكتمون كالمعتاد ... فإذا بهم نهاية الأمر يتكتلون في تجمع سري صغير فحواه إيجاد منفذ من انفجار قريب لا محالة، البيئة المحيطة هائجة وبدا أن للحجر كيانًا من طاقة متوترة مهتزة بترددات عالية جدًا، لم يدركها إلا السحرة ذاتهم.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن