مجددًا ... الزهور لم تكن هناك.
اعتاد كريسنت فترةً طويلة، ترك باقة من الأزهار عند ذلك القبر كل يوم، واعتاد ألا يجدها في اليوم التالي، تختفي ... لا بد وأن شخصًا ما يداوم على سرقتها.
استمر على عادته رغم أن وروده لا تمكث يومًا كاملًا في مكانها، لكنه لن يترك ذلك القبر يبدو مهجورًا أبدًا ... سيترك أثرًا عليه كل يوم، يخبره كل يوم أنهما معًا رغم موته، رغم أن العوالم فرقتهما ... لن يتركه.
ما زال سيضع زهوره، يربطه بعالم الأحياء بأي طريقة ... بنفسه.
كريس انهمك في ترتيب الباقة بشكل متساوٍ على القبر لهذا اليوم، ماكسيل وقف جواره يحدق في الاسم، كيلارد ستيفانوس ... قلب عينيه، هذا الاسم لا يتوقف عن الظهور أمامه مؤخرًا، قد يلاحقه في أحلامه حتى.
يمكن للأموات أن يطارِدوا أكثر مما يفعل الأحياء.
من يكون للتوأم؟ لم يرغب بلمس خطهما الأحمر الحساس الآن.
كلار جلس في مكان بعيد نسبيًا عند تمثال ملاك رخامي كبير وسط المقبرة، يشغل نفسه بينما يسترق النظر نحو سلامة توأمه، ثم يعود ليكمل محاولاته في عزف شيء ما، أي لحن قد تكون للأذن البشرية قابلية احتماله، لكنه يفشل.
- " رغم كونهم أمواتًا ... لكنهم كانوا بشرًا يومًا ما، لا تعذبهم بهذا الشكل كلار! "
ماكسيل سخر منه، والآخر فقط كان سيحطم آلته الموسيقية على رأس ماكس ... حصلا على مطاردة مثيرة بعض الوقت قبل أن يتذكرا أنهما في مقبرة، بعض الاحترام سيكون جيدًا ... ليس مكانًا لحرب العصابات المعتادة.
- " كلار ... ما صلتك بعمي، روي سالفاتور؟ " استند على الملاك الأبيض الحجري المصقول جوار شريك الجريمة المعتاد.
لأمكنه أن يسمي كريسنت " شريك الفضيلة " بينما كلارينت " شريك الجريمة " ... راقته تلك الموازنة الذاتية مع هذين الاثنين.
لحظ كلارينت توًا أن ماكسيل يختصر اسمه، رغم أنها لم تكن المرة الأولى ... فكر أنه لا يمانع، يمكنه الآن الاعتراف لنفسه أنه لا يكره ماكسيل على الأقل، يتقبل وجوده ... ويحب رائحته، تريحه كثيرًا، لا يحتاج الابتعاد عنه كما فعل طوال الوقت مع البقية، تجنب التجمعات وأي تقارب من أي أحد ... أنفه الحساس أبعده عن الجميع، يُنفِره كثيرًا.
إلا هالة توأمه ... كانت ناعمة، ضعيفة وتحمل عطرًا خفيف، ثم الآن ... عطر هالة ماكسيل، يمكنه التنفس بكل راحة جواره.
- " لا صلة تجمعنا على حد علمي، لكني سأضع احتمالين ... إما أن الماستر القادم يريد استغلالي لأجل استعادة علاقات جيدة مع مجتمع أوريون، أو أنه يريد استنطاقي يومًا ما ... ربما يحتاج معلوماتٍ خاصة "
طريقة التفكير هذه، ذكرت ماكسيل بنفسه، تفسير حذر جدًا للغايات، لا ثقة بالآخرين، فقد أمان ... يستحيل له التصديق بدوافع نقية، لكنهما هنا يتحدثان عن روي، عمه الذي يُغرق نفسه بمسؤوليات من الاتجاهات كافتها ... لطالما تساءل ماكسيل، كيف لعمه ألا يختنق؟ ألا ينهار؟
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...